احذروا.. أطفالكم والهواتف

مدار الساعة ـ نشر في 2017/02/21 الساعة 00:14
مدار الساعة - حنين الجعفري - حذر خبراء ومعنيون من الاستخدام المفرط للهواتف الذكية والاجهزة اللوحية، والتأثيرات التي تلحق بمستخدميها سواء صحياً او اجتماعياً او نفسياً.

وأشاروا إلى ان الاستخدام المفرط قد يسبب مشاكل تتعلق بالسمنة او الالام في المفاصل من الناحية الصحية بالاضافة الى الاكتئاب والتوتر من الناحية النفسية، والانطواء من الناحية الاجتماعية بالاضافة الى تأثيرها السلبي بقضائها على العلاقات الاجتماعية والاسرية.

وشددوا على أن استعمال الاطفال لمثل هذه الاجهزة يؤثر سلباً على تحصيلهم الدراسي وعلاقتهم بأسرهم واصدقائهم.

المستشار الاسري والتربوي خليل الزيود قال «هناك مجموعة من القضايا يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار مع اولادنا عندما نتحدث عن شاشة الهاتف فالفكرة الاولى تكمن في الادراك بمنع تعرض الاطفال للشاشة قبل السنوات الثلاث الاولى، وثانيا تعرض الطفل للشاشىة يوميا اكثر من نصف ساعة يقتل عند الطفل ثلاث مهارات الانتباه والتذكر والاستيعاب وهي مهارات اساسية لتهيئة الطالب للمدرسة».

وتابع التعرض للشاشة خلال السنوات الست الاولى لساعات طويلة في النهار من الممكن ان يؤدي الى طيف التوحد او الى سمات صعوبات التعلم بالاضافة الى الالام في الرقبة والسمنة.

واوضح الزيود ان اخطر ما يكون التعرض للشاشة قبل النوم واثناء الصحو من النوم مباشرة لسببين الاول التعرض الى الشاشة قبل النوم يجعل العقل اللاوعي المسؤول عن سلوكنا يبقى يعمل بآخر صورة شاهدها مما يرهق العقل والذاكرة. وعند الصحو مباشرة لان الحواس تصحو متنشطة فقدرة الالتقاط عند الحواس تكون عالية فتستقبل اي شيء.

ويشير الزيود إلى ان الاساليب الفنية الموجودة في ما يعرض في هذه الشاشات سواء كانت مشاهدة او العاباً قد تؤثر على الاطفال والشباب في المفردات المستخدمة فقد يلتقطها الطفل ويطبقها في مواقف اخرى مماثلة في الحياة او المشاهد او اللقطات التي يكون لها تأثير سلبي ممكن ان يطبق على ارض الواقع.

ويضيف «قضية الشخصيات المستخدمة فهي شخصيات اسطورية لا تعلم الطفل المقدمات والنتائج واتباع مجموعة من القواعد للحصول على نتيجة جيدة ومركزية مما يؤدي الى اعتماده على الآخرين لانقاذه في مواقفه».

استاذ علم الاجتماع في جامعة مؤته الدكتور رامي الحباشنة يقول «لابد من الاعتراف بان المجتمع الاردني خلال انخراطه ضمن المنظومة العالمية بات من المستهلك في تبعات هذه العالمية ويأتي ذلك ضمن مؤشرات كثيرة تندرج تحتها منجزات التكنولوجيا اي ان التفاعل الاجتماعي بين المجتمع بات من المحتم عليه التعامل مع المنجز التكنولوجي كواحد من المنجزات التي حققتها المنظومة العالمية المتسارعة زمانا ومكانا».

ويتابع «اما عن آلية تعامل الفرد المجتمعي مع المنجز التكنولوجي فيأتي ضمن الاجهزة الذكية وما شابه فيجب الوعي اولا بان هذه الاجهزة استخدمها المواطن الاردني كمستهلك وليس كمنتج».

