وزير الدفاع القادم بلا حرب
يملأ وزير الدفاع الاميركي شاشة العرض وهو يهبط من طائرته في بغداد, فلم يعد القادم الى بلد الرشيد يشعر بأن عليه أن يتقي, وأن يأخذ بعين الاعتبار ظروف مضيفيه.. وخاصة ظروف الايرانيين الذين يملأون تضاريس الحكم, وخباياه, ونسيجه الطائفي المهيمن.
وبلد الرشيد يتحول كل يوم, بالمزيد من التعريب. فهناك الان شيعة عرب, وسنّة عرب, وهناك الان اكراد يقاتلون في نينوى, وعلى ضفاف دجلة. ويقول البرزاني بكل وضوح: اذا حدث وجاء المالكي الى الحكم, فإن الكرد سيعلنون دولتهم المستقلة.. وستكون بمساحة قتالنا من اجل عراق قاتلنا من اجل وجدته..
يهبط وزير الدفاع الاميركي من طائرته الاشبه بطائرة القتال.. سوداء لها سلّم يهبط منها وليس كالطائرات الرئاسية القديمة. فالرجل قادم لا ليأخذ نفط العراقيين وانما ليعلن نمطاً من الشراكة بين حلفاء، وعلى العراقيين وحدهم ان يقرروا حجم هذه الشراكة.
المالكي وحده، يلعب ايرانياً، ويعلن الباقون أنهم عرب، وأن وحدتهم لا طابع طائفي لها، وأن تحرير كل جزء من وطنهم هو مسؤولية جماعية: شيعة وسُنّة وأكراد.
هل نشهد مصالحة وطنية كبرى على شاطئ البحر الميت قريباً؟ هل يعيد العراقيون صيغة عراق فيصل الأول، وثوار العشرين، ووزارة بابان وسطوة عمر علي؟!.
هناك ملامح وقسمات لعراق عربي غير شوفيني وغير متعصب، وغير معاد لا لايران ولا لتركيا ولا لأحد، لأن مصالحه ومصيره تمرُّ من باب السلام.
ليس لأن وزير الدفاع الاميركي يريد أو لا يريد نفط العراق، يريد او لا يريد الهيمنة، وإنما لأن قوة ومنعة العراق ليست في خضوعه للقوى الاقليمية او القوى الدولية!.
لقد انقلب الموقف التركي، خلال أيام قليلة، الى صاحب موقف من جيرانه العرب، وجيرانه الايرانيين، فهو لا يريد ان يرى عراقاً او سوريا خاضعين لعبودية طائفية!!
الرأي