لماذا ثارالعرب على الأتراك

مدار الساعة ـ نشر في 2018/10/25 الساعة 14:06
"عدو جدّك ما يودّك" دعونا نستعرض وإياكم بعض الحقائق والوقائع والتواريخ ، ثم نحكم .. عندما ثار العرب على الأتراك كانت الخلافة الإسلامية العثمانية فعلياً قد سقطت منذ سبع سنوات، ووقعت تحت حكم الاتحاديين الطورانيين الأتراك، ففي عام 1908 كان انقلاب الضباط الأتراك الإتحاديين على الخلافة الإسلامية ، وفي عام 1909 تنازل السلطان عبدالحميد الثاني لهم عن الخلافة بالقوة والإكراه . أرادها الأتراك الاتحاديون الطورانيون دولة تركية وليس خلافة إسلامية، حيث برزت سياسة التتريك بقوة (تركشة الإمبراطورية) ، واستهدفوا العرب بالظلم والاضطهاد والعنصرية والاحتقار، فعملوا على محو الإسلام ، وعزل العرب من أي منصب ، ونزعوا أسماء الصحابة عن المساجد لأنهم عرب ، وتم إعتماد اللغة التركية كلغة رسمية في القضاء والإدارة ، وإلغاء اللغة العربية . حاول بعد ذلك بعض الزعماء والضباط العرب اواخر 1909 التوجه للاستانة في تركيا وحل تلك الإشكالات الا انه تم إهانتهم من قبل الضباط الاتحاديين مما قضى على آمال المصالحة بين الاتراك والعرب . إعتبر الأتراك أن لهم الحق وحدهم في تقلد المناصب السياسية والإدارية ، ومنع ذلك على العرب ، وإعتبروا جميع الولايات العربية ، وخيراتها وأرضها وأهلها ممتلكات خاصة بهم ، ولهم حرية التصرف بهم ، وعملوا على مصادرة الأملاك والأراضي والأرزاق لصالحهم . قام العرب بسلسلة من الثورات على الأتراك عام 1910 إحتجاجاً على سياساتهم الظالمة والقمعية ، مثل ثورة الكرك في الاردن ، وثورة جبل العرب في سوريا وغيرها . قام الأتراك بالتنكيل بالعرب ، وإتباع سياسة التجهيل والتخلف حضارياً وأدبياً وثقافياً وصحياً ، والقيام بإعدامات ظالمة وكثيرة ، خاصة للمفكرين والمثقفين والمناضلين العرب ، وكانت الشرارة الأولى بعد الاعدامات الظالمة لعدد كبير من الأحرار العرب على يد الحاكم العسكري التركي لبلاد الشام جمال باشا السفاح عام 1916 . قيام الأتراك بدخول الحرب العالمية الاولى عام 1914 الى جانب ألمانيا ، والعمل على التجنيد الإجباري للشباب العرب ، وارسالهم الى حرب لا ناقة لهم فيها ولا جمل ، وموت الكثير منهم هناك ، وبعد هزيمة المانيا في الحرب خسرت تركيا جميع ولاياتها في آسيا وأوروبا وإفريقيا ، وإنحصر حكمها في تركيا فقط ، وأصبح العالم الإسلامي بأكمله تقريباً محتلاً من قبل القوات الأجنبية ، وهو الأمر الذي لم يحدث من قبل ، لا أثناء الحروب الصليبية، ولا الغزو المغولي . قيام الأتراك بعد يوم واحد من خطاب الشريف الحسين بن علي في مكة المكرمة ، بإطلاق المدفعية على الكعبة المشرفة ، فوقعت أولى القذائف فوق الحجر الأسود ، والثانية تسببت في التهام النار لأستار الكعبة ، وسقطت الثالثة على مقام سيدنا ابراهيم . في عام 1916 قامت الثورة العربية الكبرى ، أي أن الثورة العربية قامت بعد إنتهاء الخلافة الاسلامية بـ 7 سنوات ، وإستبداد الأتراك الإتحاديين الطورانيين بالحكم . ثم ان الثورة العربية الكبرى لم تكن عملاً فردياً انما كانت عملاً جماعياً للقوميين العرب الشرفاء من سوريا ولبنان ومصر والأردن والعراق وفلسطين والحجاز وبقية انحاء العالم العربي . وبعد كل هذا وتلك الأحداث ، فهل يجوز الترحم على الحكم التركي الطوراني المتعصب ( وليس العثماني الإسلامي)، وهل يُلام العرب أن يثوروا من أجل حريتهم ؟. أستغرب كثيراً ممن يرى هذه التواريخ ، ويعرف هذه الحقائق والأحداث والوقائع ، ويكابر ولا يقتنع بالحقيقة ، وصدقت المقولة "عدو جدك ما يودك" .
  • عرب
  • الأتراك
  • إسلامي
  • ضباط
  • إسلام
  • عربية
  • مال
  • الكرك
  • الاردن
  • شباب
  • الأردن
مدار الساعة ـ نشر في 2018/10/25 الساعة 14:06