عدوى الأخلاق السيئة
مدار الساعة ـ نشر في 2018/11/18 الساعة 00:59
صار التواصل سهلا في هذا الزمان، وهو من منجزات الحضارة، وله كثير من الفوائد التي نعيشها ونلمسها، لكن لا شك أن لسهولة التواصل آفات علينا أن نحذر منها وننتبه إليها، ومن أهم هذه الآفات عدوى الأخلاق السيئة. هناك أخلاق حميدة وأخرى ذميمة، ومثال الأخلاق الحميدة الصدق والوفاء والإحسان، ومثال الأخلاق السيئة الذميمة الظلم، والعنف والغضب والكذب والنفاق.
وبسبب سهولة الاتصال والتواصل صار فريق من الناس ممن يفتقدون إلى القيم والمبادئ والأخلاق يبثون إلى الآخرين أخلاقهم الذميمة، وسرعان ما تنتشر عدوى هذه الأخلاق السيئة بين الناس.
ينبغي أن ننته إلى كل ما يُبثّ عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ولا نتخذ منه مسلمات في حياتنا، وكذلك علينا تنقية كل شائبة خلقية نلاحظها، ونحذر من كل سلوك غريب نرصده، ونحتكم في ذلك إلى الشرع والقانون والعقل والعرف، ليكون حكمنا أقرب إلى الصواب، ولا نتأثر بكل ما يفعله غيرنا.
ويمكن للمتابع أن يلاحظ سهولة التأثر عند رواد وسائل التواصل الاجتماعي، فلو كتبت مداخلة جميلة، وجاء المعلق الأول وذمّها وسفّه أفكارها، ستجد من بعده يقومون –غالبا- بذات الفعل، ولو كتبت منشورا قبيحا لا فائدة منه، وكتب المعلق الأول مديحا، ستلاحظ أن سائر المعلقين يمدحون غالبا، وقلّ من يخرج عن هذا النظام في العدوى والتأثر، حيث يلغي الشخص عقله، ويستسلم لأفكار الآخرين، ضاربا صفحا عن لزوم تفكره واتخاذه قراره بنفسه، وهل السبب في ذلك هو حب الراحة، أم ضعف المناعة الفكرية؟
تنشر سيدة صورة طعامها الشهي، فتجد غالب من اطلع على الصورة من السيدات الفاضلات ينشرن صور طعامهنّ، وهكذا هذه تصور ابنتها، وتلك زوجها، وأخرى منزلها، وهذه فستانها، والأخيرة حذاءها، وهكذا. إنها عدوى سريعة الانتشار تجاوزت الخصوصيات، وكأنّ العائلة تعيش في الفضاء الوهمي، بعيدة كل البعد عن العالم الحقيقي.
وكذلك الأمر عندما ينشر البعض خطاب الكراهية في مشاركاتهم المقروءة أو المسموعة أو المشاهدة، حيث لغة التحقير، أو الشتم، أو القذف، أو استعمال لغة عنصرية قبيحة مع الآخر. وهو أسلوب متخلف يخالف الدين والقانون والعرف، ومع ذلك تجد من ينجر وراءه، يعلق مؤيدا، أو يقوم بمشاركة مثل هذه المنشورات الرديئة، إنها العدوى، عدوى الأخلاق السيئة، حيث تنتقل إلى الناس بلا وعي منهم.
فدخول بعض المتخلفين أو المنحرفين أو الغوغاء إلى عالم التواصل الاجتماعي واحتكاكهم بغيرهم كان له أثره السلبي على الناس، حيث علت اللهجة غير المهذبة، واللغة غير المحترمة، وانتشر العنف بين الناس، وارتفع منسوب الكراهية وخطابها بينهم، وكل ذلك من خلال ما يمارسه غوغاء الناس من ممارسات سيئة تنتقل إلى غيرهم بسهولة ويسر.
لذلك على أصحاب الوعي، والمثقفين أن يشكلوا سدا منعيا أمام هؤلاء الغوغاء، فينشروا الوعي بين الناس، وينبهوهم من تلك الأخلاق التي تنتقل إليهم دون وعي منهم، بل على المثقفين أن يحصنوا الناس من خلال تزويدهم بلقاح الوعي والمعرفة، كي لا يقعوا فريسة سهلة لانتقال الأخلاق السيئة إليهم.
