رسالة الى الوالي

مدار الساعة ـ نشر في 2018/12/04 الساعة 11:55
بقلم : حسين الجداية ليس على غرار الدراما السينمائية "رسالة الى الوالي" والتي يأتي بها بطل من غياهب الماضي الى ولاة الحاضر، اجد نفسي احمل رسالة من المستقبل الذي عشته عبر سنين غربتي في بلد لا تفصلنا عنه الا خطوط سايكس بيكو،الى ماض موحش ما زلنا نعيشه الى يومنا هذا. قبل ما يزيد على عشرين عاما حين كان الأردن يمثل المستقبل للكثير من الدول العربية في مجال التطور التقني، كان عدد من الدول العربية غارقة في حواراتها المتعلقة بالسماح في تشغيل خدمات الانترنت من ناحية اجتماعية وثقافية،وفي ذلك الوقت كنا في الأردن نتنعم بمستوى الخدمات التقنية التي وصلنا اليها. وخلال تلك السنوات حملتني اسفاري الى المملكة العربية السعودية لاكون شاهدا على حجم القفزات النوعية التي حققتها المملكة العربية السعودية في مجال خطط التحول الرقمي والتي جعلتها تحتل مكانا متقدما في هذا المجال على مدار العشرين عاما،وبعد ذلك عدت الى وطني الحبيب ووجدته ما زال كما تركته قابعا في ركن ضيق يكاد لا يغادر مكانه، والمفارقة ان اعدادا لا بأس بها من الكوادرالتي ساعدت في هذه النهضة هي كوادر اردنية . وعلى غرار قانون نيوتن الأول لدينا قانون مشابه في عالم تقنية المعلومات يقول ان الواقع التقني لاي جهة ما يبقى في تراجع مستمر ما لم تبادر الجهة بالتحرك الى الامام او يتراجع الآخرون الى الخلف، وحيث اننا لم نبادر بتغيير واقعنا التقني والتحرك الى الامام وحيث ان الآخرين بادروا بتطوير واقعهم التقني الى الأفضل فإن النتيجة الطبيعة هي التي حصلنا عليها اليوم من واقع تقني متراجع ومتردٍ. سيدي صاحب الولاية لانني احب الاردن واعشق ترابه اخذت على نفسي ان اطلق مجموعة من الصرخات التقنية التي ستكون مقتضبة ولن تأخذ من الوقت الكثير لقراءتها، ولكن تخفي خلفها الكثير مما قد يساعد على النهوض بالأردن في مجال التحول الرقمي. واولى هذه الصرخات، الادارة فن وشطارة. حين توجد البوصلة يسهل ضبط اتجاهاتها ولكننا نعجز عن تحديد الاتجاه اذا فقدت البوصلة من الاساس. بوصلة التحول الرقمي ليست متخذي القرار بل صانعيه وهم في حالتنا مدراء تقنية المعلومات في الجهات الحكومية. سيدي الوالي اطلعت على بعض الأمثلة في الأردن ورأيت كيف تتم صناعة القرار من قبل أشخاص يفتقرون الى ابجديات الثقافة التقنية مما يجعل منهم أدوات سهلة في ايادي مزودي الخدمات وبما يحقق مصالحهم الشخصية. سيدي الوالي وجود جهة تقوم على تأهيل مدراء تقنية المعلومات وتضمن مواكبتهم للتقنيات الحديثة قد تكون هي الخطوة الأولى في الاتجاه الصحيح للخروج من عنق الزجاجة.
مدار الساعة ـ نشر في 2018/12/04 الساعة 11:55