ابو رمان يكتب: الإسلام في عيون أسيد اللوزي

مدار الساعة ـ نشر في 2018/11/15 الساعة 12:30
بقلم: حمزة أبورمان في ظل الهجمة الشرسة التي يواجهها المسلمون في مختلف بقاع الأرض، ومحاولات تجسيدهم بتنظيم داعش وجبهة النصرة والجماعات التكفيرية المتطرفة، وفي ظل شيطنة الأحزاب السياسية الإسلامية المعتدلة منذ أحداث 11 سبتمبر حتى الآن، تظهر بين الفينة والأخرى فراسة وأخلاق الغالبية العظمى ممن تربوا داخل مساجدنا البسيطة على التسامح وعمل الخير وتقبل الآخر، بعيدا عن مجالس حقوق الإنسان المخملية وتنظير ذلك الرجل الأشقر الذي يتحدث اللغة الإنجليزية. شاب أردني بسيط يبلغ من العمر 33 عاما بملامح أردنية أصيلة، يهرع لمساعدة طفلة سقطت في حفرة امتصاصية أمام أعينه جراء (عهر وسذاجة) بعض المؤسسات التي سرعان ما تتنصل من مسؤولياتها عند حدوث أي كارثة، بسبب سوء الخدمات وترهل البنية التحتية التي أودت بحياة أطفالنا، وكأننا نعيش حالة حرب مع عدو فاسد لا يرحم. أسيد الذي احتفل بعقد قرانه قبل أشهر قليلة، سارع لنجدة الطفلة وقضى لأجلها لأنه يحمل في قلبه كما هائلا من الحب والدفء والإيمان، ليستوعب كل العالم، وينقل رسالة وصورة الإسلام الصحيحة دون أن يدرك، ودون أن يقرأ الإعلان العالمي لحقوق الإنسان أو يشارك بأحد مؤتمرات جنيف التي تتغنى بالعدالة والمساواة ونصرة الضعيف. اللوزي وهو أحد حفظة القرآن، ربما لم يضع بين عينيه وهو يسير نحو الطفلة سوى قوله تعالى في الآية الكريمة من سورة الأنبياء (وَمَا أَرسلناكَ إلّا رحمةً للعالَمين)، في قصة تجسد حالة التلاحم والتراحم التي نشاهدها في مجتمعنا العظيم عند طلب المساعدة وعند التعرض للشدائد، ونثبت للعالم أننا لسنا بحاجة إلى التنظير بقدر حاجتنا للعيش بسلام. أدرك أن الحادثة لا يمكن تقزيمها بأن الشخص ملتح أم لا أو أنه ملتزم دينيا أو حتى ملحد، هذه فطرة إنسانية وشاهدنا العديد من الحوادث المماثلة في دول الغرب، ولكن تنقلها وسائل الإعلام الغربية والعربية على أنها قصص بطولية يجب أن تخلد، بينما تشوه صورة المسلم بملابسه ولحيته على أنه مجرم ومتطرف، ويسعى لتدمير البشرية ويُخفي خلف هذا الثوب واللحية الطويلة حزاما ناسفا لتنفيذ عمليات إرهابية. في النهاية، رحم الله أسيد اللوزي والطفلة لميس اللذين قضوا في فاجعة خريبة السوق، والتي أتت بعد أيام قليلة من مماثلاتها في البحر الميت ومحافظات الجنوب، لكن على حكومتنا الرشيدة عدم الاكتفاء بتشكيل اللجان التخديرية، وتحمل جزء من مسؤولياتها الأخلاقية بتعرية الجهة المقصرة وماحسبتها لأننا سأمنا (الدحمسة والحمسة) على حساب أرواح أطفالنا.
  • المسلمون
  • إسلامي
  • تقبل
  • نعي
  • صورة
  • إسلام
  • علان
  • كريمة
  • رحمة
  • لب
  • حادث
  • حوادث
  • عربية
  • خريبة السوق
مدار الساعة ـ نشر في 2018/11/15 الساعة 12:30