جدل في العراق بعد فتوى تحرم الاحتفال برأس السنة
مدار الساعة - قدمت 63 عائلة مسيحية عراقية دعوى قضائية لمحكمة في بغداد ضد مفتي أهل السنة والجماعة، مهدي الصميدعي، بعد إصداره فتوى تقضي بحرمة احتفال المسلمين بأعياد رأس السنة الميلادية.
ووصفت العوائل المسيحية، في نص الدعوى الموجهة إلى قاضي التحقيق في بغداد، تصريح الصميدعي، إمام وخطيب جامع أم الطبول غربي العاصمة العراقية، بـ"الطائفي"، وقالت إنه يشق وحدة الصف العراقي والسلم الاجتماعي.
وأضافت العوائل في دعواها: "إذا هددت أية عائلة مسيحية في بغداد والمحافظات أو حصل ترحيل قسري فنحمل الصميدعي كامل المسؤولية بخصوص ما سيحدث لأبناء المكون المسيحي".
وأصدر الصميدعي الجمعة الماضية فتوى قال فيها إن "الاحتفال بأعياد أبناء الديانة المسيحية لا يجوز شرعا"، وحرم تهنئة المسيحيين بها.
وأرجع الصميدعي أساس تحريم الاحتفال بأعياد المسيحيين إلى فتاوى لكبار رجال الدين الذين يعتبرون المشاركة في أعياد المسيحيين "شركا بالله"، وأثارت هذه الفتوى غضبا شديدا لدى المسيحيين في العراق.
واستنكرت رئيسة كتلة المجلس الشعبي الكلداني السرياني الآشوري في البرلمان، ريحان أيوب، الأحد، "بشدة" موقف الصميدعي، مطالبة إياه بتقديم اعتذار رسمي واتخاذ جميع الإجراءات القانونية والدستورية بحقه بموجب القانون.
بدورها، أدانت الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية في العراق، في بيان نشر على موقعها الإلكتروني، السبت، فتوى الصميدعي بحق أعياد أكبر الديانات في العراق بعد الإسلام.
وجاء في البيان: "المعروف عن رجل الدين من أي دين كان أن يدعو إلى الأخوّة والتسامح والمحبة وليس إلى الفرقة والفتنة".
واعتبرت أن "من يتبنى هذا الخطاب هو شخصية غير مكتملة، ومن المؤسف أن نسمع هكذا أدبيات مستهلَكة بين حين وآخر".
وطالبت الكنيسة الكاثوليكية الحكومة العراقية بالتحرك ضد هذا النوع من الخطب "ومقاضاة مروجيها خصوصا عندما تصدر من منابر رسمية".
من جانبهما، أعلن كل من ديوان الوقف السني والمجمع الفقهي لأهل السنة في العراق، في وقت سابق، في بيانين منفصلين، رفضهما فتوى الصميدعي، وأكدا على جواز تهنئة غير المسلمين بأعياد رأس السنة الميلادية.
ويقدر عدد المسيحيين في العراق بحوالي 450 ألف شخص، وفقا لتقديرات غير رسمية، والمسيحية هي الديانة الثانية في العراق بعد الإسلام، الذين تدين به غالبية السكان.