أبطال يصنعون أنفسهم
مدار الساعة ـ نشر في 2018/11/08 الساعة 00:38
شركات ريادية أردنية أسسها شباب، توظف مئات الأردنيين وتستقطب استثمارات بعشرات الملايين، إحداها، على سبيل الذكر لا الحصر، متخصصة بنشر الألعاب الإلكترونية العربية، لا يتجاوز عمرها العامين، بيد أنها توظف 40 شابا وفتاة، واستطاعت تسجيل 55 مليون تحميل للألعاب التي تعمل على تعريبها قبل نشرها كتطبيقات.
وخلال الشهر الماضي تمكن الطالب الأردني عون حجازي، الذي يبلغ من العمر 15 ربيعا، من وضع تطبيقه الذكي الذي يحمل اسم "عونك" في قائمة أفضل عشر شركات ريادية شاركت في مؤتمر "ستارت أب اسطنبول" العالمي.
أما زيد حسبان، فهو ريادي أردني أسس قبل عامين شركة تقدم نظاما لنقاط البيع باعتماد تقنية الحوسبة السحابية. الشركة نجحت في بيع منتجها في أسواق الأردن والكويت ومصر وقطر والسعودية وفلسطين، إلى جانب توظيف 49 شخصا منهم 34 في الأردن. هذه الشركة حصلت على استثمارين اثنين من مستثمرين محليين وأجانب (1.5 مليون دولار العام الحالي، و650 ألف دولار العام الماضي).
نماذج ريادية نقف لأبطالها الذين صنعوا أنفسهم بأنفسهم، إجلالا وتقديرا واحتراما، ونرفع لهم قبعاتنا عاليا، كونهم يضربون أفضل الأمثلة في الاجتهاد والتميز، إذ اتخذوا قرارا صائبا بالتوجه لإنشاء مشاريع خاصة بهم، بدلا من طرق أبواب ديوان الخدمة المدنية للبحث عن وظائف في القطاع العام. وظائف لن تمكنهم من إبراز قدراتهم ومهاراتهم. كما أنهم، ولحسن حظهم لم يمتطوا جواد الواسطة والمحسوبية.
لكن، وللأسف، فإن القاسم المشترك بين هؤلاء، وغيرهم الكثير الكثير، هو الغياب التام للدولة عن الاستثمار بهم ودعمهم وتوجيههم وتطويرهم، وفتح آفاق جديدة في فضائهم، والترويج لهم ليكونوا قدوة لعدد كبير من الشباب العاطلين عن العمل، أو المالكين للموهبة ممن لم يتمكنوا حتى هذه اللحظة من مسك طرف الخيط نحو مستقبل أفضل.
هذه العينة من المميزين الباحثين عن فرصة ينتشرون في كل مكان. في جنوب الأردن، وشماله، شرقه وغربه، وبين ثنايا وسطه، يصارعون الوقت. ينتصرون عليه مرة، ويهزمهم مرات، لأنهم بلا أدوات داعمة لأفكارهم وأحلامهم، فتاهوا في الأرض بلا حول لهم ولا قوة، مستسلمين لليأس، والإحباط.
لنتصور كيف سيكون حال الأردن، سياسيا واقتصاديا، واجتماعيا، ورياضيا، وثقافيا، وتكنولوجيا تحت قيادة أبطال تلك النماذج. بالتأكيد سيكون أفضل، فهؤلاء لن يعيثوا في الأرض فسادا، ولن يورثوا مناصب، ولن يتمسكوا بالكراسي على حساب الوطن، ولن يهنوا أو يستكينوا. بل سيقدمون جيلا لاحقا لا يقل تميزا عنهم، يسلمونهم راية الإنجاز لتحقيق التقدم، والتطور الذي تحتاجه أي أمة في العالم لتكون أكثر استقلالا ونموا وازدهارا.
بالمناسبة، بلغت قيمة دعم البحث العلمي في المملكة خلال الأعوام العشرة الماضية 41.3 مليون دينار، غطت مجالات المشاريع البحثية، وجوائز صندوق البحث العلمي، ومنح طلبة الدراسات العليا، والمجلات العلمية، والمؤتمرات العلمية، والمشاريع الوطنية. رقم مالي كبير مقارنة بما يخصص، بيد أن نتائجه، ربما، وأقول ربما، لم تعد بالفائدة على الأردن، وإلا للمسنا ذلك على أرض الواقع.
وبالمناسبة أيضا، منذ سنوات طويلة ونحن نتحدث عن الكارثة التي يسببها أسلوب التعليم في الأردن، التعليم بالحفظ والتلقين، بعيدا عن التحليل والفهم، ورغم التحذيرات الكثيرة، إلا أن خسائرنا بإنتاج جيل مبدع ومبتكر تتواصل، والفجوة العلمية بيننا وبين أغلب دول العالم في اتساع.
