في ذكرى رحيل الاستاذ نظمي السعيدالاكياس الفارغة لا تنتصب

مدار الساعة ـ نشر في 2018/11/12 الساعة 20:21
مدار الساعة - كتب :عبالحافظ الهروط –الاحياء الذين يظنون ان الموت عندما يطوي الفرسان تنساهم جيادهم ويتوقف صهيلها، هم مخطئوون،فالناس يستذكرونهم على الدوام.
لقد علّمتنا الحياة،ان من الاحياء امواتاً مهما امتطوا الخيل وعلا الصهيل،ذلك ان "الاكياس الفارغة لا تنتصب" على حد تعبير صاحب الذكرى عندما خاصمه مسؤول كبير، قبل ان ينصاع "معاليه" لصاحب القلم، ويتخذه صديقاً. انه شيخ الاعلام الرياضي المرحوم الاستاذ نظمي السعيد،الذي كلما كتبت عنه شعرت بالخجل الكبير،لأن هذا "النخل الشامخ" في دنياه،ما انا في مكان منه الا في قعر جذر من جذوره،وهو الذي حرص على رفاقه في الدائرة الرياضية بأن يكونوا الى جانبه لا خلفه،وذلك لتواضعه وثقته بنفسه وقوة قلمه،وانه يحترم المسؤول،ولا يخشاه.
عشرون عاماً على رحيل فارس الكلمة ورافعها،مثلما هي قامته التي لم تنحن،كتب ذات يوم "مستعد ان تأخذوا مني كل شيء الا قلمي".
عشرون عاماً وما يزال "ابو السعيد" بين محبيه، فقد عاش رحمه الله "للرأي" وامضى ساعات يومه في الصحيفة أكثر ما قضى وقته في بيته،حتى ان السنتنا جميعاً كانت تلهج "اعان الله أُم السعيد".
اصاب قلمه ام طاش، الا ان كلمته ظلت محط احترام للقارىء، وتقبّلها كل من كانت تعنيه تلك الكلمة ومهما تحمل من قسوة، ولأن "ابا السعيد" اراد بهاً حقّاً لا باطلاً. لقد ظلت كتاباته توجيهاً، لا لخصومة او شخصنة،فكثر أصدقاؤه ومحبوه وقراؤه،واعترف أعداء كلماته – لا شخصه – على قلتهم انه على صواب ولمنفعة ، هي المنفعة الرياضية.
ومع اعتزاز كل من عمل في "الرأي" بما تنتجه الدائرة الرياضية لقرائها عند فجر كل يوم، الا ان قراء الرياضة ظلوا في ارتباط وثيق مع صحيفتهم،ولكن زاوية "رأينا الرياضي" وزاوية "خواطررياضية" ظلتا "فنجان قهوة" الصباح للمسؤولين وفي ذائقتها "حلوة او مرّة "فقد جمع شيخ الاعلام الرياضي المعرفة الرياضية ومفردات اللغة وما تتسم به تلك المفردات من جمال وقوة معنى.
لقد ابهر السعيد قراءه وابدع في تطويع المقال والقصة الاخبارية حتى بات كل ما يجترحه هو ما يفضله القارىء على سواهما وان كان هناك "سبق" في خبر، او نتيجة مباراة مهمة لناد ولمنتخب، حيث كان الاعلام ذاك الوقت، يعتمد على الصحافة الورقية،ليتلقى الاخبار في اليوم التالي، وعلى عكس ما وفرته التكنولوجياً من معلومات واخبار بـ "ضغطة زر" وبسرعة تفوق سرعة الضوء.
لا ادري لو ان وسائل التواصل الاجتماعي بأدواتها العديدة كانت تتوافر في عهد استاذنا السعيد، كيف كان تعامله معها، وكيف كان الاعلام الاردني الذي حمله مع أساتذة كبار وزملاء كثر على اكتافهم،ليجعلوه علامة فارقة، وشامة على جبين الاعلام العربي؟
في الذكرى العشرين لرحيل الاستاذ نظمي السعيد، أستذكر ايضاً الدعم اللامحدود الذي تلقاه من "عميد الرأي" المرحوم الاستاذ محمود الكايد،وهو القائل "ضعوا هذا الخبر في الصفحة الرياضية .. أكرم له" حينها حدث خلاف بين ان يوضع خبر احد الوزراء في الصفحة الرياضية او في صفحة ارادها الوزير والأمين العام ان ينشر فيها، ففضل "ابو عزمي الرياضة على الصفحة الأخرى.
رحمهما الله .
مدار الساعة ـ نشر في 2018/11/12 الساعة 20:21