الخميس الأســـــود

مدار الساعة ـ نشر في 2018/10/27 الساعة 22:07
بقلم: معاذ أبو الحسن كانوا فرحين بأنهم سوف يذهبون في رحلة سوياً ينتظرون بفارغ الصبر ويسابقون الزمن، يهمسون في آذان بعضهم خوفا من المعلمة كم بقي لتنطلق رحلتنا إلى البحر الميت ولم يكونوا يعرفوا بأنها الرحلة الأخيرة لهم. لابد أن بعض أهالي الطلبة عارضوا ذهاب أبنائهم إلى الرحلة خوفاً عليه من أي مكروه ولكن رقة قلب الأهل والحرص على مساواة أبنائهم مع كافة الطلاب دفعتهم للموافقة على ذهاب أبنائهم إلى الرحلة ولكن بشروط وتوصيات كانت أبرزها(لا تصعد إلى الشجر, لا تجلس وحدك خليك قريب من صحابك, لا تنزل بالماء) ولكن هذه التوصيات لم تجدي نفعاً أمام ما حصل. لا بد أن جميع الآباء خرجوا ليلة الخميس لجلب مستلزمات الرحلة لأبنائهم (خبز,عصير،جبنه، ماء) وكانت إلام التي استيقظت باكراً حريصة على ألا تنسى حاجات طفلها وتتفقد بدقة وتمعن سندوتشات طفلها وحبات الفواكه وعلبة العصير وعند توديعه تقول له الأم استودعك الله يا ولدي دير بالك على حالك بشوفك المغرب ولم تكن تعرف بأن البحر الميت سيفيق من ميتته ويبتلع طفلها ويكون لقاء الأم بطفلها في المركز الوطني للطب الشرعي. لله درك يا بحر أأتتك الصحوة بعد موت طويل لتبتلع أطفالنا وتموت مرة أخرى أو لم تدر بأن هؤلاء الأطفال لا ينامون إلا في أحضان أمهاتهم أاقتلعتهم من أحضان أمهاتهم لتأخذهم إلى اخفض نقطة بالأرض وأريد أن أخبرك أيها البحر بأنهم الآن طيور مغردة ترقص في الجنة . أطفال بعمر الزهور تتحكم بهم الغريزة الفطرية البيضاء لا يعرفون الحقد ولا أي نوع من أنواع الكراهية, طفل يتم إنقاذه من السيول الجارفة ويتم التقاط صورة له وهو مبتسم أما أن يكون غير مدرك لما دار حوله أو يكون مبتسماً على فقدان أصدقائه و فجاعة المنظر فهنا تتغلب الابتسامة على الحزن. رحلتم أطفالنا وبقيت ذكراكم وبقيت حقائبكم كم هي جميلة حقائبكم لمن تركتموها من سيودعكم وانتم خارجون إلى مدارسكم ومن سيستقبلكم وانتم عائدون منها, بعد غداً ستغدو مقاعدكم في الصف فارغة من سيملئها بعدكم وهل ستعج المدرسة بالضحك والعشوائية بعدكم رحمكم الله أطفالنا والى جنات الخلد أطفالنا.
  • لب
  • الزهور
  • صورة
  • تقبل
مدار الساعة ـ نشر في 2018/10/27 الساعة 22:07