أمير الكويت يدعو لوقف حملات ’زرع الفتنة والشقاق‘
مدار الساعة - دعا أمير دولة الكويت، الشيخ صباح الأحمد الصباح، اليوم الأحد، في كلمته خلال القمة الخليجية الـ39 بالعاصمة السعودية الرياض، إلى "وقف الحملات الإعلامية"، التي اعتبر أنها "زرعت بذور الفتنة"، في إشارة إلى استهداف قطر من قبل إعلام دول الحصار.
وقال أمير الكويت محذراً: "إننا ندرك الأوضاع التي تعيشها منطقتنا، والتحديات الخطيرة التي تواجهها، وتصاعد وتيرتها المقلق؛ الأمر الذي يدعونا أن نجسد وحدة كياننا، وأن نعزز عملنا المشترك لدعم مسيرتنا".
وشدد بالقول: إن "أخطر ما نواجهه من تحدياتٍ الخلافُ الذي دب في كياننا الخليجي واستمراره، لنواجه تهديداً خطيراً لوحدة موقفنا، وتعريضاً لمصالح أبناء دولنا للضياع، وليبدأ العالم- وبكل أسف- بالنظر لنا على أننا كيان بدأ يعاني الاهتزاز، وأن مصالحه لم تعد تحظى بالضمانات التي كنا نوفرها له في وحدة موقفنا وتماسك كياننا".
أمير الكويت تحدث في سياق آخر عن "التحديات التي يواجهها الكيان الخليجي"، منبهاً إلى ضرورة القلق "من تنامي ظاهرة الإرهاب، واستنكارنا لها، مشددين على ضرورة تضافر جهودنا للتصدي لها وتخليص العالم من شرورها".
وأضاف: "انطلاقاً من حرصنا على الحفاظ على وحدة الموقف الخليجي، وسعياً منا لتدارك الأمر في وضع حد للتدهور الذي نشهده في وحدة هذا الموقف، وتجنباً لمصير مجهول لمستقبل عملنا الخليجي فإننا ندعو إلى وقف الحملات الإعلامية".
ووصف أمير الكويت الحملات الإعلامية هذه بأنها "بلغت حدوداً مست قيمنا ومبادئنا، وزرعت بذور الفتنة والشقاق في صفوف أبنائنا"، محذراً من أنها "ستدمر كل بناء أقمناه وكل صرح شيدناه".
ودعا إلى "وقف الحملات الإعلامية التي ستكون مدعاة ومقدمة لنا جميعاً لتهيئة الأجواء التي ستقود حتماً إلى تعزيز الفرص بقدرتنا على احتواء أبعاد ما نعانيه اليوم".
الشيخ صباح الأحمد الصباح تطرق أيضاً في كلمته إلى الحرب في اليمن، مؤكداً أن استمرار الصراع في هذا البلد "يشكل تهديداً مباشراً لنا جميعاً"، معرباً عن أمله بنتيجة إيجابية تخرج بها المشاورات السياسية الدائرة الآن في السويد التي تجمع طرفي الصراع، المتمثلين بالحكومة المنتخبة وممثلي مليشيا الحوثي.
وفي سياق آخر تطرق أمير الكويت للأحداث في سوريا، واصفاً ما يجري فيها بـ"الكارثة الإنسانية"، معرباً عن تمنياته لمبعوث الأمين العام للأمم المتحدة غير بيدرسن بـ"التوفيق في مهمته الجديدة وصولاً إلى الحل السياسي المنشود".
وعن الشأن العراقي، هنأ الشيخ صباح الأحمد الصباح "الأشقاء في العراق على التطورات الإيجابية التي تحققت لهم باستكمال العملية السياسية باختيار القيادات الثلاث"، معرباً عن تطلعه إلى "إعادة البناء لإزالة آثار ما شهده العراق الشقيق من دمار، وليتحقق لأبنائه تطلعاتهم بالأمن والاستقرار والازدهار".
وفي معرض حديثه عن أزمات المنطقة، قال: "نؤكد مجدداً على أن تستند علاقاتنا مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية على مبادئ أقرها ميثاق الأمم المتحدة، وفي مقدمتها عدم التدخل في الشؤون الداخلية، واحترام سيادة الدول، والالتزام بقواعد حسن الجوار؛ تحقيقاً لكل ما نتطلع إليه جميعاً من أمن واستقرار وسلام لمنطقتنا".
من جانبه جدد العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، خلال الجلسة الافتتاحية للقمة الخليجية الـ39، اتهامات بلاده لإيران بالتدخل في شؤون دول الخليج العربي وتهديد استقرارها.
وأكد الملك السعودي حرصه على صيانة كيان مجلس التعاون الخليجي، مشيراً إلى الدور الذي يلعبه هذا الكيان في تعزيز الأمن والاستقرار والنماء لمواطنيه.
وناشد المجتمع الدولي بالقيام بمسؤوليته في اتخاذ تدابير لحماية الشعب الفلسطيني من الاستفزازات الإسرائيلية، مؤكداً أن القضية الفلسطينية لا تزال مركزية.
ودعا العاهل السعودي إلى التوصل لحلّ سياسي للأزمة السورية، بما يساهم في تشكيل حكومة انتقالية تضمن خروج القوات الأجنبية والتنظيمات الإرهابية منها.
وقال: "تدعو المملكة لحلّ سياسي يخرج سوريا من أزمتها، ويساهم في تشكيل حكومة انتقالية، تضمن وحدة سوريا، وخروج القوات الأجنبية والتنظيمات الإرهابية منها".
ويشارك في القمة الخليجية الـ39، التي غاب عنها أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وأناب عنه وزير الدولة للشؤون الخارجية في قطر، سلطان المريخي، كل من أمير الكويت صباح الأحمد الصباح، والعاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، وعاهل البحرين الملك حمد بن عيسى، ونائب رئيس الوزراء العماني، فهد بن محمود آل سعيد، نائباً عن السلطان قابوس بن سعيد، والشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الإمارات رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي. الخليج اونلاين