الشرمان يكتب: الركن الشديد الذي يأوي إليه المواطنون
مدار الساعة ـ نشر في 2018/11/25 الساعة 20:16
الدكتور عديل الشرمان
احباط لعمليات تسلل جبانة ، يقابلها ارتفاع لمعنويات المواطنين وفخر بأبنائهم منتسبي الجيش العربي المغوار، واحباط لعمليات تهريب الاسلحة والمخدرات عند حدود الوطن يقابلها ثقة تتعزز يوما بعد يوم بقواتنا المسلحة العين الساهرة على أمن الوطن، حيث تجاوزت قواتنا الباسلة قرة عين القائد الأعلى ومحط ثقته كل التوقعات، فكانت اليقظة عنوانها في مرحلة دقيقة وصعبة، وكانت الشجاعة والرجولة أحدى أهم سماتها كما هي على الدوام، وكانت المعنويات العالية المحرك الذي يشد من ازرها وعزمها ومضائها والداعم القوي لجرأتها في أداء مهامها، فأمن الوطن لا تهاون فيه أو تخاذل، وهو الخط الاحمر الذي تسقط عنده كل الاعتبارات، ويتحول عنده الجنود إلى اسود كاسرة لا تعرف الخوف أو التردد.
لقد أثبتت قواتنا المسلحة انها ذخر الوطن وقت الشدة، وملاذه عندما تشتد الخطوب، والركن الشديد الذي يأوي إليه المواطنون من كل عدو متربص، وهي صمام الأمان زمن الازمات، وتعدت حدود واجباتها العسكرية الى أبعد من ذلك بكثير لتؤكد انها الأساس والمحور الرئيس في منظومة امنه، وركنا من أركان امنه الاجتماعي، ومضلة امنه الوطني، فكانت أدوارها الإنسانية والاجتماعية على الصعيدين المحلي والدولي خير شاهد على ذلك، فضلا عن الدور الإيجابي الفاعل في الاقتصاد الوطني، وها هي تسهم بشكل فاعل في حماية المجتمع من اخطار المخدرات الهدامة، وهي بذلك تمارس أدوارا في إطار احساسها بواجباتها تجاه أمن الوطن في إطاره الشمولي.
تمارس قواتنا المسلحة واجباتها في إطار عالي من المهنية والاحتراف، ولا يجد المتتبع لأخبارها ، والمتمعن بنجاحاتها صعوبة في الاستدلال على مدى المؤسسية والمنهجية التي تعمل في إطارها، والتي تشكل نهجا وأسلوبا قادها الى كل هذه النجاحات، تلك المؤسسية التي كانت نتاج فكر ناضج وقيادة واعية مدركة لأسباب النجاح والثبات، ولم يكن للفردية والمزاجية، وللاعتبارات الشخصية، ولا للفئوية والجهوية، في قاموس عملها أي وجود أو اعتبار، ولم تمارس ظلما أو جورا بحق منتسبيها، كيف لا وهي عنوان العدل والكرامة والمدافع الشرس عن حقوق الإنسان، التي استمدت عزمها وقوتها ومبادئها من ثورة العرب الاحرار التي قادها الهاشميون الاخيار الاحرار.
لقد أثبتت قواتنا المسلحة أن القوة لا تكمن بامتلاك احدث الأسلحة والمعدات وحسب، وانما بقوة الإرادة، وبقوة العقيدة والعزيمة، والايمان بعدالة الموقف والهدف، وبقوة الاستعداد الذهني والمعنوي، وبقوة التدريب ونوعيته، والتسلح بالقيم والأخلاق الحميدة، وهذا النوع من الاستعداد هو اقوى انواع الاسلحة وأكثرها فتكا وقوة.
تحية إكبار وإجلال لعظم الإنجازات، واعتزاز بما تقوم به قواتنا المسلحة، وما تحققه من نجاحات، فقد كانت وستبقى هاجس جلالة الملك القائد الأعلى، ومحط عنايته ورعايته، والتحية إلى رئيس هيئة اركانها، الذي استطاع بحنكته العسكرية، وقوة الشخصية، وما يمتلكه من مهارات القيادة، ونقاء السريرة، وصفاء القلب، أن يترجم توجيهات جلالة الملك المعظم على أكمل وجه، فكان محط ثقته وعند حسن ظنه، تحية لكل نشمي ومنتسب الى هذه المؤسسة الذين يواصلون الليل بالنهار لا تفتر لهم همة، ولا تلين لهم قناة، وكلهم ايمان بعدالة الواجب وقدسية المهمة والرسالة.
مدار الساعة ـ نشر في 2018/11/25 الساعة 20:16