الزراعة وصناعاتها وفقراؤها أبهجوا الرئيس

مدار الساعة ـ نشر في 2018/11/29 الساعة 00:06
للعلم: الدكتور عمر الرزاز نقي «من جوا»، وحين ترى وجهه مستبشرا فهو سعيد فعلا، والعكس صحيح.
رأيت الرجل أمس وقد تهلل وجهه بالبشر والحيوية، أعني لاحظت فرقا كبيرا في ملامح وتعابير الرجل بعد آخر مرة رأيته فيها يتحدث لوسائل الاعلام وقت مصائب السيول وغيرها، وقد يكون استنتاجي غير صحيح لكن المعلومة المتعلقة بالبشر والحيوية وتوقد النظرة واتساع العيون ..معلومة صحيحة «متأكد إني شفت الزلمة مبسوط»، وقد يكون سببها الطعام النقي الذي تناوله الرئيس وهو يتجول في السوق الكبيرة، تلك التي فرشت بضائعها تحت خيمة المهرجان الممتدة على مساحة 3 دونمات وربع في الحدائق التابعة لأمانة عمان.. الرجل وبقصد التذوق تغذى جيدا وأخذ كل الوقت وهو يتجول في تلك السوق، ويستمع الى قصص المواطنين الذين عرضوا منتجاتهم هناك، كان المهرجان لافتا للانتباه، وفيه خير أردني وفير، وحشد زاد عن 5000 مواطن يوم الافتتاح.
مهرجان الزيتون والمنتجات الريفية التاسع عشر، الذي كان قد انطلق عام 2000، واستمر حتى اليوم، وتنظمه وزارة الزراعة من خلال ذراعها العلمية البحثية «المركز الوطني للبحوث الزراعية»، علما أن الانطلاقة الجديدة له يمكن التأريخ لها بأنها كانت عام 2017، علما أنهكان أمس الأربعاء بشكل آخر، أكبر وأضخم وأكثر حركة..ويمكنك أن تستنتج من مظاهر اليوم الأول بأننا حقا نملك مستودعا كبيرا من البركة والوفرة الطيبة التي تنتجها أرضنا المباركة الطيبة.
في الافتتاح الذي رعاه رئيس الوزراء؛ قال المهندس ابراهيم الشحاحدة عن البركة وعن الزيتون، وعن المزارعين، بأنهم هم وأسرهم من يحظى باهتمام الوزارة ومشاريعها، وتحدث عن المحور الأهم الذي ينطوي على استراتيجية وزارة الزراعة وربما جزء كبير من استراتيجية الدولة في التنمية والصناعة والانتاج وتعزيزه، حين تحدث عن الصناعات المبنية على المنتجات الزراعية، ودورها في تنمية دخول الأسر الفقيرة في مدن وأرياف وبوادي وأغوار الأردن، هؤلاء الذين ينتظرون في كل عام بركة السماء تخرج إليهم من الأرض.
التقيت بأكثر من جهة تعرض منتجات زراعية تمت صناعتها يدويا، فغدت كالتحفة، التي تزداد قيمتها حين تصنعها أمهات، يسهرن على تربية أبناء وبنات، ويمشون في مناكبها طلبا للرزق الحلال، وقد نجح كثيرون وكثيرات، في تأمين دخول إضافية مساندة أو ربما هي كل دخلهم المالي السنوي، من وراء تصنيع كثير من المنتجات الزراعية الغذائية، التي يمكنها أن تنافس في الجودة داخل وخارج الأردن، فهي نظيفة وطبيعية وتسبح بالحمد لله على نعمة التراب الوطني الأردني الطيب.
تهللت أسارير رئيس الوزراء، ورأيته يتحدث لوسائل اعلام كلاما لم أسمعه بسبب بعدي عن مكان وقوف الحشد حول الرئيس، لكنني قرأت علامات الرضى والانفعال المتماهي مع موضوع المهرجان، فالخير والبركة وأكثر من نصف الحلول الاقتصادية تأتي من الزراعة ومن الاعتماد على الذات، حتى لو كنا نتحدث عن دول بعيدة تغرق في الماء العذب، لكن القصة تبعث على الاعتزاز والأمل حين تخرج من الأردن، الذي يقبع في ذيل الدول في التصنيف المائي.. فنحن نعيش في أفقر الدول مائيا في العالم، وبسبب بركة أرضنا وكدنا وكفاحنا نجني ثمرة تعبنا، ويمكننا أن نصنع فرقا كبيرا، أساسه حكمة ربما أو فكرة تقول : من طينة بلادك حط ع خدادك، أو يمكنك تحسين حياتك بجهودك الشخصية..وهي الفكرة القديمة في حب الوطن وكسب العيش من ترابه وبعرق الجبين.
التنمية الريفية؛ وفتح آفاق تسويق المنتجات الريفية المنزلية من الصناعات الغذائية الزراعية المنشأ، واحدة من المديريات الجديدة التابعة لوزارة الزراعة، وهي تتقصى توفير كل الظروف المنطقية لتنمية المناطق الريفية وتحسين حياة الناس العاملين في الزراعة أو على مقربة منها، فثقافة تسويق المنتجات الزراعية المصنعة منزليا تنتشر، ولعل المهرجان الوطني التاسع عشر للزيتون والمنتجات الريفية المقام حاليا في حدائق الحسين، هو خير مثال على تغير كبير في تفكير الناس، وإقبالهم على الاستثمار في التصنيع الزراعي المنزلي، واستعدادهم لعرض منتجاتهم الريفية الطيبة في أي سوق، بعد النجاح اللافت لوزارة الزراعة في تغيير تفكير المزارعين وأسرهم، وتوجيههم ودعمهم لمزيد من تنمية وانتاج..
جهود المركز الوطني للبحوث الزراعية كبيرة، وتستحق الشكر وتبعث فينا الاعتزاز، فهي الجهة التي تنظم هذا المهرجان الوطني السنوي، وبسبب المهرجان ونجاح المشاركين فيه بتسويق منتجاتهم، أصبح لدينا ثقافة اقتصادية فيها أبعاد زراعية وتجارية وصناعية..وكلها جديدة، تنبذ ثقافة العيب، وتطلق طاقات وبركات هذا التراب وساكنيه..وبمشيئة الله ستكون لنا وقفة أخرى مع هذا المهرجان بعد أن نحصل على «الأرقام» والنتائج حال انتهائه. الدستور
مدار الساعة ـ نشر في 2018/11/29 الساعة 00:06