5 محاولات تاريخية لمنع شرب القهوة حول العالم
مدار الساعة - منذ بداية التاريخ لطالما امتلك البشر علاقة غريبة مع المشروبات التي تسبب النشاط أو النعاس على حد سواء، فبعض من أكثر المواد خطراً اليوم كانت تعتبر دواءً وعلاجاً في الماضي، فيما أن بعضاً من أشهر المشروبات اليوم وهي القهوة كانت محظورة خلال فترة من الفترات في عدة أماكن حول العالم. ومع أن مرور يوم دون قهوة قد يبدو كأمر بعيد عن التخيل لدى مئات الملايين من محبي هذا المشروب الشهير، فالأمر لم يكن كذلك طوال الوقت.
وبحسب موقع "دخلك تعرف" فهنالك خمس حالات تاريخية تضمنت محاولات من حكام بعض المناطق لحظر القهوة لأسباب متعددة، سواء لأنها كانت تعد أمراً جديداً قد يشكل خطراً، أو ببساطة لأن البعض يخشى التغيير. وعلى عكس عالم اليوم حيث من الممكن أن يتسبب هكذا حظر بمظاهرات في الشوارع، فالمحاولات السابقة كانت في وقت أبكر من تاريخ المشروب الشهير والمحبوب.
حظر القهوة في مدينة مكة – عام 1511
عام 1511 كانت مدينة مكة تحت الحكم المملوكي، وفي حينها كان حاكمها المعروف باسم (خاير بك) يخشى القهوة إلى حد بعيد، فالمشروب الساخن والمنبه معروف بكونه متداولاً في الاجتماعات وبالأخص لدى الصوفيين، كما أن المقاهي كانت تشكل أماكن مثالية لتجمع البشر وبالتالي انطلاق الحوارات والنقاشات وربما التجمعات المعارضة.
وكما أي حاكم حينها، فوجود ولو فرصة صغيرة لمعارضة حقيقية لم يكن أمراً محبذاً، وهذا ما قاد حاكم المدينة لحظر القهوة، ولو أن الحظر لم يدم طولاً وسرعان ما رفع بعد مدة قصيرة.
محاولات حظر القهوة في إيطاليا – القرن السادس عشر
مع كون إيطاليا واحدة من أهم القوى التجارية في العالم خلال تلك الفترة الزمنية، لم يكن من المستغرب وصول القهوة إلى شبه الجزيرة وانتشارها بسرعة ضمنها. وكما هو الحال مع كل شيء جديد ربما، سرعان ما انطلق رجال الدين في حملة ضد المشروب المحبوب من العامة مطالبين بحظره وواصفين إياه بكونه مشروباً شيطانياً.
لحسن حظ محبي القهوة، فقد كان بابا الفاتيكان حينها (البابا كليمنت الثامن) من أشد المعجبين بالقهوة بعدما جربها. وعلى الرغم من إصرار الكهنة على رأيهم، فلم يكن هناك ما يستطيعون فعله أمام ”المباركة البابوية“ للمشروب، وسرعان ما انتشرت المقاهي في كل مكان في إيطاليا، وبدل الاكتفاء بالطريقة التقليدي لتحضيرها، ظهرت العديد من الطرق والأساليب الجديدة والمبتكرة مع الوقت.
حظر القهوة في القسطنطينية (استنبول حالياً) – عام 1623
في عام 1623 وصل (مراد الرابع) إلى عرش الإمبراطورية العثمانية وعمره 11 عاماً فقط، وسرعان ما أصدر قوانين بحظر القهوة بشكل كامل مع عقوبات كبيرة لمن يخالف هذا الحظر، حيث كان جزاء المخالفة لأول مرة هي الجلد، بينما من يرتكب المخالفة العظمى ويشرب القهوة أكثر من مرة؛ كان يحبس في كيس جلدي ورميه في مضيق البوسفور ليغرق.
في الواقع، فهذا الحظر لم يكن الوحيد ولا الأول حتى في تاريخ الإمبراطورية العثمانية، حيث حظرت القهوة مراراً وتكراراً بين القرنين السادس عشر والثامن عشر، ومع أن معظم هذه المحاولات كانت تتضمن عقوبات لمنتهكي الحظر، فأي منها لم يكن بفعالية الحظر الذي قام به مراد الرابع، وسبب الفعالية العالية لهذا الحظر هي بالطبع العقوبة الكبيرة باختصار.
حظر القهوة في السويد – عام 1746
عام 1746 أمر الملك السويدي (جوستاف الثالث) بمنع القهوة في السويد بشكل كامل بعدما اقتنع بكلام من يدعون كونها عقارا خطراً. والحظر لم يكن للقهوة فقط، بل امتد للملحقات المستخدمة لها مثل الفناجين وصحونها والتي كانت الشرطة تصادرها كونها ”غير قانونية“.
في الواقع كان موقف السويد المعادي للقهوة غريباً كفاية، بحيث أن الملك المقتنع بكون القهوة ضارة جداً طلب من الأطباء جعل المساجين المحكومين بالإعدام يشربون كميات كبيرة من القهوة لمعرفة كم يحتاج الأمر لإنهاء حياتهم. وبالطبع كانت التجربة مملة جداً للأطباء وهم يراقبون المساجين، الذين كانوا على الأرجح سعداء بكونهم يشربون القهوة.
محاولة منع القهوة في بروسيا – عام 1777
في الجزء الأخير من القرن الثامن عشر، أصدر ملك بروسيا –وهي أحد أقاليم ألمانيا الاتحادية اليوم– (فريدريك الكبير) بياناً يشجب فيه القهوة كونها تتداخل مع عادات المنطقة بشرب البيرة. في الواقع وعدا عن كون الملك فريدريك حاول تقليل استهلاك القهوة، فقد شجع على شرب المزيد من البيرة وبالأخص ”كأس من البيرة الصباحية مع الفطور“، حيث يبدو أن ما يعد اليوم سلوكاً مكروهاً كان أمراً محبذاً من ملك بروسيا.
لم تكن مساعي ملك بروسيا ضد القهوة الوحيدة في أوروبا، حيث أن صانعي البيرة والنبيذ في مختلف أماكن أوروبا، وبالأخص فرنسا، كانوا يحاولون تشويه صورة القهوة بأي شكل، حيث كانت المقاهي تستبدل الحانات من جهة، وحتى أن القهوة باتت ترتبط بالوجبات الغذائية لدى البعض بدلاً من شرب البيرة أو النبيذ.
عموماً معظم هذه الحملات فشلت بشدة، وبالأخص مع انتقال السياسيين والحكام إلى صف لقهوة بعد تجربتها والإعجاب بتأثيرها.