أضرار الحمولة الزائدة للحقائب المدرسية

مدار الساعة ـ نشر في 2018/12/30 الساعة 00:18
رغم أن وزارة التربية والتعليم وعدت قبل أعوام باتخاذ اجراءات لتخفيف ثقل الحقيبة المدرسية عن الطلبة ومن بينها تقسيم الكتاب المدرسي إلى أربعة أجزاء، ألا أن شيئا من هذا لم يتحقق على أرض الواقع.
نحو نصف مليون طفل ممن هم دون سن الرابعة عشرة عاماً هم على مقاعد الدراسة، وأن اعداداً كبيرة منهم تتعرض لآلام الظهر بسبب الاوضاع الخاطئة للعمود الفقري، وكذلك الجلوس للدراسة في اوضاع غير صحيحة، او البقاء ساعات طويلة وراء الكمبيوتر.
وتشير بعض الدراسات الطبية الى ان حمل حقيبة المدرسة الثقيلة لمسافات طويلة يعرض الاطفال للاصابة بمرض الاسكوليزم والذي ينتشر بنسبة واحد بالمئة الى ثلاثة بالمئة ويتسبب بتقوس العمود الفقري نتيجة الاوضاع الخاطئة التي يتعرض لها العمود الفقري ومنها انحناء العمود الفقري للأطفال بسبب حمل حقيبة المدرسة بطريقة خاطئة على الظهر؛ ما يعرض فقرات الظهر للتآكل والتشوه، وأن حمل الحقيبة المدرسية لمسافات طويلة تزيد نسبة الاصابة بهذه الاعراض والتي بدورها تؤثر على توازن الكتفين فيجعل كتفاً اعلى من الآخرى في حالة اعوجاج الجزء الأعلى من العمود الفقري او ما يسمى بالفقرات الصدرية.
وتقول الدراسات العلمية الحديثة انه في حال اصابة الجزء الاسفل من العمود الفقري، أي في الفقرات القطنية فإنه يؤثر على توازن الحوض، فيجعل احدى الساقين اطول من الأخرى.
حتى موضوع الاوضاع الصحيحة للدراسة والتي يجب أن تحظى باهتمام المعلم والأم ، فإن كرسي الدراسة يجب ان يكون عمودياً والكتاب على بعد 25 سنتيمتراً حتى لا يضطر الطفل لخفض الراس والانحناء؛ ما يسبب تقوساً في فقرات الرقبة والظهر، الأمر الذي يجب معه منع الدراسة على الارض او على السرير، وأن على الأم مراجعة الطبيب عندما تشك في اي خطأ في الظهر لدى طفلها كي لا تسوء الحالة؛ لأن العلاج في البداية يكون أكثر نفعاً، وأن الذين يعانون في الكبر من آلام مبرحة في الظهر والعامود الفقري بينهم عدد كبير من الذين بدأت معاناتهم من هذا الموضوع في سن الطفولة، لكنهم لم يعيروا ذلك اي اهتمام.
لقد اسعدنا توجه وزارة التربية والتعليم لتحسين خدمات الصحة المدرسية، ووضع خطط للمسح الطبي الشامل، لكننا نأمل ان تكون هناك دراسات ميدانية لحمولة الحقيبة المدرسية، واصدار التعليمات اللازمة بأن لا تزيد عن وزن معين، ومواصفات الحقيبة التي يجب ان يحملها الطفل، وهل يتم ذلك عن طريق وضعها على الكتف، او الظهر او الصدر، او يحملها باحدى اليدين، او يقوم بجرها؟.
كما نأمل ان يتم ارشاد الهيئات التدريسية الى الاوضاع الصحيحة للجلوس في قاعة الصف، وكذلك توجيه الامهات لهذه الاوضاع، وخاصة عند الدراسة، او الجلوس لمتابعة الكمبيوتر، فهذه قضايا قد يعتقد البعض أنها بسيطة ولا تستحق متابعتها، لكن صحة اطفالنا، لا تعتمد على التطعيم الثلاثي والجرعات المعززة، ووجبة الحليب والفيتامين فقط لكنها لا تتجزأ وإن هذا الموضوع يجب أن يكون في مقدمة اهتمامات الأطباء في الصحة المدرسية الدستور
مدار الساعة ـ نشر في 2018/12/30 الساعة 00:18