شكرًا للقبض على «مطيع» ولكن
مدار الساعة ـ نشر في 2018/12/19 الساعة 00:37
ينبغي أن يتم تثمين الجهود التي بذلت من أجل إلقاء القبض على «مطيع» وينبغي توجيه الشكر لكل من أسهم في إنجاح هذه العملية، ويجب عدم التقليل من قيمة هذه الخطوة، ونحن دائماً مع تحقيق أي قطرة من قطرات الخير، ومع تشجيع أي خطوة على مسار مواجهة الفساد وكسر ظهره، وهذا يحتاج إلى تضافر الجهود، والعمل على إيجاد ثقافة مجتمعية عامة منبثقة من المبدأ القائل : - أن تقول للمحسن أحسنت وللمسيء أسأت.
في الوقت نفسه ينبغي أيضاً اعتبار هذه الخطوة وسيلة لتفكيك شبكات الفساد والدخول إلى وكر الثعالب، ويجب اعتبار مطيع هو المدخل الذي يلج بنا إلى عالم الفاسدين المعقد، ولذلك ما هو أهم من إلقاء القبض على الشخص الفاسد هو التعرف على كل من تعاون معه وكل من شاركه، وكل من سهل فساده، ومعرفة المتواطئين على فساده، وكل من طوّع القوانين والاجراءات لتمرير أعماله، وكل من سهل خروجه وتواطأ على تهريبه، وكل من أوصل له المعلومة، فالرجل يعتبر كنزاً ثميناً من المعلومات المرعبة التي تشيب لها الولدان، فهذا هو المطلوب يا دولة الرئيس، وإذا لم ينظر إلى هذه المسألة على هذا النحو فمن حق الناس والجماهير أن لا يشعروا بالثقة تجاه أي خطوة حكومية تظهر بالمظهر الإيجابي.
هناك شخصيات أخرى مشابهة تحتاج إلى خطوات جادة في إلقاء القبض عليها، وهناك شبكات كثيرة تعمل مثل خفافيش الظلام استطاعت الفتك بمقدرات الأردنيين وأدت إلى إفقار الشعب الأردني، وحرمان الكثرة من أبناء الشعب الأردني من التقدم إلى الأمام وحالت دون تحقيق النهوض المطلوب.
ليس هناك أشد ضرراً على مستقبل الأوطان والدول من شلة الفاسدين ومن التساهل في محاربة هذه الظاهرة الشنيعة التي تعد جريمة وطنية بشعة وخيانة عظمى تستحق أقصى درجات العقوبة الرادعة، وتستحق الاستنفار من كل مؤسسات الدولة وأجهزتها على الصعيد الرسمي والمدني.
أنا لست مع التهوين من شأن هذه الظاهرة ولست مع التقليل من دورها وأثرها، وليس صحيحاً أن شعار محاربة الفساد يؤدي إلى هروب الاستثمار والمستثمرين، بل إن الجرأة والجدية والشجاعة في محاربة الفساد هو أقوى عامل من عوامل جذب الاستثمار، وليس هناك أشد تدميراً للاستثمار من استشراء الفساد والرشاوى، لأن وجود الفساد لا يشكل بيئة آمنة على الأموال، ولا يعد بيئة صالحة لجلب رؤوس الأموال، ولذلك نحذر من مقولة الطمطمة على الفساد والسكوت عن المفسدين من أجل إشاعة جو جاذب للاستثمار، فهذه خديعة كبرى يطلقها أرباب الفساد أنفسهم ؛ يسوقونها على البسطاء.
الدستور
في الوقت نفسه ينبغي أيضاً اعتبار هذه الخطوة وسيلة لتفكيك شبكات الفساد والدخول إلى وكر الثعالب، ويجب اعتبار مطيع هو المدخل الذي يلج بنا إلى عالم الفاسدين المعقد، ولذلك ما هو أهم من إلقاء القبض على الشخص الفاسد هو التعرف على كل من تعاون معه وكل من شاركه، وكل من سهل فساده، ومعرفة المتواطئين على فساده، وكل من طوّع القوانين والاجراءات لتمرير أعماله، وكل من سهل خروجه وتواطأ على تهريبه، وكل من أوصل له المعلومة، فالرجل يعتبر كنزاً ثميناً من المعلومات المرعبة التي تشيب لها الولدان، فهذا هو المطلوب يا دولة الرئيس، وإذا لم ينظر إلى هذه المسألة على هذا النحو فمن حق الناس والجماهير أن لا يشعروا بالثقة تجاه أي خطوة حكومية تظهر بالمظهر الإيجابي.
هناك شخصيات أخرى مشابهة تحتاج إلى خطوات جادة في إلقاء القبض عليها، وهناك شبكات كثيرة تعمل مثل خفافيش الظلام استطاعت الفتك بمقدرات الأردنيين وأدت إلى إفقار الشعب الأردني، وحرمان الكثرة من أبناء الشعب الأردني من التقدم إلى الأمام وحالت دون تحقيق النهوض المطلوب.
ليس هناك أشد ضرراً على مستقبل الأوطان والدول من شلة الفاسدين ومن التساهل في محاربة هذه الظاهرة الشنيعة التي تعد جريمة وطنية بشعة وخيانة عظمى تستحق أقصى درجات العقوبة الرادعة، وتستحق الاستنفار من كل مؤسسات الدولة وأجهزتها على الصعيد الرسمي والمدني.
أنا لست مع التهوين من شأن هذه الظاهرة ولست مع التقليل من دورها وأثرها، وليس صحيحاً أن شعار محاربة الفساد يؤدي إلى هروب الاستثمار والمستثمرين، بل إن الجرأة والجدية والشجاعة في محاربة الفساد هو أقوى عامل من عوامل جذب الاستثمار، وليس هناك أشد تدميراً للاستثمار من استشراء الفساد والرشاوى، لأن وجود الفساد لا يشكل بيئة آمنة على الأموال، ولا يعد بيئة صالحة لجلب رؤوس الأموال، ولذلك نحذر من مقولة الطمطمة على الفساد والسكوت عن المفسدين من أجل إشاعة جو جاذب للاستثمار، فهذه خديعة كبرى يطلقها أرباب الفساد أنفسهم ؛ يسوقونها على البسطاء.
الدستور
مدار الساعة ـ نشر في 2018/12/19 الساعة 00:37