طائرة الحكومة والهبوط الاضطراري
مدار الساعة ـ نشر في 2018/12/18 الساعة 00:56
في توصيفه لأوضاع الحكومة سبق لدولة الرئيس أن وصف مسؤولياته كمن يحاول إصلاح طائرة أثناء تحليقها على ارتفاع بعيد. وقد حاول البعض أن يسقط قراءات متباينة على التشبيه الذي استخدمه الرئيس آنذاك دون نجاح في النيل من موقف الرئيس أو الحد من الاضافات التي قدمها البعض على مقولة الرئيس واقتراحاتهم بتركيب محركات نفاثة لطائرة الرئيس لتسريع وصولها واكسابها المنعة التي تحول دون تدهور حالة الطائرة لا سمح الله.
مهما تكن نهاية رحلة الطيران التي يقودها الدكتور عمر الرزاز ومهما كان مستوى محركات طائرته، فسيذكر التاريخ أنه كان طيارا مختلفا يتمتع بخلق رفيع وبرودة أعصاب يهمه الركاب ويحرص على محادثتهم، فقد أحب ركاب الدرجة السياحية وحاول طمأنتهم على وجود الوقود وإرشادهم إلى سترات النجاة، بالرغم أنه لم يفلح في اختيار الطاقم وقراءة الخرائط الجوية مما أوقعه في المطبات التي اتعبت المسافرين واذكت لديهم روح الشكوى والخوف على مصيرهم.
في رحلة الرزاز تأخير في المواعيد المعلنة للاقلاع والهبوط. وأسعار تذاكر لا يبررها مستوى الراحة ولا الخدمات ومع كل هذا فانني اخشى ويخشى معي العديد ممن تفاءلوا بالرئيس وتمنوا له النجاج أن يضطر إلى الهبوط الاضطراري.
الأزمات في الأردن أمر اعتيادي فقد واجهها اغلب رؤساء الحكومات وتغلب أكثرهم عليها أو ابتدع طريقة لترحيلها والالتفاف عليها. في كل مرة يتحرك فيها الشارع ضد الحكومة وسياساتها ينتهي الحراك برحيل الحكومة أو انتهاء الحراك. هذه المرة نفذت جميع الحيل التي طالما استخدمها الرؤساء وساءت الاوضاع لدرجة تصعب معها التهدئة ومرت الايام التي قال الرئيس بأنها ستشهد تغيرا في العلاقة بين الدولة والشارع.
الرئيس الذي وصل الى كرسيه على وقع الهتافات واستبشر الكثير من المواطنين بقدومه يواجه اليوم اعمق ازمة في تاريخ حكومته القصير فقد وعد الناس بمراجعة العبء الضريبي واطلاق برنامج اصلاحي واعلان الحرب على الفساد والمباشرة بحوار وطني حول استراتيجيات النهوض الوطني وطلب من الناس اعطاءه مهلة ليلمسوا نتائج ما ينوي القيام به.
اليوم وبعد مرور اكثر من خمسة أشهر على وجوده في الدوار الرابع تتراجع ثقة الناس في قدرة الحكومة ورئيسها على إدارة المرحلة والاستجابة لتحدياتها. فقد اصبح الجميع على معرفة بكيفية تفكير الرئيس واسلوبه في العمل فلا احد يشكك في تواضعه واخلاصه وصدق نواياه إلا ان الغالبية العظمى من المواطنين يشككون في ملاءمة الاساليب والاجراءات التي يتخذها ونجاعتها في الحد من معاناة الناس ووقف التدهور.
الرئيس الرزاز يعرف المشكلات ويدرك الطريق إلى الخلاص وبناء النهضة المنشودة لكنه لا يملك الادوات المناسبة ولا الدعم الضروري للسير في طريق الخلاص. خلال الاشهر والاسابيع الماضية تحدث الرئيس للناس عن احلامهم ودغدغ مشاعرهم وبعث الأمل في نفوسهم فوعدهم بأن يبدأ الحرب على الفساد وأن ينهض بالادارة وأن يخضع جميع المؤسسات وموازناتها للرقابة فتحدث عن استعداده ليكون انتحاريا في سبيل تطهير الادارة ورفع سوية الخدمات.
