«حل الدولتين» في ذمة اللـه.. شكرًا للصراحة
مدار الساعة ـ نشر في 2017/02/18 الساعة 01:04
بعد ساعات من توارد الأنباء نقلا عن مسؤول أمريكي بأن حل الدولتين ليس شرطا لتحقيق السلام، كان رئيس الحكومة الفلسطينية العتيدة في رام الله يجتمع برئيس لجنة الانتخابات للاطلاع على آخر التطورات لتنظيم الانتخابات البلدية والمحلية في الضفة الغربية.
لو ملك القوم بعض المنطق، كي لا نقول الحياء، لما أعلنوا عن الاجتماع في أقل تقدير، لكن واقع الحال أنهم راضون بما منحهم إياه الاحتلال، فهنا ثمة هياكل دولة تنظم الانتخابات، ولها علم ونشيد ورئيس ورئيس وزراء، ولا ينقصها شيء، سواء اعترف بذلك ترامب ونتنياهو أم لم يعترفا.
صحيح أن رئيسها يحتاج إلى إذن من ضابط (رائد) صهيوني في “بيت إيل” كي يتحرك دخولا وخروجا من تلك الدولة، إلا أن ذلك ليس مهما، فالسيادة مسألة نسبية على كل حال!!
يبدو أن مفاجآت ترامب الجميلة لن تتوقف، والحق أنه يستحق الشكر على صراحته، وعلى وقوفه غير المتردد بجانب الصهاينة، حتى إن دوائر صهيونية في الداخل الإسرائيلي لم تملك سوى الاحتجاج بقوة على تعيين ديفيد فريدمان سفيرا لأمريكا في الكيان الصهيوني؛ ليس لأنه معادٍ للكيان، بل لأنه منحاز إلى اليمين بدرجة رهيبة، ما يشكل خطرا على مصالح الدولة. تخيلوا؟!
التخلي عن حل الدولتين هو تجاوز للمنطق الإسرائيلي التقليدي، ونتذكر هنا أن نتنياهو نفسه لم يكن يعترض على هذا الحل، وله مقولة شهيرة منذ التسعينيات تقول: “لتكن الدولة الفلسطينية بشروطنا، وليسموها بعد ذلك إمبراطورية”.
لا تضيف هذه القصة الجديد، ذلك أن سؤال الدولة ليس هو المشكلة، بل سؤال التفاصيل المتعلقة بها، ونحن هنا نتحدث بمنطق من يؤمنون بقرارات الشرعية الدولية التي نرفضها برمتها.
لا قيمة بالطبع لقصة الدولة الواحدة في كلام ترامب، لأنه لا يفهم معناها أصلا، ومؤكد أنهم نبهوه لذلك لاحقا، فالدولة الواحدة تعني تفكيكا للمشروع الصهيوني، أي أن يصبح الجميع (العرب واليهود) مواطنين في دولة واحدة.
قبل أسبوعين كان نتنياهو يتحدث في المجلس الوزاري الإسرائيلي عن “دولة ناقص”، أو “حكم ذاتي زائد”، لكنه كعادته يمارس الفجور، وحين يجد في واشنطن زعيما منحازا على نحو مجنون، فلماذا لا يذهب بعيدا في غطرسته وشروطه؟!
في هذا السياق يواصل عباس التغني بالثوابت التي لم يتخلّ عنها، فيما هو يعلم شروط نتنياهو تمام المعرفة، وهو يطبق نظريته في السلام الاقتصادي واقعا على الأرض، ويعلم أن كيانه لن يتعدى حدود مناطق (ب) بحسب تصنيفات أوسلو، أي أقل من 40 في المئة من مساحة الضفة الغربية دون سيادة ولا قدس ولا عودة لاجئين، لكنه يرضى بذلك، من دون أن يكف عن القول إنه يتمسك بالثوابت، وبوسع نتنياهو أن يسكت عن ذلك، ما دام عباس سيحوّل النزاع إلى نزاع حدودي لا أكثر.
الأسوأ في حقبة ترامب يتعلق بإمكانية الاستجابة للأحلام الصهيونية، عبر السعي لإنجاز الحل عن طريق الأردن، كما صرّح بذلك وزير التعليم الصهيوني بعد لقاء نتنياهو- ترامب، وهو ما ينبغي أن يتصدى له جميع الشرفاء في الأردن وفلسطين، لأنه يصفي القضية الفلسطينية ويهدد الأردن في آن.
ربما هذا هو الجوهر الأهم للحديث عن ترك حل الدولتين بصيغته القديمة، لينضم السكان الفلسطينيون إلى دولة قائمة، وبوسع ترامب أن يؤمّن الضغوط والموافقات العربية اللازمة، ما دام الجميع مشغولا بهذا الحريق الذي ينتشر في المنطقة بجنون إيران، وهوس بعض الأنظمة بمحاربة ما يسمى الإسلام السياسي.
