ابو رمان يكتب: ما هكذا تورد الإبل

مدار الساعة ـ نشر في 2018/12/12 الساعة 11:58
بقلم: حمزة أبورمان انتظر الجميع بالأمس لقاء الحراكيين والنشطاء برئيس الوزراء عمر الرزاز على أحر من الجمر، بعد أن تصاعدت حدة الاحتجاجات في الشارع الأردني، بسبب حملة الاعتقالات المستمرة، وقانوني ضريبة الداخل والجرائم الإلكترونية...وغيرها. لكن تفاجأنا بطريقة الحوار المنفرة التي استخدمها بعض الحضور أمام الرزاز، والتي غلفها التوتر ونبرة الصوت العالية والاستعراض أمام الكاميرات، في استغلال واضح لدماثة خلق الرئيس الذي اكتفى بالمشاهدة والصمت، وأظهر أنه يمتلك كمًا هائلا من ضبط النفس والتحكم بالأعصاب، ودأب على أن ينتهي اللقاء على خير. شخصيا اتفق مع كل ما قاله أحد الحراكيين الذي نقل صوت الشارع وتحدث عن هموم ومشاكل الغالبية العظمى من الطبقة الوسطى والفقيرة التي أنهكتها سياسات الحكومات المتعاقبة، ودفعتهم للخروج والاحتجاج، لكن لا اتفق مع الطريقة التي ربما تسيء للحراك والحراكيين أكثر من نفعها. وبالعودة إلى اختيار الأسماء التي حضرت الاجتماع أطرح بعض الأسئلة، هل هؤلاء من يمثلون الحراك بالفعل ؟ وهل هذا أسلوب من يريد الحوار ويريد أن ينقل صوت الشارع ؟ واللقاء بعد أن ظهر بهذا الطريقة سيعود بالنفع على الحراك أم على الحكومة ؟ وهل يمتلك الأشخاص أنفسهم الجرأة لاستخدام الأسلوب ذاته لو كان فايز الطراونة أو عبدالله النسور أو عبدالرؤوف الروابدة رئيسا للوزراء ؟ لا أريد أن أشارك في حملة التشويه التي مورست ضد الحراكيين في الآونة الأخيرة، لكن عندما ننتقد الحكومة بشدة علينا كذالك أن نفكر في الطريقة والأسلوب اللذين نريد من خلالهما أن تصل الرسالة، بعيدا عن العنجهية والاستعراض والإساءة للآخر، لكي لا نسيء لأنفسنا ولقيمة تمثيل فئة كبيرة تشعر أنها مهمشة ومظلومة. بالنهاية الاجتماع كما هو متوقع لم يصدر عنه أي نتائج تذكر، والفعاليات الشعبية المؤيدة والمعارضة للقاء الرزاز شددت على أنها مستمرة في حراكها ومطالبها، ولا يوجد ما يعكر صفو الثورة البيضاء التي زينت الدوار الرابع، وجمعت أطياف المجتمع الأردني كافة من الرمثا حتى العقبة.
  • رئيس
  • الأردن
  • قانون
  • عالية
  • نتائج
  • الرمثا
  • العقبة
مدار الساعة ـ نشر في 2018/12/12 الساعة 11:58