الى وزير الشباب ..هكذا حوارات لا تسمن ولا تغني من جوع
مدار الساعة – كتب : عبدالحافظ الهروط – اجزم ان كتب التكليف السامي للحكومات المتعاقبة بإيلاء الرعاية الشبابية لم تأخذ بها حكومات على محمل الفعل على الارض، فيما لم تأخذ حكومة الدكتور عمر الرزاز وتحديداً ما بعد تعديلها الأول، تجربة المحاولة.
وزير اقحموه بوزارتين، فلا هو "مع سيدي بخير ولا مع ستي بخير" وكأن وزارتي الثقافة والشباب حمولة زائدة على العمل الحكومي وانهما اساس المديونية والعجز الذي تئن منه حكومة الرزاز، ولهذا جاءت الحكومة رشيقة!.
وزير قدم الى وزارة الشباب فاكتفى بتنظيم حوارات مع قلة من الشباب ظناً منه وممن اشار اليه انها السبيل الى حل مشاكل هذا القطاع الكبير،قبل ان تؤخذ على "معاليه" بأنه لم تأخذه خطواته الى ما هو ابعد من مكتبه والتعرف على : أين هم شباب الوزارة وأين هم ابناء الوطن وما هي حاجاتهم، فكيف يسمن الحوار ؟!
ليس من باب تكرار الحديث، عندما نشير الى مثل هذه الملاحظات وغيرها، ولكن لأن ما هو اهم من الحوار، ان يكون المناخ الشبابي متاحاً لشرائح اوسع وأكثر تنوعاً وفي أماكن جغرافية عديدة بحيث تكون مشجعة لجذب الشباب والترددعليها قبل استضافة الحوارات واللقاءات والندوات والمناسبات.
هل زار الوزير المرافق الشبابية في المحافظات وتعرّف على المديريات والمراكز ، هل تعرّف على الكوادر الوظيفية واطمأن على "وضع الموظف المناسب في المكان المناسب"، هل زار الوزير الاندية ووجّه الى ما تريده الوزارة والحكومة من برامج ونشاطات؟
ماذا لوقلت انني شخصياً،دخلت أكثر من مرفق هام في عمان وخارج عمان وشاهدت ما جعلني "الطم على وجهي" وهي تحتاج الى صيانة ونظافة؟
العمل الشبابي قد يحرّكه رئيس حكومة او وزير شباب ولكنه عمل يقوم على برامج وخطط وآليات عمل تنفذ، من قبل كوادر مؤهلة في الوزارة والوزارات والقطاعات الأخرى.
اجزم ثانية، ان هذه الامور يعرفها القاصي والداني الا انه لا رئيس الوزراء أوعز بها،وان اوعز فهي للاستهلاك الاعلامي، ولا وزير الشباب ولا امين عام الوزارة اقدما على وضع ما يمكن تنفيذه من تلك البرامج والخطط، الا ما يروق لهما،ودعوتهما الى " لقاء " جلّه دولتك، معاليك، عطوفتك، وربما هناك من كان مشغولاً بالهاتف، لينتهي الحوار او اللقاء بـ "صور السيلفي".
الشباب ملّوا القاءات، لأن قاعة الدرس والبيت والشارع والمكتب وكل مكان عام، فيها ما يكفي من الكلام،ذلك ان الشباب يريدون ما هو ملموس ويلبي حاجاتهم وهي سلسلة لا تنتهي حلقاتها،فما هي الحلقة التي انجزتها وزارة الشباب ووزيرها الشاب صاحب الفكر، حتى الآن ؟