عقدة الذنب من مزالق الشيطان

مدار الساعة ـ نشر في 2019/01/03 الساعة 00:06
كلنا كبشر خطاءون، نقع في المعصية ونكسب الذنوب بسبب ضعفنا أمام شهواتنا ورغباتنا وغفلتنا عن أوامر الله ونواهيه. يستغل الشيطان هذا الموقف، فيوسوس للإنسان عند ذنبه ويُشعره بعِظمه، وأنه صار بسببه معرّضا لسخط الله وغضبه، وأنّ ذنبه من الكبر بحيث يستحيل أن يغفره الله أو يعفو عنه، فينتقل الإنسان المسكين من ذنب بسبب هذه الوسوسة إلى ذنب آخر، وهو اليأس من رحمة الله تعالى. ولنتأمل من الذي يعظ هنا إنه الشيطان الرجيم، الذي عصى الإله وتمرّد على أمره، وتعهّد بإضلال عباد الله تعالى، إنها موعظة من غشاش رجيم كذوب وإن صدق. لا بد للمذنب أن يشعر بذنبه، وأن يندم على مخالفته لمنهج ربه، ويكثر من الاستغفار، ويعزم على ألا يعود لمعصيته، وإن تعلقت المعصية بحق آدمي، أعاد الحق لصاحبه، هكذا تكتمل عناصر التوبة التي دعانا الله إليها، لترُجعنا إلى الطريق الصحيح بعد أن انحرفنا عنه، لنكمل سيرنا في طريق حب الله تعالى ومنهجه القويم. ربما سقط أحدنا في أوحال كبائر الذنوب، فيأتيه الوسواس بأن فعلته شنيعة، وتوبته لن تجدي نفعا، لأنها كبائر، فلا بدّ أن يستسلم لمصيره المحتوم، وهو البعد عن الله، والطرد من حضرته، أنه سيدخل النار لا محالة، فيصدقه أحدنا ويعيش في عقدة الذنب الفاحش، فيدخل اليأس في قلبه، ويستمرّ على معصيته وذنبه، ويقطع كل حبل بينه وبين الله تعالى، ولا يزداد منه إلا بعدا، فكان خوف المذنب من الله سببا في بعده عنه، بدل أن يقرّبه منه. إن العلاج لمثل هذه الوساوس الشيطانية والأوهام أن نتذكر قول الله تعالى: (قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) مهما كان الذنب كبيرا، فالله أكبر، ومهما كان الذنب عظيما، فالله أعظم، وهو الذي لا تنفعه الطاعة، ولا تضره المعصية، ويغفر ذنوب العبد جميعا ما دام لا يشرك به شيئا، وهو الذي يحبّ التوابين ويفرح بتوبتهم، فحذارِ من مزالق إبليس الخسيس. الدستور
مدار الساعة ـ نشر في 2019/01/03 الساعة 00:06