الوزراء كبش فداء و.. النواب نسوا أنفسهم
الوزراء كبش فداء والنواب كسبوا الشعبية ونسوا أنفسهم هذا هو واقع الحال في مذبحة تخفيض الرواتب, المطالبات النيابية لتخفيض رواتب الوزراء لم تتوقف منذ 3 مجالس نيابية على الأقل وكان السادة النواب في كل مرة يضغطون لخفض هذه الرواتب والطريف أكثر أنهم كانوا في كل مرة ينسون أنفسهم !!
حدث ذلك في المملكة العربية السعودية وفي مصر وتونس والجزائر ولفيف من الدول, وأخيرا في الأردن حيث مالت الحكومة على نفسها وقررت تخفيض رواتب الوزراء وكبار المسؤولين والمدراء.
شخصيا لست مع توصيف رواتب الوزراء بأنها خيالية, وبصراحة أكبر راتب الوزير لم يعد مجديا والقبول بالمنصب من بعض الشخصيات أصبح في محل تفكير وتردد.
لم يطرح النواب تخفيض رواتبهم بل على العكس قاوموا مجرد طرح الفكرة .
مقارنة رواتب وزراء الحكومة الأردنية بنظيرتها في حكومات دول خليجية وأخرى فيه ظلم كبير, فهي مقارنة مجحفة بكل المقاييس, لكن لا بأس إن كان ذلك يشفي غليل النواب ويرضي المواطن الذي انساق وراء مقولة « الرواتب الخيالية «.
الوزير لم يعد يجلس في مقاعد الدرجة الأولى على متن طائرات « العصفور» الوطني, ويمكن أن أتخيل الوزير وهو يدخل عبر بوابة الطائرة الى جوار القمرة، ويمد يده بما تبقى من تذكرة السفر نحو المضيفة التي ستدله على مقعده في ذيل الطائرة وربما, ومثلي سيحاول عند « كاونتر « تثبيت الحجز أن يتوسط لدى الموظف عله يمنحه المقعد الذي يتوفر خلف جناح الدرجة الأولى ليشعر أنه فيها, بينما يواجه لسعات من نظرات الشماتة التي يقذفه بها ركاب الدرجة الأولى, «ما حدا أحسن من حدأ «.. تريد أن تصبح وزيرا, صحتين!.
من اللحظة سأشفق على الوزير, خصوصا عندما يقفز متأهبا للصعود الى الطائرة عندما تبدأ المناداة على ركاب الدرجات الإقتصادية, والمشكلة أن نسبة العشرة بالمئة التي لو بقيت لساعدته في تحسين شروط سفره لم تعد بحوزته, والراتب بعد الخصم لن يساعده على رفع درجة السفر بتسديد الفرق, حسنا سيحافظ على برستيج المنصب الوزاري من جيبه الخاص.
تخيل أن نائبا ووزير صدف أن تلاقيا في ذات الطائرة, النائب سيذهب الى مقاعد الدرجة الأولى, فالمجلس سيتكفل بتسديد ثمن التذكرة, وسيجلس لكن لن ينسى أن يتعمد النظر الى الخلف حيث سيجلس الوزير في مقاعد الدرجة الإقتصادية بنظرة شماتة, وقد يمد لسانه مجاكرا.
نسي النواب أنفسهم من حملة تطهير الرواتب, بل على العكس يرفضون حتى مناقشة الفكرة, فالأمر لا يعنيهم .. معقول, حتى الناخب لا يهتم التركيز في الصورة على الوزراء الذين يأكلون الأخضر واليابس.
حسنا سأختم مرافعتي هذه في الدفاع عن قوت الوزراء الممنوعين من ممارسة أية أعمال أخرى طالما هم في المنصب عكس النواب الذين يمارسون حياة طبيعية مليئة بإزدهار الأعمال والتجارة والمقاولات ورئاسة الشركات وغيرها, بينما كدت أفقع من الضحك حتى كدت أنقلب على قفاي وأنا أقرأ بيانا لحزب محلي واستحضر قصة رئيس وزراء اليابان الذي تنازل عن راتبه لخزينة الدولة بعد الزلزال الذي تعرضت له اليابان وأقول الحمدلله أن حمانا ورعانا حتى الآن من شر الكوارث ما ظهر منها وما بطن ..
..هي لحظة من عودة المهاجر "الرجل الثلج» وقد حمل معه جبالٌ من البلسم و الحب والملح، فهل نرى صورتنا على ارض مصقولة من ثلج وبياض حاد ينال من قلوبنا، يؤجج نار غائبة ارتفع سعرها فكان الثلج لحاف ايامنا .
الرأي