الفرق بين ما يقوله الرئيس وما يقوم به فعلا اصبح مادة لحديث المراقبين والمتابعين وفي العديد من المواقف والازمات، وبدا للجميع وجود الكثير من الارتباك وغياب التنسيق والتردد في محاسبة المقصرين وقبول مستويات متواضعة من الاداء.
الغد
مهما تكن نهاية رحلة الطيران التي يقودها الدكتور عمر الرزاز ومهما كان مستوى محركات طائرته، فسيذكر التاريخ أنه كان طيارا مختلفا يتمتع بخلق رفيع وبرودة أعصاب يهمه الركاب ويحرص على محادثتهم، فقد أحب ركاب الدرجة السياحية وحاول طمأنتهم على وجود الوقود وإرشادهم إلى سترات النجاة، بالرغم أنه لم يفلح في اختيار الطاقم وقراءة الخرائط الجوية مما أوقعه في المطبات التي اتعبت المسافرين واذكت لديهم روح الشكوى والخوف على مصيرهم.
في رحلة الرزاز تأخير في المواعيد المعلنة للاقلاع والهبوط. وأسعار تذاكر لا يبررها مستوى الراحة ولا الخدمات ومع كل هذا فانني اخشى ويخشى معي العديد ممن تفاءلوا بالرئيس وتمنوا له النجاج أن يضطر إلى الهبوط الاضطراري.
الأزمات في الأردن أمر اعتيادي فقد واجهها اغلب رؤساء الحكومات وتغلب أكثرهم عليها أو ابتدع طريقة لترحيلها والالتفاف عليها. في كل مرة يتحرك فيها الشارع ضد الحكومة وسياساتها ينتهي الحراك برحيل الحكومة أو انتهاء الحراك. هذه المرة نفذت جميع الحيل التي طالما استخدمها الرؤساء وساءت الاوضاع لدرجة تصعب معها التهدئة ومرت الايام التي قال الرئيس بأنها ستشهد تغيرا في العلاقة بين الدولة والشارع.
الرئيس الذي وصل الى كرسيه على وقع الهتافات واستبشر الكثير من المواطنين بقدومه يواجه اليوم اعمق ازمة في تاريخ حكومته القصير فقد وعد الناس بمراجعة العبء الضريبي واطلاق برنامج اصلاحي واعلان الحرب على الفساد والمباشرة بحوار وطني حول استراتيجيات النهوض الوطني وطلب من الناس اعطاءه مهلة ليلمسوا نتائج ما ينوي القيام به.
اليوم وبعد مرور اكثر من خمسة أشهر على وجوده في الدوار الرابع تتراجع ثقة الناس في قدرة الحكومة ورئيسها على إدارة المرحلة والاستجابة لتحدياتها. فقد اصبح الجميع على معرفة بكيفية تفكير الرئيس واسلوبه في العمل فلا احد يشكك في تواضعه واخلاصه وصدق نواياه إلا ان الغالبية العظمى من المواطنين يشككون في ملاءمة الاساليب والاجراءات التي يتخذها ونجاعتها في الحد من معاناة الناس ووقف التدهور.
الرئيس الرزاز يعرف المشكلات ويدرك الطريق إلى الخلاص وبناء النهضة المنشودة لكنه لا يملك الادوات المناسبة ولا الدعم الضروري للسير في طريق الخلاص. خلال الاشهر والاسابيع الماضية تحدث الرئيس للناس عن احلامهم ودغدغ مشاعرهم وبعث الأمل في نفوسهم فوعدهم بأن يبدأ الحرب على الفساد وأن ينهض بالادارة وأن يخضع جميع المؤسسات وموازناتها للرقابة فتحدث عن استعداده ليكون انتحاريا في سبيل تطهير الادارة ورفع سوية الخدمات.
الفرق بين ما يقوله الرئيس وما يقوم به فعلا اصبح مادة لحديث المراقبين والمتابعين وفي العديد من المواقف والازمات، وبدا للجميع وجود الكثير من الارتباك وغياب التنسيق والتردد في محاسبة المقصرين وقبول مستويات متواضعة من الاداء.
الغد
مدار الساعة ـ نشر في 2018/12/18 الساعة 00:56