للكلمة أثرها

مدار الساعة ـ نشر في 2019/01/01 الساعة 02:14
لا شك أن للكلمة أثرا في نفس سامعها وعقله، وربّ كلمة تخرج من القلب محملة بالحب والود فتدخل قلب السامع، فتنشأ صداقة وأخوة قلّ نظيرها، ورب كلمة تخرج من القلب محملة بالكره والحقد فتدخل قلب سامعها، فتنشأ منها عداوة وحرب لا هوادة فيها، بكلمة يدخل الإنسان حدائق الإيمان، وبكلمة يفارق حياضه، وبكلمة يتزوج بنت الحلال، وبها يفارقها.
الإنسان العاقل يزن كلّ كلمة قبل أن تخرج من فمه، بسبب أثرها الكبير على الآخرين، فكم من نفس كُسرت، وهمِّة خبا نورها بسبب كلمات التثبيط التي سمعها بعضنا من الآخرين. وكم من همة صارعت الجبال، ولم تعرف المستحيل بسبب كلمات التشجيع التي التقطها بعضنا من الآخرين.
فإذا كان للكلمة الطيبة أثرها الطيب على حياة الناس، فلماذا يختار بعضنا الكلمة السيئة بدلا عنها؟ ألا يسعدنا أن نرى الآخرين يعيشون سعداء؟ أم أننا لا نسعد إلا بشقاء الآخرين؟
عندما يتعامل الزوج مع زوجته في المنزل، ما الذي يمنعه من إسماعها أعذب الكلمات، مما يوحي لها أنه لا يرى في الكون سواها، وأنها سندريلا التي كان يحلم بها؟ وكذلك الزوجة ما الذي يمنعها أن تسمع زوجها كلمات الحب والغزل، ليحسب نفسه ذلك الفارس الذي أتاها على حصان أبيض، أو في سيارة فارهة؟
ما المانع أن نشجّع الآخرين ليشقوا طريق حياتهم بمعنويات عالية، ونقدّم لهم النصيحة المناسبة؟ فبدل أن نقول لأحدهم: لا تحاول ولست أهلا، وابحث عن شيء آخر، لا لشيء إلا لأننا لا نحب الخير للناس، فلنقل لهم: حاول، وثابر، وأنت أهل لما تحلم به.
إن من يغيرون حياة الناس للأسوأ بسبب كلماتهم إنما يقومون بدور الشيطان الرجيم في ثوب إنسان رحيم، فما أشقى هؤلاء الناس!
لو علمت مدى سعادة الإنسان عندما يكون سببا في تغيير حياة الناس للأفضل؟ إنها سعادة لا توصف، إنها تشعرك بوجودك وقيمتك، فلنحرص على أن نغيّر حياة الناس للأفضل، وما هي إلا كلمات لن تكلفنا شيئا، والكلام ببلاش. الدستور
مدار الساعة ـ نشر في 2019/01/01 الساعة 02:14