وربما ما سبق يفسّر مبدأين مهمين، الأول: واجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والثاني: ستر المعصية وعدم المجاهرة بها، فهذان المبدآن يعملان على تضييق الخناق على الرذائل والمخالفات والمعاصي والأخلاق السيئة كي لا تنتشر في المجتمع؛ لأنها تشكل عدوى سريعة الانتشار، فالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يوقظ الوعي عند الطرفين المؤثر والمتأثر، فيوقظهما من الغفلة، وكذلك عدم المجاهرة بالمعصية يحجب الفيروسات التي تقوم بنقل عدواها إلى الآخرين، مما يقلل انتشارها بين الناس. الدستور
وبسبب سهولة الاتصال والتواصل صار فريق من الناس ممن يفتقدون إلى القيم والمبادئ والأخلاق يبثون إلى الآخرين أخلاقهم الذميمة، وسرعان ما تنتشر عدوى هذه الأخلاق السيئة بين الناس.
ينبغي أن ننته إلى كل ما يُبثّ عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ولا نتخذ منه مسلمات في حياتنا، وكذلك علينا تنقية كل شائبة خلقية نلاحظها، ونحذر من كل سلوك غريب نرصده، ونحتكم في ذلك إلى الشرع والقانون والعقل والعرف، ليكون حكمنا أقرب إلى الصواب، ولا نتأثر بكل ما يفعله غيرنا.
ويمكن للمتابع أن يلاحظ سهولة التأثر عند رواد وسائل التواصل الاجتماعي، فلو كتبت مداخلة جميلة، وجاء المعلق الأول وذمّها وسفّه أفكارها، ستجد من بعده يقومون –غالبا- بذات الفعل، ولو كتبت منشورا قبيحا لا فائدة منه، وكتب المعلق الأول مديحا، ستلاحظ أن سائر المعلقين يمدحون غالبا، وقلّ من يخرج عن هذا النظام في العدوى والتأثر، حيث يلغي الشخص عقله، ويستسلم لأفكار الآخرين، ضاربا صفحا عن لزوم تفكره واتخاذه قراره بنفسه، وهل السبب في ذلك هو حب الراحة، أم ضعف المناعة الفكرية؟
تنشر سيدة صورة طعامها الشهي، فتجد غالب من اطلع على الصورة من السيدات الفاضلات ينشرن صور طعامهنّ، وهكذا هذه تصور ابنتها، وتلك زوجها، وأخرى منزلها، وهذه فستانها، والأخيرة حذاءها، وهكذا. إنها عدوى سريعة الانتشار تجاوزت الخصوصيات، وكأنّ العائلة تعيش في الفضاء الوهمي، بعيدة كل البعد عن العالم الحقيقي.
وكذلك الأمر عندما ينشر البعض خطاب الكراهية في مشاركاتهم المقروءة أو المسموعة أو المشاهدة، حيث لغة التحقير، أو الشتم، أو القذف، أو استعمال لغة عنصرية قبيحة مع الآخر. وهو أسلوب متخلف يخالف الدين والقانون والعرف، ومع ذلك تجد من ينجر وراءه، يعلق مؤيدا، أو يقوم بمشاركة مثل هذه المنشورات الرديئة، إنها العدوى، عدوى الأخلاق السيئة، حيث تنتقل إلى الناس بلا وعي منهم.
فدخول بعض المتخلفين أو المنحرفين أو الغوغاء إلى عالم التواصل الاجتماعي واحتكاكهم بغيرهم كان له أثره السلبي على الناس، حيث علت اللهجة غير المهذبة، واللغة غير المحترمة، وانتشر العنف بين الناس، وارتفع منسوب الكراهية وخطابها بينهم، وكل ذلك من خلال ما يمارسه غوغاء الناس من ممارسات سيئة تنتقل إلى غيرهم بسهولة ويسر.
لذلك على أصحاب الوعي، والمثقفين أن يشكلوا سدا منعيا أمام هؤلاء الغوغاء، فينشروا الوعي بين الناس، وينبهوهم من تلك الأخلاق التي تنتقل إليهم دون وعي منهم، بل على المثقفين أن يحصنوا الناس من خلال تزويدهم بلقاح الوعي والمعرفة، كي لا يقعوا فريسة سهلة لانتقال الأخلاق السيئة إليهم.
وربما ما سبق يفسّر مبدأين مهمين، الأول: واجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والثاني: ستر المعصية وعدم المجاهرة بها، فهذان المبدآن يعملان على تضييق الخناق على الرذائل والمخالفات والمعاصي والأخلاق السيئة كي لا تنتشر في المجتمع؛ لأنها تشكل عدوى سريعة الانتشار، فالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يوقظ الوعي عند الطرفين المؤثر والمتأثر، فيوقظهما من الغفلة، وكذلك عدم المجاهرة بالمعصية يحجب الفيروسات التي تقوم بنقل عدواها إلى الآخرين، مما يقلل انتشارها بين الناس. الدستور
مدار الساعة ـ نشر في 2018/11/18 الساعة 00:59