جواد الكساسبة في رسالة مؤثرة لشقيقه الشهيد معاذ

مدار الساعة ـ نشر في 2018/12/23 الساعة 21:23
مدار الساعة - كتب جواد الكساسبة شقيق الشهيد الطيار معاذ: قبل أربعة أعوام من الان عام 2014 وفي مثل هذه اللحظات تماما كنت في سهرة في بيت أحد الاقارب ودق جرس هاتفي لتكون هذه الدقة وهذا الاتصال وهذه الكلمات آخر ما سمعته من فم الشهيد البطل معاذ الكساسبة. بداية كان حينها يحدثني عن موضوع شخصي كنت قد طلبته منه وهو عبارة عن اغراض يجلبها لي معه خلال إجازته المقبلة التي لم تأتِ. اثناء الحديث لاحظت أنه غير مرتاح خلال الحديث واستفسرت منه عن سبب عدم إرتياحه فحدثني بقلب الاخ أنه تكلف بمهمة غريبة عليه قليلا ولا اخفي أنه كان لحظتها في حالة من الريبة وحتى أنه استعجل بإنهاء المكالمة لأن هاتفاً جاءه من قائده لكي يعطيه تعليمات لم أعرف ماهيتها لحظتها لكنه قال سأعود اكلمك و لكنه لم يعد الى الان. لا أنكر على نفسي ولا على من يسمعني انني قد تسللت الرهبة والخوف والارتياب مما سمعته من الشهيد وقد لاحظ ذلك من كنت في ضيافتهم عند عودتي الجلسة رغم أنني غادرتهم عند الحديث مع الشهيد. امضينا ليلتنا ولم يعد للحديث معي ولكنه كان قد تحدث مع إحدى اخواته البنات والتي تحتفظ بحديثه الى الان. كان من ضمن حديثه لي تلك الليلة أنه سيخرج بمهمة فجر الغد بمرافقة أحد زملائه وأنه سيكون القائد وغير ذلك مما لا ارغب ذكره وانطلقنا الى الدوام في الصباح و يشهد الله اني لم أكن مرتاحاً، لكن لم يخطر ببالي ولو للحظة انني سوف اسمع خبرا بعد أقل من ساعتين يهتز له العالم، وبدأت الاخبار بالتوارد وكنت انا انتظر سماع اسم معاذ ولكني لا اريد ذلك رغم اني اعلم علم اليقين أنه هو من كان في هذه المهمة وهو أخبرني بذلك ولكن قلت لربما أنه ليس هو ولا أنكر أنني كأخ لا اتمنى لأي اخ أن يتلقى ضربة على الرأس كضربتي بمعاذ لذلك لم اكن أريد سماع الاسم رغم انني اعلم انه هو ونزلت الصاعقة على أذنيّ و اصابني انهيار كامل ولا اريد أن اعيد الأحداث لاني ذكرت كثيرا حولها. قبل ايام كنت برفقة ابنتي ميرا في السيارة وهي تطلب أن تستمع إلى الفيديو وتلعب بالهاتف شأنها شأن كل الاطفال وقبل أن اعطيها اسمعتها قصائد قيلت في عمها البطل الشهيد والله كانت صامتة تماما وهي تستمع دون أن تعترض وهي الطفلة التي لا يستهويها الشعر على وجه التأكيد بينما أنا ذرفت بعض الدموع و عندما انتبهت لي وهي تجلس بحجري و انا أقود السيارة حتى داخل شوارع عمان فقالت لي: بابا ليش بتعيط انت زلمة ما بصير فوجدت أن الطفلة اقوى شكيمة مني في حضرتك يا معاذ الكساسبة ف والله لو ذرفت دموعا بقدرك لنشف ماء جسدي ولم اوفيك حقك كيف لا وانت صاحب المواقف وصاحب الشومات. الحديث كثير يا بطل ولكني اجزع من الوقوف في حضرتك كثيرا. معاذ يا منية الابطال في اليوم العظيم، هذا أحد الابيات التي قيلت فيك في بيت مدربك في الطيران رحمك الله يا صديقي.
  • مدار الساعة
  • مقبلة
  • لب
  • جلسة
  • لحظة
  • اخبار
  • عمان
مدار الساعة ـ نشر في 2018/12/23 الساعة 21:23