إطلاق النار على الثورة
مدار الساعة ـ نشر في 2018/12/08 الساعة 23:39
فيما كان الأردنيون يستجمعون ما تبقى من قواهم السياسية وعقولهم الدبلوماسية وعضلاتهم الإقتصادية وقلوبهم العاطفية لإعادة بناء خطاب واع ٍ ومواجهة مكشوفة لتحديات آخر مراحل الحكومة وسياسات صندوق النقد، خرج علينا كالعادة نفر «غير مسؤول» من الطلبة في إحدى الجامعات الخاصة ليطلقوا النار،غضبة جاهلية، وسط حرم الجامعة، ويروعون الطلاب والطالبات، ويقوضون أسس العلم والتعليم، ويهددون الكتب والثقافة والعلم والتعليم والأخلاق
والتربية، بل يهددون أمننا الاجتماعي، وأولئك الشرذمة كانوا من الأبناء المسكوت عنهم هذه المرة، لذلك لم يأخذ الخبر حجمه الطبيعي في الإعلام كالعادة عندما يكون الحدث في الجامعات الرسمية. نحن ندرك أن عواصف التغيير ضد المجتمع قد بدأت، وأرست البوارج الخارجية حبائلها على شواطىء العاصمة عمان التي بات أقل من أصابع اليد الواحدة هم الذين يديرون إتجاه الرياح نحو التغيير العبيط، ولكن التساهل المفاجىء مع فئة إجتماعية دون غيرها سيكون إنذارا بأن الخطر يحيط بقيمنا الشبابية، أولئك الشباب الذين نعول عليهم بالتغيير نحو الأفضل لا نحو الأسوأ، رغم تعقيدات الصورة الإستشرافية لمستقبلنا جميعا، وهذا يتطلب من الدولة العلّية أن تزيح العدسات اللاصقة التي أثرت على الرؤية في حدقة عينها، فلا زلنا الشعب الطيب رغم بعض من مساوىء الزمن وأهله الذي أساء إلينا فأسأنا التصرف أحيانا. الشباب هم مخزون الثورات بالمناسبة، والطلاب تحديدا كانوا تاريخيا هم من يقودون التغيير الديمقراطي والسياسي لأعرق الحكومات والدول، والثورات الملونة قادها الشباب، أحداث فرنسا 1968 كان محركها الرئيس هم الطلاب تبعهم العمال والإشتراكيون حتى أطاحوا بعظيم فرنسا» شارل ديغول « وحزبه، وفي أوكرانيا حيث البرتقالية وجورجيا، والثورة الخمينية التي قادها الشباب في طهران 1979 والطلاب هم من استولوا على السفارة الأمريكية التي كانت تقرر مصير المجتمع السياسي هناك، ومع هذا كل جهودنا لتعظيم دور الطلاب والشباب يدمره العجائز الذين لا يعترفون حتى بأعياد ميلادهم الماسية والبلاتينية. السؤال الذي يؤرقني كما يؤرق كثير من الجمهور الأردني: ما هي السبب الرئيس للمشاجرات العنيفة التي تحدث في الجامعات الأردنية والخاصة تحديدا، والمؤشر عليها بخمس نجوم أيضا؟ هل يعقل أن طلابا لا تتجاوز أعمارهم الثانية والعشرين على أعلى تقدير أن يكون بينهم ذلك الحقد العائلي ،مثلا، أو الإنحياز السياسي أو العمق العقائدي أو التنافس العلمي، ليصل الأمرّ الى تحطيم رؤوس بعضهم وتدمير المرافق وتهديد الجميع ، هل يمكن أن أكون جاهلا ولا أعلم أن أولئك المتصارعين كانوا ثوارا أمميا كما يظن أنفسهم مرتدو صور تشي غيفارا وسيجاره الشهير ، أم أنهم ورثة
العائلات السياسية التي حكمت في الإمبراطورية البيزنطية حتى حكم آل عثمان هنا، فهم في ذلك يختصمون. إن طلابنا هم ثروتنا، ومديونيتنا سيحملونها وهم صاغرون، وعلينا أن نشدد العقوبات ضد مرتكبي جرائم المشاجرات والترويع في الجامعات، وذلك حماية لثورتنا العلمية المستقبلية وثروتنا الشبابية، فهل يعقل أن نطلق النار على الثورة الجميلة ونقتل ثروتنا ونضيّع مستقبلها كما قتلوا طموحاتنا وتفاؤلنا بالأفضل البعيد، رجاءً فلنعد للتركيز على إعادة التربية والتعليم وتعليم منهج الأخلاق والمعاملات قبل أن نطلب من الشباب أن يتركوا الحوار مع الحكومة للنواب. الرأي
