بنيتنا التحتيه في مهب الريح
مدار الساعة ـ نشر في 2018/11/01 الساعة 01:58
يؤلمني كثيراً وانا ارى بنيتنا التحتية هشّة ضعيفة امام اي ظرف غير اعتيادي وها نحن نرى بنيتنا تتكشف وتتعرى بعد كل اختبار، فالمستخدم لشوارعنا بعد كل تساقط لحبات مطر او هطول لكمية بسيطة من الثلوج يلمس وبمنتهى الوضوح كيف أن الإسفلت يتحول الى رمال متحركة وكيف ان السطح الأملس للشارع ينقلب الى حُفر عميقة وتتحول حجارة الأرصفة الى حجارة متدحرجة في الشوارع ويستوي الرصيف بالشارع الذي امتلأ عن آخره بالمياه بعد ان عجزت مناهل تصريف المياه عن القيام بدورها نتيجة لعدم تجهيزها فنيا لهذا الدور وتسبح سياراتنا في برك مائية وتكثر حالات تعطلها مما يتسبب في ازمات مروريه خانقة..
أتساءل ونحن بحمد الله لدينا عدد هائل من المهندسين حتى ان البطالة طالتهم، من المسؤول عن كل هذا؟ ولماذا لا يتم وضع الحلول المسبقة عند البدء بفتح الشوارع من حيث زاوية الميلان لتصب كافة المياه على جانبي الشارع ثمّ تثبيت المناهل في الأماكن المناسبة لتصريف اي كمية امطار مُتوقعة وكذلك الوصول الى خلطة اسفلتيه تتناسب مع ظروفنا الجوية وامكاناتنا بنفس الوقت والإستفادة من تجارب الدول التي تصل درجات الحرارة لديهم الى ما دون العشرين تحت الصفر او ترتفع الى ما يزيد على خمسين درجه مئوية ورغم ذلك تبقى شوارعهم وتدوم لسنوات طويلة وطويلة جدا ولقد سمعنا عن ميزانيات تُرصد لصيانة بعض الشوارع حتى قبل استلامها بشكل رسمي من المتعهدين؟
اما اسلاك الكهرباء التي ترتمي على الأرض وامّا الإنقطاعات المتكرره للتيار الكهربائي والتي تدوم لساعات احيانا عند كل ظرف طارئ فذلك والله يدعو الى الخجل ولقد آلمني جدا ان اسمع احد مدراء مستشفياتنا يستنجد بأحد برامج البث الصباحي ويعلمه ان التيار الكهربائي مقطوع منذ ما يزيد على ثلاث ساعات ، كيف يحدث هذا ؟؟؟ ماذا جرى للمرضى داخل غرف العمليات؟؟ وأود ان اطمئن فقط هل يوجد بكل مستشفى مُوّلد كهربائي يعمل تلقائيا عند انقطاع التيار ؟؟ وهل تجري صيانته بشكل يومي والتأكد من جاهزيته بإستمرار؟؟؟ ولا ننسى هنا ايضا خطوط الهاتف التي ينطبق عليها ما ينطبق على اسلاك الكهرباء ، من المسؤول عن كل هذا ايها الأخوة ونحن ندفع بدل كهرباء وهاتف اعلى بكثير من مستوى رواتبنا ؟؟؟
وتصل بي درجات الإستغراب وانا أسمع اذاعتنا تتحول الى اذاعة طوارىء ووزراؤنا يصدرون اوامر بالتعطيل ورؤساء جامعاتنا ومدراء التربيه والتعليم في الويتنا بتعليق الدراسة وتأجيل الامتحانات الى ما بعد انتهاء العاصفة وصرخات استغاثة تصدر من هنا وهناك فهؤلاء حاصرتهم الثلوج وهؤلاء تقطّعت بهم السبل واولئك داهمتهم مياه الأمطار وبعض ماتوا نتيجة الإختناق كل هذا وظروفنا الجويه تعتبر معتدلةً بالمقارنة مع كثير من بالدان العالم ، الحمد لله الذي لم يبتلينا حتى تاريخه بما نحن عاجزين عن مواجهته وندعوه ان لا يختبرنا فبنيتنا هشّه لا تحتمل الإختبارات ، على فكره ما أكثر احتفالات أمانة عمان وباقي البلديات ولم يجدوا حتى الآن الحل المناسب لمثل هذه المواقف وكذلك وزارة اشغالنا فإلى متى؟!
مدار الساعة ـ نشر في 2018/11/01 الساعة 01:58