لن يوقف هذه المهزلة سوى تصعيد الشعب الفلسطيني لانتفاضته، وتخلي شرفاء فتح عن روح القبلية الحزبية التي تدفعهم للهتاف لقيادة لا أمل بتغيير مواقفها. هذا هو الخيار الوحيد الذي يقلب الطاولة في وجه المؤامرة القادمة.
الدستور
لو ملك القوم بعض المنطق، كي لا نقول الحياء، لما أعلنوا عن الاجتماع في أقل تقدير، لكن واقع الحال أنهم راضون بما منحهم إياه الاحتلال، فهنا ثمة هياكل دولة تنظم الانتخابات، ولها علم ونشيد ورئيس ورئيس وزراء، ولا ينقصها شيء، سواء اعترف بذلك ترامب ونتنياهو أم لم يعترفا.
صحيح أن رئيسها يحتاج إلى إذن من ضابط (رائد) صهيوني في “بيت إيل” كي يتحرك دخولا وخروجا من تلك الدولة، إلا أن ذلك ليس مهما، فالسيادة مسألة نسبية على كل حال!!
يبدو أن مفاجآت ترامب الجميلة لن تتوقف، والحق أنه يستحق الشكر على صراحته، وعلى وقوفه غير المتردد بجانب الصهاينة، حتى إن دوائر صهيونية في الداخل الإسرائيلي لم تملك سوى الاحتجاج بقوة على تعيين ديفيد فريدمان سفيرا لأمريكا في الكيان الصهيوني؛ ليس لأنه معادٍ للكيان، بل لأنه منحاز إلى اليمين بدرجة رهيبة، ما يشكل خطرا على مصالح الدولة. تخيلوا؟!
التخلي عن حل الدولتين هو تجاوز للمنطق الإسرائيلي التقليدي، ونتذكر هنا أن نتنياهو نفسه لم يكن يعترض على هذا الحل، وله مقولة شهيرة منذ التسعينيات تقول: “لتكن الدولة الفلسطينية بشروطنا، وليسموها بعد ذلك إمبراطورية”.
لا تضيف هذه القصة الجديد، ذلك أن سؤال الدولة ليس هو المشكلة، بل سؤال التفاصيل المتعلقة بها، ونحن هنا نتحدث بمنطق من يؤمنون بقرارات الشرعية الدولية التي نرفضها برمتها.
لا قيمة بالطبع لقصة الدولة الواحدة في كلام ترامب، لأنه لا يفهم معناها أصلا، ومؤكد أنهم نبهوه لذلك لاحقا، فالدولة الواحدة تعني تفكيكا للمشروع الصهيوني، أي أن يصبح الجميع (العرب واليهود) مواطنين في دولة واحدة.
قبل أسبوعين كان نتنياهو يتحدث في المجلس الوزاري الإسرائيلي عن “دولة ناقص”، أو “حكم ذاتي زائد”، لكنه كعادته يمارس الفجور، وحين يجد في واشنطن زعيما منحازا على نحو مجنون، فلماذا لا يذهب بعيدا في غطرسته وشروطه؟!
في هذا السياق يواصل عباس التغني بالثوابت التي لم يتخلّ عنها، فيما هو يعلم شروط نتنياهو تمام المعرفة، وهو يطبق نظريته في السلام الاقتصادي واقعا على الأرض، ويعلم أن كيانه لن يتعدى حدود مناطق (ب) بحسب تصنيفات أوسلو، أي أقل من 40 في المئة من مساحة الضفة الغربية دون سيادة ولا قدس ولا عودة لاجئين، لكنه يرضى بذلك، من دون أن يكف عن القول إنه يتمسك بالثوابت، وبوسع نتنياهو أن يسكت عن ذلك، ما دام عباس سيحوّل النزاع إلى نزاع حدودي لا أكثر.
الأسوأ في حقبة ترامب يتعلق بإمكانية الاستجابة للأحلام الصهيونية، عبر السعي لإنجاز الحل عن طريق الأردن، كما صرّح بذلك وزير التعليم الصهيوني بعد لقاء نتنياهو- ترامب، وهو ما ينبغي أن يتصدى له جميع الشرفاء في الأردن وفلسطين، لأنه يصفي القضية الفلسطينية ويهدد الأردن في آن.
ربما هذا هو الجوهر الأهم للحديث عن ترك حل الدولتين بصيغته القديمة، لينضم السكان الفلسطينيون إلى دولة قائمة، وبوسع ترامب أن يؤمّن الضغوط والموافقات العربية اللازمة، ما دام الجميع مشغولا بهذا الحريق الذي ينتشر في المنطقة بجنون إيران، وهوس بعض الأنظمة بمحاربة ما يسمى الإسلام السياسي.
لن يوقف هذه المهزلة سوى تصعيد الشعب الفلسطيني لانتفاضته، وتخلي شرفاء فتح عن روح القبلية الحزبية التي تدفعهم للهتاف لقيادة لا أمل بتغيير مواقفها. هذا هو الخيار الوحيد الذي يقلب الطاولة في وجه المؤامرة القادمة.
الدستور
مدار الساعة ـ نشر في 2017/02/18 الساعة 01:04