رئيس الوزراء والخطأ الفادح بحق وزارة الشباب
مدار الساعة –كتب : عبدالحافظ الهروط - كثيرة هي العورات التي تكشفت بحكومة الدكتور عمر الرزاز رغم الفترة القصيرة على تشكيلها وتعديلها الأول، حيث تستعد لتعديل ثان (الله يستر).
ولأن هذه الحكومة بالغت بالتبشير بمشاريع مستقبلية، فإنه لم يعد للمواطن صبر لإنتظار تلك المشاريع، لقناعته بأنها "تسويف" اما النهوض بالقطاع الشبابي،فقدغدا اسطوانة مشروخة،والسلام على حكومة سترحل دون ان تقدم شيئاً للشباب.
لقد ساقتني الصدفة ان اتابع لقاء تلفزيونياً استضافت به قناة المملكة نشطاء في المجال الشبابي حول "الشباب والمشاركة"، واكتفى الزميل عامر الرجوب بالاتصال مع وزير الشباب محمد ابو رمان،وليته لم يتحدث.
وحتى لا يفسّر"معاليه" ،بأنني اتقصّده،اذ سبق لي ان تناولت عمل الوزارة في عهده وفي عهد وزراء سبقوه، الا انني سأترك التعليق على ما قاله الوزير الى حين الانتهاء من ذكرمناسبة مرّ عليها نحو عقدين من الزمن.
نظمت وزارة الشباب في الشونة الجنوبية لقاء لرئيس الوزراء الاسبق الدكتور عبدالسلام المجالي مع "القيادات الواعدة" من ابناء المراكز الشبابية وكانت اعمارهم لا تتجاوز الرابعة عشر عاماً.
هذه الفئة لم توّفر "دولته" من حيث السلام مع اسرائيل، وتشكيل الحكومات، ومجالس الاعيان، والعملية الانتخابية وقوانين مجالس النواب وانتاجها النيابي وتعيينات المحسوبين على اصحاب النفوذ والفساد المالي والاداري، واحتكار السلطات، و"هل انت راض عن مقابلة العدو الصهيوني ومقتنع بعملية سلام وادي عربة"؟
وللأمانة ورغم انزعاجه من وقع الأسئلة،الا ان المجالي كان منفتحاً على محاوريه،ولم يتذرع بالتطاول عليه أو اغتيال شخصيته.
اعود الى رد الوزير ابو رمان،على اسئلة المتحدثين ،فقد كان رداً ركيكاً لأنه رمى بعناوين عريضة وبرامج ، اجزم ان المجلس الاعلى للشباب انجزها قبل عام 2006.
يبشّر الوزير بأن الوزارة تعمل على اعداد قيادات ستجلس في موقع صنع القرار! وان الحراك الاحتجاجي سيتحول الى حراك سياسي برامجي.!
لا ادري كيف والوزير لم يلّم بمعرفة المرافق الشبابية للوزارة ويتفقد واحدة منها منذ مجيئة،وحتى لا اقول لا يلمّ بمعرفة موظفيها؟!
وزير الشباب وبالاستناد الى خبرتي الوظيفية في الوزارة والمجلس ، اقول هو الذي يبدأ لقاءاته بالميدان ليتعرف على من يعمل بتلك المرافق واحتياجاتهم واحتياجاتها وبرامجها، لا ان يلتقي بمديرين يأتي بهم الى قاعة اجتماع.
اين لقاءات العصف الفكري التي قال عنها الوزير، الا اذا اعتبر لقاء رئيس الوزراء مع عدد محدود من الشباب انجازاً؟ّ هذا لا يصنع حراكاً شبابياً.
اما امين عام الوزارة، فلا يكفي انه في ترحال دولي ، لا ندري ما هي مكاسب وزارة الشباب منه،بل يطلب ان لا يخرج "معاليه" الا لنشاطات افتتاح ؟!
لا نلوم الوزير ولا الامين، ولا حتى رئيس الوزراء، طالما ان خدمتهم في القطاع الرسمي كانت بتولي المناصب القيادية،وهذه نتيجة تدفع ثمنها وزارة الشباب،قبل القطاع الشبابي الذي دفعته الحكومات الى الشارع لتشارك حكومة الرزاز في هذا الوزر.
ما بدر من شاب في احد المراكز الشبابية دون ان يحرّك ساكناً عند "معاليه" و"عطوفته" ما هو الا للحالة المتردية لهذه المراكز والسلوك الانفعالي لبعض اعضائها،فأين التواصل مع الشباب" دولتك –معاليك – عطوفتك "؟! .