الملك يدعو للفن ..أين وزارتا الشباب والثقافة ونقابة الفنانين ؟
مدار الساعة – كتب :عبدالحافظ الهروط – كلما ذكر اسم الشباب قلنا انهم مسؤولية وطنية لا تتوقف رعايتهم عند وزارة او مؤسسة او نقابة.
ولو وفرت الدولة البيئة الحاضنة للشباب لما جلبت الحكومات والمؤسسات والأًسر لحالها هذا التعب واوجدت الفراغ الذي "جاء بالدب الى كرم الدولة".
في لقائه مجلس النقباء،اشار الملك الى اهمية الفن و"أنه الاقرب الى محاكاة واقع الناس والمجتمع"فهل اولينا الفن الذي عماده واداته الشباب،اهتمام الفعل لا التنظير؟
أين الفنان الاردني الذي يظهر على الشاشة والمسرح؟أين الشاعرالذي يثوّرالنفوس ويزيل "الاكتئاب" ؟! اين المطرب الذي يغزو الأثير،والرسام الذي تغطي لوحاته المكان،أين الشاب المفّوه في عرافة الحفل، اين هم جميعاً، وقد وصفناهم "سفراء الوطن الى العالم" ؟!
هذه اسئلة لا تعني انهم غير موجودين، هم في الحقيقة بيننا،ولكن حكوماتنا ومؤسساتنا وأُسرنا،لا يولوهم الرعاية، وكل جهة ترمي بتقصيرها على تلك الجهة، فيما الجميع ضحايا،فما الحل؟
المواهب عديدة ولكن ليس هناك من يبحث عنها ويكتشفها،فالوصول الى الشباب في المدرسة والجامعة والنادي والمركزوالمؤسسة والاماكن العامة، في نظر المسؤولين وتلك الجهات، صارقدومهم اليهم لا الذهاب الى ما نحن بحاجتهم .
الموهبة في هذه الاماكن،هي التي تحتاج الى التنسيق والشراكة مع الاعلام،لرعايتها وصقلها لتقف قامة امام الجمهور تؤدي دورها في ما تبدع به وتتميز.
هذه مسؤولية استثمار وطني ، قبل ان تكون توافر حاجة لمن يحتاج من اشكال الفن،فنحن في الاردن وكما قال الزميل الاعلامي فيصل الشبول " نملك النجم ولكننا نقتله بعد شهرته،إما بتوقيف الدعم عنه وإما بعدم تسويقه اعلامياً"، فما بالنا اذا لم نصل الى الموهوب؟
في مطلع القرن الواحد والعشرين،نظم المجلس الاعلى للشباب حفلاً في قصر الرياضة بمناسبة عيد ميلاد القائد،رعاه وحضره جلالة الملك عبدالله الثاني.
قدّم في الحفل شباب وشابات المجلس (وزارة الشباب حالياً) فقرات معبرّة ورائعة، اظهروا من خلالها القيمة الوطنية والفنية والاعتزاز بالتراث الوطني والميزة الثقافية الهادفة والبعيدة كل البعد عن الابتذال والتهريج، ما جعل أكثر من الفي متفرج، على رأسهم الملك، في تصفيق دائم.
ينزل الملك من المنصة الرسمية للسلام على المبدعين والقائمين على الحفل ويكرّم رئيس المجلس آنذاك، الدكتور مأمون نور الدين بعبارة "يعطيكم العافية ..أنا مطمئن على أبنائنا بأنهم بأيد أمينة".
سؤالي، وقد يطرحه مئات المتابعين للشباب ، أين وزارتا الشباب والثقافة من مثل هذه النشاطات،ودون النظرالى محدوديتها،او مناسبتها، وخصوصاً ان من يحمل حقيبتي الوزارتين،الوزير ذاته، وكذلك السؤال لنقابة الفنانين، حيث تبدو الجهات الثلاثة وكأنها في شلل، ان لم تكن فعلاً مشلولة، والا اين نحن من صنع مواهب بلدنا،وقبل ايام يرعى رئيس الوزراء الدكتور عمر الزاز اتفاقية "صنع في الاردن" وهاهم الاردنيون يسألون عن القميص والبنطال والجاكيت التركي والحذاء الاوروبي ؟!
عندما نهتم بمواهبنا وشبابنا، نلبس مما نصنع ونأكل مما نزرع.