اخلاص يخلف تكتب عن حادثة البحر الميت: لقد اسمعت لو ناديت حيآ

مدار الساعة ـ نشر في 2018/10/26 الساعة 17:14

بقلم د. اخلاص يخلف

إلى متى سنبقى على ذات النهج نبحث عن شماعةٍ نعلق عليها الاخطاء والتقصير والفساد انطلاقا من المثل الشعبي (ان حادت عن راسي بسيطه)..

سجالات ومهاترات وتصريحات رنانة وتحليلات من هنا وهناك .. فذاك يلقي بالائمة على المدرسة وفقآ لما تمخض عنه حديث وزير التربية والتعليم بتغيير مسار الرحلة وعدم ألتزامها بتعليمات السلامه.. وآخر يستهجن خروج الرحلة في هذا الظرف الجوي رغم التحذيرات المسبقة للأرصاد الجوية..

لنقل أن ما جاء ذكره صحيح فمن حقنا أن نسأل هل تنتهي مسؤولية وزارة التربية والتعليم عند الكتب الرسمية التي تم التلويح بها في هذه الفاجعة كصك غفران للتنصل من واجباتها.. أليس أصلُ تلك المهام أن يتم التنسيق بين مانحي تلك الموافقات للرحلات المدرسية والجهات المعنية من بينها الاحوال الجويه ليكونوا على مستوى الأمانة التي وضعت في أعناقهم لحماية جيل بأكمله..

والمسؤولية الأخطر والأعظم هنا تقع على عاتق وزارة الأشغال وهي مكمن الداء والتي لم نسمع منها رغم المصاب الجلل أي تفسير منطقي لما حدث.. وكيف حدث ..وما الأسباب التي دعت إلى انهيار تلك الجسور التي يفترض لخصوصية موقعها وطبيعة المنطقة ان يكون بناؤها استند إلى أسس علمية وبحثية؟؟

إن البحث العلمي يتيم لدينا وأهل العلم والأختصاص مهمشون فجاء الجسر لا يرقى لمستوى سنسلة حاكورة على الرغم من أنه صرف عليها ملايين الدنانير لتحسين وجهةٍ سياحيةٍ عامه تجمع بين المغطس وشواطئ البحر الميت بفنادقه.. ويقام بها مؤتمر دافوس واحتضنت القمة العربية في العام المنصرم الذي تغنينا في حينها بجهوزيتنا الكامله لاستقباله..

وعلى الجانب الأخر فهو طريق رئيس للوصول إلى العقبة تلك المنطقة الاقتصادية التي نسعى لجلب الاستثمارات إليها .. فعن أي مستثمرٍ نتحدث ونناشد وهو يرى أن ابسط قواعد جلب الاستثمار يبدأ بجهوزية البنى التحتية غير آمن..

أسئلةٌ كثيرة تشعرك بالغصةِ والألم لما وصل إليه الحال من استهتار وفساد تفشى ليس فقط بالمال العام بل طال العيال والمتاجرة بأرواحهم.. منظومة متكاملة تجزأت عن بعضها البعض فَغنى كلٌ منهم على ليلاه وما كسبت يداه..

نحن بحاجة إلى أعادة تلك الُلحمة بين مؤسسات الدوله لتكون جهازآ واحدآ له نفس الهدف والرؤية الأسمى وهي الوطن والمواطن.. ولن يتأتى ذلك دون أن نحاسب المُقصر والفاسد أياً كان ومن وراءه فالجرح لا يبرأ أذا بقي ملِيئاً بالصديد...

فهل من مُجيب لنداء الأمهات اللواتي قتلنا بهن الحياة وهن أحياء ؟؟؟

لقد أسمعت لو ناديت حيآ ولكن لا حياة لمن تنادي !!

مدار الساعة ـ نشر في 2018/10/26 الساعة 17:14