هدم الهرم الأخير !!!

مدار الساعة ـ نشر في 2018/12/28 الساعة 21:04
رجا طلب قرر الرئيس الفلسطيني محمود عباس اختيار " لحظة تراجيدية " جدا لهدم ما تبقى من هرم النظام السياسي الفلسطيني الذي تأسس بعد اتفاقيات أوسلو ، فقرار حل المجلس التشريعي تحت غطاء قرار مرتبك وغامض ولا يحمل اية مسوغات قانونية هو بمثابة عملية قتل متعمدة لهذا النظام الذي شكل افتراضيا الحاضنة الوطنية الاشمل لكل الفلسطينيين. بقرار حل المجلس التشريعي الذي اتخذ بحجة ان المجلس ليس فاعلا ولا يقوم بواجباته الدستورية يكون قد ترتب عليه مجموعة من النتائج الخطيرة من أولها هو دفن المشروع الوطني الفلسطيني الذي ارتبط بالسلطة الوطنية وانبثق من اتفاقيات أوسلو ، كما أنهى حلم الوحدة الوطنية وكرس الانقسام الجغرافي والديمغرافي بين الضفة الغربية وقطاع غزة. لو أردنا مغادرة البراءة في تعليل وتفسير قرار الرئيس عباس قد نجنح نحو نظرية المؤامرة " المأكولة والمذمومة " في الحياة السياسية العربية والعقل السياسي العربي والاقتراب من حافة الهاوية والمتمثلة " بوأد " القضية الفلسطينية ، فتكريس غزة كدويلة هو بداية التطبيق العملي لصفقة القرن أو لنقل وبدرجة أدق لمشروع " غيورا ايلاند " والذي كتبت عنه مبكرا وأكثر من مرة هنا في هذا الموقع ، وكان مقالي الأخير عنه في الأول من حزيران الماضي حيث أشرت فيه إلى أن ايلاند من المؤمنين بان إسرائيل لا تستطيع المجازفة بقبول أية حلول أو تسويات سياسية تقدم فيها أراض للجانب الفلسطيني وتحديدا في الضفة الغربية. وانطلاقا من هذه القناعة قدم ايلاند تصوره الاستراتيجي لحل القضية الفلسطينية والقائم على مبدأ الحل الإقليمي في عام 2009 بعد فوز نتنياهو بالانتخابات و الذي سيشمل بالإضافة لإسرائيل والفلسطينيين كل من مصر والأردن والسعودية. كما أشرت في السياق ذاته إلى مقالة ايلاند التى نشرت يوم الخميس 31/ 5/ 2018 تحت عنوان " على إسرائيل أن تتعامل مع قطاع غزة بصفته دولة مستقلة في كل شيء " في صحيفة " يديعوت احرونوت " ، وخلاصة ما ورد في المقالة هو تعزيز لنظريته القائمة على أن الدولة الفلسطينية العتيدة التي يمكن أن تكون خلاصة التسوية يجب أن تكون في غزة . وسؤالي هنا هل قرار الرئيس الفلسطيني بحل المجلس التشريعي وتكريس فصل غزة عن الضفة الغربية هو محض صدفة أم هو توطئة لمشروع ايلاند ؟ وفي كل الأحوال فان القرار يعد أبو " الكبائر السياسية " على غرار الانقسامات والانشقاقات الكبرى التي اثخنت الجسد الفلسطيني خلال حقبتي السبعينيات والثمانينات من القرن الماضي وكادت أن تجهز على المشروع الوطني الفلسطيني مبكرا جدا وكانت عبقرية ياسر عرفات هي القوة الحامية لهذا المشروع الذي بدا يتهاوى بطريقة مريعة وبوتيرة مبرمجة ومدروسة من اجل دفن القضية وإعلان موعد الجنازة وتقبل العزاء فيها في مقر المقاطعة في رم الله .
مدار الساعة ـ نشر في 2018/12/28 الساعة 21:04