المخيبة: تصدعات خطيرة بمنازل عشرات الآسر الفقيرة
مدار الساعة - تهدد تشققات وتصدعات في أسقف وجدران منازل فقراء في منطقة المخيبة الفوقا بلواء الغور الشمالي، حياة العديد من الأسر في المنطقة، جراء عدم قدرتهم المالية على عمل الصيانة اللازمة لها، مما جعلهم يعيشون في حالة من القلق والخوف على مصيرهم وأبنائهم.
وطالب العديد من سكان المخيبة، وزارة التنمية الاجتماعية بضرورة العمل على اجراء دراسة ومسح شامل لتلك الأسر، غير القادرة، خشية وقوع كارثة في المنطقة، سيما وأن عدد المنازل المتصدعة تقدر بعشرات المنازل.
وأكدوا وفقا لوثائق يمتلكونها بأن مديرية التنمية الاجتماعية في المنطقة تقوم بالكشف وتؤكد في تقاريرها حاجة صاحب المنزل إلى اخلاء المنزل جراء الخطورة، التي تكمن من جراء الاستمرار بالعيش، دون أن يتوفر البديل، مشيرين إلى أن إجراءات المديرية تقتصر فقط على توزيع “خيمة” لتسد حاجة العائلة من المسكن، ونصبها في أي مكان دون أي متابعة منها.
فيما يؤكد مصدر من مديرية الدفاع المدني، بان دور المديرية يقتصر على المشاركة في اللجنة التي يشكلها الحاكم الإداري، والتي تقوم بالكشف من خلال مهندسين مختصين على التصدعات وعمر البناء وخطورة المكان، وفي حال اصدار التقرير بذلك، يتم تبليع الحاكم الإداري والجهات المعنية بذلك لاتخاذ الأجراء المناسب، كتأمين مسكن حماية لهم، مؤكدا أن هناك العديد من الأسر ترفض المغادرة واللجوء إلى الحلول المؤقتة.
وتؤكد أم نزار النابلسي وهي منتفعة من صندوق المعونة الوطنية، وتعاني من مرض الصرع، ان بيتها جدرانه متصدعة، ويعاني من تشققات، مشيرة إلى أن قصارة سقفه سقطت قبل فترة على زوجها المريض.
وتؤكد انها راجعت مديرية التنمية الاجتماعية، والتي بدورها قامت بكتابة التقرير وطلبت منهم اخلاء المنزل، دون أن توفر لها مسكنا يقيهم من حر الصيف وبرد الشتاء القارس.
وأوضحت انها حصلت على خيمة من مديرية التنمية الاجتماعية، وقامت بنصبها بالقرب من منزلها، مؤكدة ان الخيمة لا تفي بالغرض ولاتحمي من السيول والانجرافات، وخصوصا التي شهدتها المنطقة في المنخفضات الاخيرة.
وتعاني أسرة ام محمد من منطقة المخيبة العوز الشديد، بعد أن فقدت ام محمد بصرها جراء حادث خلال العمل في المزارع، لتعيش في بيت متهالك يلتصق بجدرانه الفقر، وتسكنه مرارة الحرمان.
وتؤكد أن منزلها معرض للسقوط في أي لحظة جراء التصدعات والتشققات القوية الواضحة فيه، مشيرة إلى انه ورغم الكشف الحسي الذي اجرته الجهات المعنية، إلا انها لم تتخذ أي أجراء يعمل على حماية عائلتها.
وأشارت ام محمد إلى أن إجراءات الجهات المعنية تقتصر على إخلائهم للمدارس، والجمعيات في حال دخول منخفض جوي، مشيرا إلى أن ذلك ليس حلا جذريا لمشكلة الفقراء في المنطقة.
وطالبت بان تعمل وزارة التنمية الاجتماعية على بناء منازل للفقراء، تفاديا من وقوع أي كوارثه.
وتعيش العديد من الأسر حالة من التشتت وفي الوقت الحالي في منطقة المخيبة، بعد ان تعرضت منازلها إلى الانهيار قبل شهر نتيجة السيول والامطار الغزيرة، إذ تم اخلاء بعض الأسر إلى الجمعيات الخيرية كمأوى لها لحين ايجاد حل لمنازلهم والبعض الآخر استعان بالأقارب خوفا على صغارهم، فيما تحول الظروف المالية وحالة الفقر، التي يعانون منها من صيانة منازلهم.
ويؤكد مصدر من مديرية التنمية الاجتماعية، ان دور التنمية الاجتماعية يقتصر على الاشتراك بعملية الكشف، وبتقديم الخدمة العاجلة، وهي توفير المأوى والذي قد يكون في الجمعيات أو المدارس أو المساجد، إذ لا يوجد منازل تابعة للمديرية تمكن كوادر المديرية من ترحيل المتضررين اليها في حال وقوع أي كارثة طبيعية، بالإضافة إلى انها تعمل على توفير المواد الاساسية من المأكل والملبس والمشرب.
وتعمل المديرية على دراسة الحالة الاجتماعية لتلك الأسر التي انهارت منازلها، وفي حال انطبقت تعليمات مديرية التنمية الاجتماعية عليها تقوم المديرية بعمل الصيانة اللازمة للبيت.
ولحين تحديد اسباب ظاهرة تصدع المنازل بشكل دقيق في هذه منطقة المخيبة تبقى مئات الأسر في دائرة الخطر، وتترصد أي تحرك مفاجئ لجدران منازلها، فيما يعتبر وقت النوم الأشد خطرا، وتبقى وحدها العناية الالهية تحرس أرواح أسر بأكملها.
وتعتبر منطقة المخيبة من المناطق الأشد فقرا في لواء بني كنانه ويبلغ عدد سكانها حوالي 7 آلاف نسمة، ويعمل سكان المنطقة في المزارع المنتشره في اللواء، وخصوصا في موسم الجوافة، فيما يعمل البقية في الاستراحات الشعبية مقابل أجرة زهيدة. الغد