ويشير الحباشنة الى ما تحدث اليه ابن خلدون عندما قال «تتأثر ثقافة المغلوب حضاريا بثقافة الغالب» فالمجتمع العربي بشكل عام ما زال هو المستهلك لهذه الاجهزة التكنولوجية الحديثة دون ان يكون له يد في انتاجها وهذا بالتأكيد سينعكس على ثقافة المستخدم لهذه المقتنيات.

ويرى الحباشنة ان كثيراً من المشاهدات الاجتماعية التي ترتبط بسلوكيات غير موفقة بالتعامل مع هذه الاجهزة ومثال على ذلك نجد ان هذه الانجازات التكنولوجية اخذت المساحة الاوسع من الزمان الذي يجب ان تأخذه من المساحة الزمنية بعمل الفرد داخل المجتمع الاردني بمعنى اننا اصبحنا نلمس ان هناك عملية ازاحة من مساحات التعامل الواقعي الى مساحات التعامل الافتراضي مثلما ساعدت هذه الاجهزة على ان تكون حرا ومتواصلا افتراضيا لمساحات كبيرة زمانيا ومكانيا لكننا نغفل عن ان هذا التفاعل جامد الاحساس واذا عكسنا هذه الجمودية نجد انها تشكل العامل الاول في تغيير البنية التفاعلية سواء داخل الاسرة او المجتمع بشكل عام.

ومثال على ذلك ان كثيراً من المناسبات الاجتماعية التي تحتاج الى المواجهة والاحساس التبادلي للمشاعر وقراءات ما يظهر على الجوارح اصبحت غير ذات اولوية عندما حل مكانها منشور على فيس بوك او رسالة نصية عبر هاتف ذكي لكن كل هذا الذكاء الذي جمله الهاتف لم يستطع ان يعبر بمواجهه واضحة وشفافة عن المشاعر التي يكنها المرسل للمستقبل سواء حزنا او فرحا.

ويضيف «هذه الاجهزة استطاعت ان تؤدي الوظيفة لكنها لا تستطيع ان تحمل المعاني الروحية او الانسانية التي يحملها التفاعل اللفظي المباشر».

ويتابع «هذا كله ساهم في خلق تلك الفجوات الانسانية سواء بين افراد الاسرة او زملاء العمل او المدرسة او الجامعة او ذلك التضامن الجمعي الذي يحتاجه الناس عند الالم او الفرح». وعليه، يضيف الحباشنة، «بما اننا فتحنا المجال لهذه المقتنيات فاصبح من الواضح عدم قدرتنا على الاستغناء عنها فيجدر بنا على الاقل ان نكون على درجة من الوعي لاستثمار ايجابيات هذه المقتنيات والتخفيف من آثارها السلبية وذلك يكون بخلق المناخ الواعي ثقافة وتوازنا للاستخدام السليم لمثل هذه المنجزات بالاستثمار الاقصى للايجابيات والابتعاد عن السلبيات».

«منال محمد» ام لطفلين تقول «نظرا لسلبيات الاجهزة اللوحية سواء على الناحية الصحية والجسدية او على التحصيل الدراسي احاول ان امنع اطفالي من استخدامها عن طريق اشراكهم في نوادٍ رياضية لممارسة رياضتهم المفضلة بالاضافة الى قراءة القصص وغيرها من الامور ذات المنفعة كمحاولة لمنعهم من استخدام تلك الاجهزة».

ويرى «فارس الحسن» ان الشخص نفسه هو من يحدد ايجابيات وسلبيات هذه الاجهزة فليس بالضروري ان يكون استعمال الفرد لمثل هذه الاجزة سلبيا دائما فقد يستطيع الفرد ان يلائم بين وقته وبين استعمال هذه الاجهزة.

ويتابع «قد يكون لهذه الاجهزة ايجابيات اذا استخدمت في اوقات الفراغ او للاشياء مفيدة مثل التعلم والمعرفة او مثل الالعاب التي تساعد على التفكير».

المصدر: الرأي
  • مدار الساعة
  • مال
  • لب
  • صورة
  • عالية
  • تقبل
  • شباب
  • نتائج
  • الاردن
  • ثقافة
  • عرب
  • الحديثة
  • مناسبات
  • معان
مدار الساعة ـ نشر في 2017/02/21 الساعة 00:14