اعتقد أن الوقت قد حان لتدارك ذلك، والعمل بجدية لاكتشاف مثل هؤلاء وتبنيهم، ولا ضير لو أنفقنا مئات الملايين من أجل تطويرهم، عبر مؤسسات تقام لهذه الغاية، لأن الإنفاق في هذا المقام سيكون بمثابة استثمار في مستقبل وطن بأكمله. الغد
وخلال الشهر الماضي تمكن الطالب الأردني عون حجازي، الذي يبلغ من العمر 15 ربيعا، من وضع تطبيقه الذكي الذي يحمل اسم "عونك" في قائمة أفضل عشر شركات ريادية شاركت في مؤتمر "ستارت أب اسطنبول" العالمي.
أما زيد حسبان، فهو ريادي أردني أسس قبل عامين شركة تقدم نظاما لنقاط البيع باعتماد تقنية الحوسبة السحابية. الشركة نجحت في بيع منتجها في أسواق الأردن والكويت ومصر وقطر والسعودية وفلسطين، إلى جانب توظيف 49 شخصا منهم 34 في الأردن. هذه الشركة حصلت على استثمارين اثنين من مستثمرين محليين وأجانب (1.5 مليون دولار العام الحالي، و650 ألف دولار العام الماضي).
نماذج ريادية نقف لأبطالها الذين صنعوا أنفسهم بأنفسهم، إجلالا وتقديرا واحتراما، ونرفع لهم قبعاتنا عاليا، كونهم يضربون أفضل الأمثلة في الاجتهاد والتميز، إذ اتخذوا قرارا صائبا بالتوجه لإنشاء مشاريع خاصة بهم، بدلا من طرق أبواب ديوان الخدمة المدنية للبحث عن وظائف في القطاع العام. وظائف لن تمكنهم من إبراز قدراتهم ومهاراتهم. كما أنهم، ولحسن حظهم لم يمتطوا جواد الواسطة والمحسوبية.
لكن، وللأسف، فإن القاسم المشترك بين هؤلاء، وغيرهم الكثير الكثير، هو الغياب التام للدولة عن الاستثمار بهم ودعمهم وتوجيههم وتطويرهم، وفتح آفاق جديدة في فضائهم، والترويج لهم ليكونوا قدوة لعدد كبير من الشباب العاطلين عن العمل، أو المالكين للموهبة ممن لم يتمكنوا حتى هذه اللحظة من مسك طرف الخيط نحو مستقبل أفضل.
هذه العينة من المميزين الباحثين عن فرصة ينتشرون في كل مكان. في جنوب الأردن، وشماله، شرقه وغربه، وبين ثنايا وسطه، يصارعون الوقت. ينتصرون عليه مرة، ويهزمهم مرات، لأنهم بلا أدوات داعمة لأفكارهم وأحلامهم، فتاهوا في الأرض بلا حول لهم ولا قوة، مستسلمين لليأس، والإحباط.
لنتصور كيف سيكون حال الأردن، سياسيا واقتصاديا، واجتماعيا، ورياضيا، وثقافيا، وتكنولوجيا تحت قيادة أبطال تلك النماذج. بالتأكيد سيكون أفضل، فهؤلاء لن يعيثوا في الأرض فسادا، ولن يورثوا مناصب، ولن يتمسكوا بالكراسي على حساب الوطن، ولن يهنوا أو يستكينوا. بل سيقدمون جيلا لاحقا لا يقل تميزا عنهم، يسلمونهم راية الإنجاز لتحقيق التقدم، والتطور الذي تحتاجه أي أمة في العالم لتكون أكثر استقلالا ونموا وازدهارا.
بالمناسبة، بلغت قيمة دعم البحث العلمي في المملكة خلال الأعوام العشرة الماضية 41.3 مليون دينار، غطت مجالات المشاريع البحثية، وجوائز صندوق البحث العلمي، ومنح طلبة الدراسات العليا، والمجلات العلمية، والمؤتمرات العلمية، والمشاريع الوطنية. رقم مالي كبير مقارنة بما يخصص، بيد أن نتائجه، ربما، وأقول ربما، لم تعد بالفائدة على الأردن، وإلا للمسنا ذلك على أرض الواقع.
وبالمناسبة أيضا، منذ سنوات طويلة ونحن نتحدث عن الكارثة التي يسببها أسلوب التعليم في الأردن، التعليم بالحفظ والتلقين، بعيدا عن التحليل والفهم، ورغم التحذيرات الكثيرة، إلا أن خسائرنا بإنتاج جيل مبدع ومبتكر تتواصل، والفجوة العلمية بيننا وبين أغلب دول العالم في اتساع.
اعتقد أن الوقت قد حان لتدارك ذلك، والعمل بجدية لاكتشاف مثل هؤلاء وتبنيهم، ولا ضير لو أنفقنا مئات الملايين من أجل تطويرهم، عبر مؤسسات تقام لهذه الغاية، لأن الإنفاق في هذا المقام سيكون بمثابة استثمار في مستقبل وطن بأكمله. الغد
مدار الساعة ـ نشر في 2018/11/08 الساعة 00:38