أبو رمان يكتب: ما بين (المخاجلة والرومانسية) ربما تحل القضايا

مدار الساعة ـ نشر في 2018/11/18 الساعة 22:26
حمزة أبو رمان في الوقت الذي أقرّ فيه مجلس النواب مشروع قانون ضريبة الدخل لعام 2018، كانت بوابات المجلس تغص بالمراجعين البسطاء من متقاعدين وأرامل وشيوخ لمناشدة نائب أو وزير في قضاء حاجاتهم، وهو ما يحصل يوميا بشكل معتاد داخل أروقة البرلمان. لكن ما حدث اليوم في فيديو نشرته مواقع إلكترونية وتداوله نشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي، لرجل أردني يتوسل الحرس ومرافقي رئيس الوزراء عمر الرزاز للوصل إليه، وعندما يقترب منه ينحني كي يقبل قدمه طالبا المساعدة، ما هو إلا حالة اجتماعية سياسية مقيتة دفعت البعض إلى الوصول لهذه المرحلة المؤلمة من القهر والذل والخذلان، وكأننا نعيش في عصر العبودية أيام الجاهلية. لا أريد أن أقلل من دماثة وخلق الرزاز عندما استقبل المواطنين في أكثر من حادثة تم تداولها بالقول "من حقك أنت مواطن احكي مشكلتك"، وهو مشهد ربما يترفع عنه غالبية المسؤولين ممن يدخنون السيجار الكوبي والنظارات الشمسية باهظة الثمن، وترافقهم الحراسات حتى في غرف نومهم، كما لا أريد الخوض في قانون الضريبة المجحف الذي أعدته الحكومة الرشيدة، وبصم عليه مجلس النواب. لكن مع ردود فعل الرئيس الرزاز (الرومانسية) والمشاعر الجياشة التي يظهرها عند تعرضه لمثل هذه المواقف والمشاكل خلال تنقله، تشعر وأنت تشاهد الفيديو بأن قضايا المواطنين البسطاء ممن لا يملكون الواسطة ولا يجالسون أصحاب الدولة والمعالي والسعادة لم ولن تحل إلا بهذه الطرق الوحيدة "المخاجلة" أمام الكاميرات، لتضع الرئيس أمام خيار المساعدة والاستجابة فقط لا غير. المشهد مخجل للجميع، ولا نعلم تفاصيل قضية المواطن التي أجبرته على طلب المساعدة بهذه الطريقة الغريبة، ولا نعلم كم عدد الأبواب التي طرقها كي يقضي حاجته، لكنه شكل من أشكال دولة القانون والمؤسسات التي وصلنا إليها اليوم جراء تنمر وتغول السلطة التنفيذية على جميع السلطات وتفردها بشخص الرئيس، وبيروقراطية العديد من المسؤولين في مؤسساتنا. نتمنى في ظل الانتشار الواسع والسريع لمثل هذه الحوادث عبر وسائل التواصل الاجتماعي عربيا وعالميا، أن تبقى صورة المواطن الأردني التي يملؤها العز والشموخ بشهادة الجميع كما هي، وصورة الدولة بشكل عام أمام العالم الخارجي على أقل تقدير جيدة.
مدار الساعة ـ نشر في 2018/11/18 الساعة 22:26