والتربية، بل يهددون أمننا الاجتماعي، وأولئك الشرذمة كانوا من الأبناء المسكوت عنهم هذه المرة، لذلك لم يأخذ الخبر حجمه الطبيعي في الإعلام كالعادة عندما يكون الحدث في الجامعات الرسمية. نحن ندرك أن عواصف التغيير ضد المجتمع قد بدأت، وأرست البوارج الخارجية حبائلها على شواطىء العاصمة عمان التي بات أقل من أصابع اليد الواحدة هم الذين يديرون إتجاه الرياح نحو التغيير العبيط، ولكن التساهل المفاجىء مع فئة إجتماعية دون غيرها سيكون إنذارا بأن الخطر يحيط بقيمنا الشبابية، أولئك الشباب الذين نعول عليهم بالتغيير نحو الأفضل لا نحو الأسوأ، رغم تعقيدات الصورة الإستشرافية لمستقبلنا جميعا، وهذا يتطلب من الدولة العلّية أن تزيح العدسات اللاصقة التي أثرت على الرؤية في حدقة عينها، فلا زلنا الشعب الطيب رغم بعض من مساوىء الزمن وأهله الذي أساء إلينا فأسأنا التصرف أحيانا. الشباب هم مخزون الثورات بالمناسبة، والطلاب تحديدا كانوا تاريخيا هم من يقودون التغيير الديمقراطي والسياسي لأعرق الحكومات والدول، والثورات الملونة قادها الشباب، أحداث فرنسا 1968 كان محركها الرئيس هم الطلاب تبعهم العمال والإشتراكيون حتى أطاحوا بعظيم فرنسا» شارل ديغول « وحزبه، وفي أوكرانيا حيث البرتقالية وجورجيا، والثورة الخمينية التي قادها الشباب في طهران 1979 والطلاب هم من استولوا على السفارة الأمريكية التي كانت تقرر مصير المجتمع السياسي هناك، ومع هذا كل جهودنا لتعظيم دور الطلاب والشباب يدمره العجائز الذين لا يعترفون حتى بأعياد ميلادهم الماسية والبلاتينية. السؤال الذي يؤرقني كما يؤرق كثير من الجمهور الأردني: ما هي السبب الرئيس للمشاجرات العنيفة التي تحدث في الجامعات الأردنية والخاصة تحديدا، والمؤشر عليها بخمس نجوم أيضا؟ هل يعقل أن طلابا لا تتجاوز أعمارهم الثانية والعشرين على أعلى تقدير أن يكون بينهم ذلك الحقد العائلي ،مثلا، أو الإنحياز السياسي أو العمق العقائدي أو التنافس العلمي، ليصل الأمرّ الى تحطيم رؤوس بعضهم وتدمير المرافق وتهديد الجميع ، هل يمكن أن أكون جاهلا ولا أعلم أن أولئك المتصارعين كانوا ثوارا أمميا كما يظن أنفسهم مرتدو صور تشي غيفارا وسيجاره الشهير ، أم أنهم ورثة
العائلات السياسية التي حكمت في الإمبراطورية البيزنطية حتى حكم آل عثمان هنا، فهم في ذلك يختصمون. إن طلابنا هم ثروتنا، ومديونيتنا سيحملونها وهم صاغرون، وعلينا أن نشدد العقوبات ضد مرتكبي جرائم المشاجرات والترويع في الجامعات، وذلك حماية لثورتنا العلمية المستقبلية وثروتنا الشبابية، فهل يعقل أن نطلق النار على الثورة الجميلة ونقتل ثروتنا ونضيّع مستقبلها كما قتلوا طموحاتنا وتفاؤلنا بالأفضل البعيد، رجاءً فلنعد للتركيز على إعادة التربية والتعليم وتعليم منهج الأخلاق والمعاملات قبل أن نطلب من الشباب أن يتركوا الحوار مع الحكومة للنواب. الرأي
مدار الساعة ـ نشر في 2018/12/08 الساعة 23:39