قوائم الأردنيين السوداء في سوريا
مدار الساعة ـ نشر في 2018/11/07 الساعة 08:40
تنشر احدى الصحف السورية، قوائم بأسماء أردنيين مطلوبين لنظام الأسد، هذا في الوقت الذي تقول فيه الصحيفة انها توصلت الى هذه القوائم من مصادرها، وان الأردنيين هم خامس المطلوبين، من حيث العدد، بعد الفلسطينيين والعراقيين وغيرهم، وان العدد الإجمالي، يصل الى تسعة الاف.
القائم بالاعمال في السفارة السورية في عمان ينفي صحة هذه القوائم، ويعتبرها من نسج الخيال، مؤكدا على عمق العلاقات بين الأردن وسوريا، خصوصا، في هذا التوقيت، الذي يراهن فيه البلدان على تطور تدريجي للعلاقات بين البلدين، بعد ماشهدته سوريا، خلال السنوات الماضية.
كل بلد لديه قوائم ممنوعين من الدخول من حيث المبدأ، او قوائم مطلوبين، سواء على خلفيات امنية مباشرة، او خلفيات جرمية جنائية او اقتصادية.
السلطات السورية قبل سنين طويلة، كانت تعتقل بعض المطلوبين، على خلفيات سياسية، الا انها توقفت، وصارت تمنع دخولهم، خصوصا، في فترة الرئيس السوري بشار الأسد، اما القضايا الاقتصادية مثل التهريب، والجمارك، فكانت السلطات توقف هؤلاء الى حين حل هذه الإشكالات، او تنفذ الاحكام القضائية الصادرة بحقهم.
ما بعد الفوضى السورية، اختلف الوضع كليا، ومن المؤكد ان قوائم المطلوبين والممنوعين، أصبحت اكبر، لان هذه القوائم تضم اليوم، كل من تظنه السلطات السورية، ضدها، من أردنيين او سوريين، ومن جنسيات مختلفة، خصوصا، أولئك الذين يعبرون عن مواقفهم سياسيا، او حتى بالتدخل الأمني او العسكري او التنظيمي داخل سوريا، او عبر أي موقف كان.
على هذا لايمكن نفي وجود قوائم لدى السلطات السورية، لكن يمكن تصديق الجانب المتعلق بكون دمشق الرسمية، لاتريد ايضا وقف اندفاعة عشرات الاف الأردنيين الذين يذهبون لزيارة سوريا، تحت وطأة هكذا قصص، او احتمالات، خصوصا، ان هذا الاندفاع مهم لدمشق، من اجل تأكيد بدء عودة الاستقرار، ومن اجل حض آخرين على زيارة سوريا، للسياحة او لزيارة أقاربهم، او لاي سبب كان.
هذا يعني ان دمشق معنية تماما، بتحسين العلاقات مع الأردن، وعدم الاشتباك على خلفيات، مثل وجود أردنيين مطلوبين لاعتبارات سياسية او امنية.
كل من له نشاط سياسي او امني او عسكري، ضد النظام السوري، لايمكن له في الأساس، ان يفكر بزيارة سوريا، وكل شخص، يدرك مسبقا اذا ماكان مطلوبا او ممنوعا من زيارة سوريا، وندر ان نجد شخصا، لايعرف مسبقا، طبيعة وضعه المحتمل اذا حاول دخول سوريا، باستثناء أولئك الذين قد يكونون قد تعرضوا لوشايات، ولايعرفون ماذا ينتظرهم؟!
لابد ان يقال هنا، ان السلطات السورية، وفي فترة ماقبل الفوضى السورية، شطبت مئات الأسماء الأردنية من قوائم الممنوعين من دخول سوريا، او قوائم المطلوبين، ولعبت السفارة السورية في الأردن، على مدى سنوات دورا إيجابيا، في رفع المنع عن مئات الأسماء، الذين ذهبوا الى سوريا لاحقا، وغادروها آمنين، دون أي مشاكل، خصوصا، في فترة الرئيس الحالي، إضافة الى اعتماد مبدأ إعادة الأردني الذي لايريد السوريون دخوله بدلا من الاعتقال.
لقد كانت السجون السورية، في الأساس تحوي مئات المعتقلين الأردنيين على خلفيات متعددة، من فترة الثمانينات والسبعينات، ولم تتجاوب سلطات دمشق من حيث الدعوات لاطلاق سراحهم، برغم كل الاتصالات.
ما يمكن قوله اليوم، ان بيئة الحرب في سوريا، بيئة ليست سهلة، وحافلة أساسا، بكل الإشكالات، ونحن هنا، نحض الأردنيين على زيارة سوريا، من اجل مساعدة الاشقاء السوريين على استعادة حياتهم، فهم أهلنا أولا وأخيرا، مثلما نتمنى ان يتمكن الاشقاء السوريون من العودة الى بلادهم، لكننا في الوقت ذاته، ندعو الى ان يتجنب السوريون أي حالات توقيف او اعتقال، حتى لا تتفجر ردود الفعل، خصوصا، انها تأتي في سياق الدعوات للتنفير من زيارة سوريا، وتركها وحيدة معزولة.
مدار الساعة ـ نشر في 2018/11/07 الساعة 08:40