عامان على رئاسة ترامب..هل أوفى بوعوده؟

مدار الساعة ـ نشر في 2018/12/29 الساعة 16:17

مدار الساعة - أفردت صحيفة غارديان البريطانية مساحة لمناقشة مستقبل الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بعد انقضاء عامين من ولايته الرئاسية.

ففي 20 يناير(كانون الثاني) القادم، ينهي ترامب عامين من رئاسته للولايات المتحدة، فهل أوفى ترامب بوعوده الانتخابية التي قطعها أمام الملايين، حول إنهاء "المذابح الأمريكية"؟

ويتساءل ديفيد سيمث كاتب المقال، "هل أوفى الرئيس الـ45 لأمريكا دونالد ترامب بوعوده، وجعل أمريكيا عظيمة مرة أخرى؟ أم أثبت أنه يشكل تهديداً وجودياً على الجمهورية؟ بإثارته الانقسامات الداخلية، وتدمير سمعة أمريكا في الخارج، ومهاجمته للمعايير والقيم، وسيادة القانون والواقع نفسه؟"

صعود نجم استبدادي

ويقول سميث: "صحيح أنه لم تكن هناك حرب جديدة، ولا هجوم إرهابي كبير، ولا انهيار اقتصادي على الأقل حتى الآن، في حين أن هناك اتجاه فكري في أمريكا يرى أن رئاسة ترامب كانت ضرورية، وأن صعود نجم استبدادي نرجسي أدى إلى لحظة من المحاسبة، مما أجبر الأمريكيين البيض على مواجهة العنصرية، وأجبر الجميع على مواجهة سياسة متأزمة".

وترأس ترامب اقتصاداً قوياً مع انخفاض معدل البطالة إلى أدنى مستوى له منذ نصف قرن، على الرغم أن الديمقراطيين يجادلون بأنه يبني على أسس أوباما، ويحذرون من وجود ديون متصاعدة. فقد أمر بإصلاح ضريبي شامل، في حين يرى نقاد أن الأغنياء في أمريكا ازدادوا في عهد ترامب غنى، والفقراء ازدادوا فقرا. إذ منح الإصلاح الضريبي الذي قام به ترامب كبار الأغنياء والشركات الكبرى مكافآت مالية غير متوقعة، على حساب الأسر العاملة، مما زاد من التفاوت. يضاف إلى ذلك اهتمام ترامب الضئيل بالبيئة، (فهو لا يعترف بعلم تغير المناخ).

وتشير الصحيفة إلى أن ترامب عين نيل غورساتش، وبريت كافانو لعضوية المحكمة العليا،، لكنه أثار غضب الملايين، بعد اتهامات بالاعتداء الجنسي ضد كافانو.

سياسة مناهضة للهجرة

وتضيف الصحيفة، أن ترامب فشل في بناء الجدار الذي وعد به على الحدود المكسيكية، لكنه فرض سياسة مناهضة للهجرة فصلت الأطفال عن والديهم.

وترى الصحيفة، في افتتاحية سابقة، أن عامين من رئاسة ترامب قد أحدثا هزة كبيرة في النظام الأمريكي، بيد أنه سرعان ما سيقنع الكثيرون أنفسهم بأن هذا النظام سيجد السبل للالتفاف على الخطر الذي يمثله ترامب عليه.

وتشير الصحيفىة، إلى أن علاقة ترامب مع الحلفاء القدماء للولايات المتحدة تتسم بالنفور، وما تزال علاقته مع الرئيس الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "غامضة"، في حين أن حرب ترامب التجارية مع الصين قد تؤذي جميع الأشخاص الذين انتخبوا ترامب.

انسحاب ماتيس
وتوضح الصحيفة، أنه بعد الانسحابات من إدارة ترامب التي كان آخرها وزير الدفاع ماتيس، بات من الواضح أن الأسواق المالية قد أخطأت في تعاملها مع ترامب، إذ هاجم البيت الأبيض لأيام البنك المركزي الفيدرالي بشأن أسعار الفائدة، وعندما انخفضت مؤشرات الأسواق المالية سارع البيت الأبيض إلى تطمينها بأن جيروم باول، محافظ البنك الفيدرالي الأمريكي، باق في منصبه.

وتخلص الصحيفة إلى أن ترامب يواجه الآن الذروة في تحقيق مولر، وبدءاً من الأسبوع المقبل سيواجه هيمنة الديمقراطيين على مجلس النواب، ويمكن لهذين العاملين وضع الرئيس تحت ضغط قانوني وسياسي.

ويحذر بلومنثال، المستشار السابق لكلينتون، أنه حتى لو هزم ترامب في انتخابات 2020، "سيستمر إرثه"، ويضيف "سنضطر للتعامل مع الضرر".

نهضة ديمقراطية

ومع ذلك، ترى الصحفية أن هناك تناقضاً ملفتاً على مدى العامين الماضيين، وهو أن رئاسة ترامب شهدت أيضاً نهضة ديمقراطية. إذ كانت أول مسيرة للنساء في واشنطن في اليوم التالي لتنصيبه، وهي أكبر مظاهرة ليوم واحد في تاريخ الولايات المتحدة، مع ما يقدر بنحو 725 ألف شخص.

وفي نوفمبر(تشرين الثاني) 2018، شارك 49% من الناخبين المؤهلين للإدلاء بأصواتهم في انتخابات التجديد النصفي، وفق استطلاعات الرأي، وهي أعلى نسبة مشاركة في الانتخابات النصفية منذ 1914.

 

مدار الساعة ـ نشر في 2018/12/29 الساعة 16:17