تركيا: نفتح صفحة جديدة مع الإدارة الأميركية
مدار الساعة- قال رئيس الوزراء التركي، بن علي يلدريم، اليوم الاثنين، "إننا نفتح صفحة جديدة مع الإدارة الأميركية، كما يقولون (New day) أي يوم جديد"، وفق ما نقلت وكالة الأناضول الرسمية التركية.
جاء ذلك خلال رد يلدريم على أسئلة الصحفيين في اليوم الأخير للمؤتمر الـ53 للأمن في ميونيخ.
وبخصوص ما تم بحثه خلال لقائه مع نائب الرئيس الأميركي مايك بنس على هامش المؤتمر السبت، قال يلدريم إنه أثار ثلاث موضوعات خلال اللقاء، الأول هو مشاركة الولايات المتحدة في مكافحة داعش وأن لا يكون ذلك عبر دعم عناصر منظمتي "ب ي د" و"ي ب ك" (أذرع منظمة بي كا كا الإرهابية)، "إذ أنه من غير الصحيح محاولة القضاء على منظمة إرهابية بالتعاون مع منظمة إرهابية أخرى، لذلك لابد من إدارة هذا الأمر بشكل يليق بالشراكة الاستراتيجية وشراكة الناتو. وأعتقد أنهم سيأخذون بعين الاعتبار هذه المسألة الحساسة بالنسبة لنا".
وأضاف يلدريم أن المسألة الثانية التي تم تناولها هي تسليم زعيم منظمة فتح الله غولن الإرهابية المقيم في الولايات المتحدة إلى تركيا، وأوضح يلدريم أن الطرف الأميركي رد قائلا إن "المسألة قانونية إلا أننا سنعمل على الأمر بكل جدية بشكل يتلائم مع الاتفاقيات بين بلدينا".
وأشار يلدريم أن هذا الموقف يختلف عن موقف الإدارة الأميركية السابقة الذي كان يقتصر على القول أن المسألة "من اختصاص القضاء" دون اتخاذ أي خطوة أخرى.
وتابع يلدريم أن المسألة الثالثة التي تناولها مع بنس كانت مكافحة داعش بعد "الباب" حيث أوضح الطرف التركي أن تركيا ستستمر في في مكافحة داعش بشرط أن لا يكون للمنظمات الإرهابية الأخرى دور في الموضوع، وأعرب يلدريم عن اعتقاده أن الجانب الأمريكي سيبحث الموقف التركي و يتخذ قرارا حول الموضوع.
ولدى سؤاله عما إذا كانت تركيا ستتحرك لوحدها في حال قررت الولايات المتحدة الاعتماد على "ي ب ك" في عملية الرقة قال يلدريم إنه لم يصله انطباع بأن هذا ما يفكر به الجانب الأمريكي مضيفا "هم الآن في مرحلة تقييم الموقف، لابد من رؤية النتيجة".
وردا على ملاحظة من أحد الصحفيين حول أن التصريحات بخصوص الرقة تعطي انطباعا بأن الدور التركي في عملية الرقة المحتملة سيقتصر على الدعم التكتيكي قال يلدريم "أسلوب قتالنا في الرقة سيكون نفسه الذي اتبعناه في الباب".
وحول رأيه في التصريحات الأميركية القائلة إن إيران تشكل تهديدا، قال يلدريم "ليس إيران فقط، هناك دول أخرى في المنطقة. الهدف أن لا تحقق دولة ما نفوذا في سورية أو العراق. الهدف لا بد أن يكون التوصل إلى حل يكفل أن يختار السوريون مصيرهم وأن يشكلوا حكومتهم".
وأضاف يلدريم "إيران جارتنا التاريخية، شهدت علاقاتنا العديد من التقلبات، ولكن نحن مستاؤون من إحدى المسائل هنا، في حال تم التركيز على المذهب سيترتب على الأمر الكثير من الأضرار. لقد أودت الحروب المذهبية بحياة 12 مليون شخص هنا في ألمانيا".
ولدى إشارة أحد الصحفيين أن السعودية ودول الخليج أيضا منزعجون من الأمر قال يلدريم "نعم لديهم حساسيات تتعلق بالجوانب الأمنية، إلا أن إيران دولة لديها تقاليد متجذرة، وننتظر منها إسهامات بناءة بخصوص المنطقة، ولكننا سنشعر بالقلق في حال قيامها بأمور من قبيل توسيع مجال نفوذها".
وحول نظام الحكم في سورية مستقبلا قال يلدريم إن هذا ليس واضحا بعد مضيفا "سيتم إنشاء نظام حكم يتلاءم مع تاريخ سورية وعاداتها، لا يمكن فرض نموذج للحكم من الخارج. سورية فيها عرب وأكراد ونصيريين ويزيديين، ولابد من أن يكون للجميع رأي في تأسيس نظام الحكم، وذلك بشرط أن لا يكون للمنظمات والعناصر الإرهابية دورا في الأمر".