الهروط يكتب: لا نعرفهم الا عند لحظة الشهادة ..زاهر انت الزهر في سنوات العجاف

مدار الساعة ـ نشر في 2018/10/29 الساعة 23:16
كتب : عبدالحافظ الهروط للشهادة اهلها، وللوطنية رجالها، وللفروسية فرسانها،وللمناصب قادتها،وكل هذه المسميات افتقدها "مسؤولون كثر، منذ ترّجل اصحابها ورحلوا. وعند كل ملمّة وفاجعة تصيب الوطن والمواطن يخرج علينا فاسدو الثروة المنهوبة،وهم أكثر قيافة واقل لياقة،يختلقون الحجج والذرائع، وما واحد منهم قال : انا اتحمل المسؤولية وانا اخطأت بحق الاردن والاردنيين،حتى اذا ما قرأوا الفاتحة"تمتمة" على روح الشهيد والفقيد،غادروا من حيث أتوا، وكأن شيئاً لم يكن. مثل هؤلاء،لا يستحقون الاحترام والتقدير،بعدما نزعوا السعادة من نفوس عباد الله، واستبدلوها بضحكة صفراء وكلمة كذب وتصريح عرمرمي اجوف،ولأن هؤلاء ومن سبقوهم في مراحل النهب ،وجعلوها لأنفسهم ومحبيهم و"شلالياتهم"،وتركوا المواطن يهيم على وجهه اما جائعاً او ميّتاً،لا يستحقون ايضاً،ان يكون لهم مقعد بين الناس. في فجيعة البحرالميت،يتبّين خيط الاحياء من خيط الأموات، عندما يطل البطل زاهر العجالين بقامة "النشمي"الذي ينظر الى الحياة والشهادة معاً، ويحمل في قلبه الشجاعة والانسانية والمروءة،وبرتبة يؤكد الجميع بأنها أعلى رتبة وظيفية، يستحق عليها منا جميعاً تأدية التحيّة ، وانه الزهر في سنوات العجاف،ويوم غابت المناصب عن الفاجعة فيلقي فيه المسؤول اللوم على من هو ادنى منه،وأنه "القضاء والقدر" !. نقول هذا،وليس بكثير على الرقيب زاهر،فقد صرفنا سنوات ذهبت هدراً في مجالسنا ومكاتبنا ومناسباتنا ومؤسساتنا الاعلامية والتربوية وغيرها من مؤسسات الوطن ونحن نمدح دولته ومعاليه وعطوفته وسعادته،وجميعهم ومن سكت عنهم،فلم نسعد يوماً بوجودهم،لأنهم اضعفوا الوطن واهلكوا المواطن و"تفرّعنوا" وخرجوا على الناس بزينتهم وما هم بزينة او لهم وقار. نجزم لو ان البطل الشهم زاهر العجالين كان ينتظر جائزة دنيوية او كلمة اشادة او ليقال عنه ما نقول فيه من تمجيد لما قدم ليضع روحه اما الشهادة او البقاء ،فأي تكريم يستحق بعد ان اكرمه الله بانقاذ ارواح كمن احيا بروح واحدة الناس جميعاً،وابقاه الحي الذي لا يموت على قيد الحياة؟ اما الذين ديدنهم عند كل فاجعة، تقديم العزاء بمواكب يطوّقها "الحَشم" ويتبعها "الخَدم" فقد سقطوا من اعين الشعب،لأنهم لم يحفظوا الأمانة ولم يكونوا على قدر المسؤولية في مثل هذه الفواجع والمواجع،وغيرها. حمى الله الاردن وحفظ الذين وضعوا ارواحهم على اكفهم وقد ساروا على درب الشهادة او عاشوا حياتهم وهم مرفوعو الرأس،تاركين اهل الفساد والمكاسب والمناصب دون وجه حق ليوم قادم لا هيبة لهم فيه وترهقهم ذلة،فانتظروا.
  • الاردن
  • مناسبات
مدار الساعة ـ نشر في 2018/10/29 الساعة 23:16