التدريب على استخدام وسائل التواصل

مدار الساعة ـ نشر في 2018/10/25 الساعة 00:36
وسائل التواصل الاجتماعي من الأمور الطارئة على مجتمعنا، وقد انتشر استعمالها خلال العقد الأخير انتشارا واسعا، حتى صار المستخدمون في بلدنا بالملايين، وهو أمر لا يمكن تجاهله، أو التغاضي عنه، وعن نتائجه. (الفيس بوك) و(تويتر) و(إنستاجرام) و(اليوتيوب) و(الواتس آب) وغيرها من وسائل التواصل التي ظهرت وتظهر تباعا، كانت سببا في سرعة تواصل الناس، وسهولته ورخص ثمنه. أتذكر عندما كنت طالبا في دمشق والقاهرة، كنت أعاني من صعوبة الاتصال وكلفته، لذلك كنت أتصل مع أهلي مكالمة قصيرة كل شهر. أما الآن فمن أي مكان في العالم أتحدث من جوالي مع أهلي وزوجتي كما أشاء، وبلا ثمن، كم هو الفرق كبير بين الحالين! ولا شك أنها نعمة كبرى، علينا شكر الله عليها. وعلى الرغم من الفوائد التي تقدمها هذه الوسائل الحديثة، إلا أنّ فريقا منا لا يحسن استعمالها الاستعمال الصحيح، وبصراحة أكثر، يستعملها استعمالا بشعا أحيانا، وقذرا أحيانا أخرى. وأنا ومن هم قبلي ننتمي إلى جيل فوجئ بهذه الوسائل، فلم يُدرّب على استعمالها، ولم يعرف كيف يمكن أن تستعمل ضدّه في الشر والأذى، ولذلك لم نملك الخبرة الكافية لننقلها إلى أبنائنا، فهم أيضا استعملوا هذه الوسائل بلا خبرة، وهذا أمر ينبغي عدم السكوت عنه، بل لابد من معالجته، كي تتحقق الفائدة، ويبتعد الجيل عن أي مشكلات من الممكن حدوثها لهم عبر تلك الوسائل. ما ينتج عن تلك الوسائل ليس مشكلات بل جرائم، لذلك وجدنا وحدة مكافحة الجرائم الإلكترونية في مديرية الأمن العام، ومن يجلس مع أفرادها سيسمع من القصص ما تشيب له الولدان. ومن القصص الكثيرة التي اطلعتُ عليها، أن أستاذة جامعية كانت تتواصل مع طلابها عبر الفيس بوك، فقام أحد الطلاب الخبثاء بالدخول إلى جهاز الدكتورة وتشغيل كاميرا الجهاز، وصار يراها ويسجل لها الفيديوهات، طبعا الدكتورة ستكون بلباس المنزل الذي ربما يبدي أكثر مما يخفي، فهي في بيتها ولا يراها أحد. وبعد ذلك صار يهددها ويبتزها بالفيديوهات والصور، وقد كلفها ذلك مبلغا طائلا من المال قبل أن تقدم في حقه شكوى رسمية. وشاب آخر يتم تجنيده لصالح الإرهابيين عن طريق شاب انتحل صفة فتاة، وأنشأ معه علاقة عاطفية، وأقنعه بالفكر التكفيري، ومن الحب والعشق، عبر العالم الافتراضي تم غسل دماغ الشاب المسكين وتجنيده، ولولا لطف الله تعالى وانتباه الأهل، لكان أحد المقاتلين في بلد من بلاد الله الواسعة. ومن أطرف القصص أن أحد الدجالين يستخدم مواقع التواصل الاجتماعي لمعرفة أسرار زبائنه، فالحضور عنده بمواعيد، فيأخذ الاسم ويبحث عن الضحية في وسائل التواصل، وعند المقابلة يذكر لها أين ذهبت، وماذا أكلت واشترت، فيظهر للزبائن أن سره باتع، وأن له اتصالا بعالم الجنّ الذي يعمل كجهاز مخابرات واستطلاع عند جنابه الشريف، والدنانير تدفع والحسّابة بتحسب. وأحد المحترمين تم استدراجه من قبل فتاة من بلد شقيق، ووصلت العلاقة بينهما إلى الحد الذي صور نفسه عاريا، ليتبين بعد ذلك أن الفتاة رجل، والغاية هي الابتزاز بالمال أو الفضيحة، ولما كان المحترم لا يجد المال، تم نشر الفيديو الفاضح عبر اليوتيوب، لكنّ أحد الخبراء نصح المحترم أنْ يقدم شكوى لإدارة اليوتيوب ليحذفوا الفيلم الثقافي، وتم الحذف بالفعل. وأخيرا على الجهات المختصة أن تقوم بورش تدريبية على مستوى الوطن لتثقيف الشعب على الطرق المثلى لاستعمال الأجهزة ووسائل التواصل الاجتماعي، وعن أهم المحاذير، وسأكون أول المشاركين إن شاء الله تعالى. الدستور
مدار الساعة ـ نشر في 2018/10/25 الساعة 00:36