عربيات: الحالة التي نعيشها اليوم

مدار الساعة ـ نشر في 2018/11/24 الساعة 18:28
مدار الساعة - ليث المومني - أكد أكاديميون وسياسيون أهمية تعزيز جهود كافة التيارات والأطياف السياسية والثقافية والاجتماعية لمعالجة ما تمر به الأمة العربية من حالة ضعف وانقسام . واستعرضوا، في ندوة " العالم العربي من الانقسام إلى المصالحات" التي نظمها مركز دراسات الشرق الأوسط في العاصمة عمان اليوم السبت، ما تشهده دول عديدة في العالم العربي من حالة انقسام وفوضى على المستوى الوطني واثارها الكبيرة على الأوضاع السياسية والأمنية والاقتصادية والاجتماعية والتي تجاوزت هذه الدول إلى الدول العربية الأخرى، مما دفع أطرافا دولية إلى استغلال هذه الانقسامات لتحويل الصراع الاستراتيجي في المنطقة من صراع عربي - إسرائيلي إلى صراعات عربية - عربية على أسس طائفية وعرقية. وقال رئيس مجلس النواب الأسبق الدكتور عبد اللطيف عربيات في كلمته بالجلسة الافتتاحية ، يأتي انعقاد هذه الندوة في ظل ظروف عصيبة تمر بها الأمة العربية في حالة من الضعف والتشرذم والانقسام ، إضافة إلى الانقسام إقليميا ودولياً، واصطفاف الدول العربية في مواجهة بعضها بعضاً، وما ترتب على ذلك من اتساع دائرة الاستهداف للأمة العربية. وأضاف أن الحالة التي نعيشها اليوم تحتاج إلى جهود كل التيارات والأطياف السياسية والثقافية والاجتماعية موحدة وموجهة نحو أهداف موحدة يتفق عليها الجميع وتلتقي عليها الجهود والطاقات، خصوصاً فيما يتعلق بمواجهة المشروع الصهيوني واسترجاع فلسطين والقدس، وتحقيق عودة اللاجئين إليها. واكد الدكتور عربيات ان هذه الحالة الصعبة التي تعيشها الأمة تحتم على المثقفين والأكاديميين والباحثين العرب، القيام بواجبهم تجاه أمتهم والسعي بكل جديَّة لرسم خريطة طريق تتضمن الخطوات العملية التي تقود الأمة للخروج من هذه الحالة عبر طرح الأفكار الخلاقة الهادفة بمهنيَّة وأكاديمية ومسؤولية عالية، بعيدًا عن النظرات الأيديولوجية الضيقة والحزبية المجردة بحيث تشمل هذه الخريطة كل المكونات والقوى الحية الفاعلة في الساحة السياسية العربية. وبين عربيات إنَّ حالة التفكك والانقسام التي تشهدها الأمة العربية تحتاج إلى التحرك بمسارين متوازيين للخروج منها، الأول يتعلق بالعلاقات العربية - العربية البينية بحيث يتم تصفية الخلافات العربية وفق قاعدة الاحترام المتبادل والحوار الأخوي الهادف والعودة إلى قواعد العمل العربي المشترك لمواجهة التحديات والأخطار المحدقة بالأمة بكل مكوناتها، والتي تستهدفها وجوديًا وحضاريًا وثقافيًا. أما المسار الثاني فهو يتعلق بالحالة الداخلية العربية بين القوى السياسية الفاعلة الإسلامية والقومية واليسارية والوطنية بحيث يقود هذا المسار إلى إعادة اللحمة بين أبناء البلد الواحد والاتفاق عبر الحوار الهادف على المشترك الجامع الذي يجمع هذه التيارات في بوتقة الجماعة الوطنية الواحدة والتي تضمن وحدة البلاد كما تضمن الأمن والسلم المجتمعي . وقال المفكر العربي المصري والأمين العام الأسبق لمنتدى الفكر العربي الدكتور حسن نافعة في كلمة له ، علينا التمييز أولا بين مفهوم الانقسام ومفهوم الاختلاف، فالانقسام يشير إلى حالة تتسم بعدم قدرة الأطراف المعنية على التواصل ومن ثم قد تفضي إلى قطيعة أو حتى إلى صدام محتمل بينهم، وهو أمر غير مرغوب وينطوي استمراره على مخاطر يحسن العمل على تجنبها بكل الوسائل المتاحة، أما الاختلاف فيشير إلى حالة من التباين في وجهات النظر وتتنوع فيها الرؤى والاجتهادات، وهو مسألة طبيعية ومطلوبة في كل امر يحتمل التعدد والتنوع حتى بين شركاء المصير الواحد. وأضاف أن الاختلاف بين الشركاء يحتاج في الوقت نفسه إلى آلية لإدارته بطريقة تساعد على مواجهة التحديات المشتركة وتضمن لكل الأطراف المعنية التمتع بما لهم من حقوق وأداء ما عليهم من واجبات، أما إذا غابت آلية إلادارة المناسبة فقد تتحول الخلافات إلى انقسامات عميقة تستعصي على الحل، وهذا هو ما حدث بالفعل لمجتمعاتنا العربية. من جانبه، قال وزير الخارجية السوداني الأسبق الدكتور مصطفى عثمان ان ضعف النظام الإقليمي العربي والتجاذبات والانقسامات بين وحداته ساهم في تفاقم الضغوط الدولية والتدخلات الأجنبية ووسع من ظاهرة التبعية العربية للقوى الدولية الفاعلة والمسيطرة على النظام الدولي. وأضاف ان الدبلوماسية هي وسيلة الاتصال الناجحة بين الدول والشعوب وهي القادرة على ايقاف الحروب وتعزيز التفاهم والتلاقي والحوار، مؤكدا ان الدبلوماسية الناجحة هي التي تبدأ بنفسها " ففاقد الشيء لا يعطيه ". رئيس مجلس النقباء الاردنيين الدكتور ابراهيم الطراونة اكد أهمية ان تقوم النخب باستعادة زمام المبادرة وتعظيم الجوامع المشتركة بين الشعوب العربية وتحييد ما يفرقها ويشتت شملها، مؤكدا اهمية البحث عن مظلة مشتركة ننضوي تحتها بكل اعراقنا واصولنا وانتماءاتنا ومعتقداتنا. وقال مدير مركز دراسات الشرق الأوسط بيان العمري ان الندوة تأتي في ظل أوضاع عربية صعبة، تتطلب من كل النخب العربية، بذل الجهد وتحمّل المسؤولية، لأن تغلغل حالة الانقسام في المجتمعات العربية سيؤسس لعقود طويلة من الدمار والتخلف، وعلى العكس تماماً فإن العمل على تحدّي هذا الواقع ومعالجة أسبابه وتأسيس وقائع سياسية وفكرية واجتماعية جامعة على المستويين القومي والقطري سيساهم، وخلال أعوام قليلة جداً، في الانتقال من حالة الضعف إلى بيئة جديدة تعزز القدرات العربية على معالجة الإشكالات بأسرع مما نتوقع. واضاف ان الندوة تناقش أربعة محاور رئيسة، أولها متعلق بالتداعيات السياسية والأمنية للحالة الراهنة في العالم العربي، وثانيها يتناول التحديات الماثلة أمام المصالحات واستراتيجات تحقيقها. أما المحور الثالث فيدرس عدداً من الحالات القطرية أو القومية التي رأتها اللجنة التحضيرية أكثر إلحاحاً لطبيعة هذه الندوة فنياً ووقتياً، ويتناول المحور الرابع والأخير عنواناً مهماً واستراتيجياً، من حيث التفكير في العالم العربي فيما لو كان واقعه قائماً على المصالحات والشراكات وانعكاس هذا الحال على المستوى السياسي أو الأمني أو الفكري والثقافي أو الاقتصادي أو الاجتماعي على هذه الأمة. بترا
مدار الساعة ـ نشر في 2018/11/24 الساعة 18:28