ادوات اثارة الفتن والانقسام !!!

مدار الساعة ـ نشر في 2018/10/23 الساعة 13:37
كما نعلم فان خطاب الكراهية هو حديث مشحون بالضغينة والنفور اتجاه مكون او اكثر من مكونات المجتمع، وهو يكرس نظرة استعلائية او اقصائية لهذا المكون الاجتماعي فردي او جماعي، وفي كثير من الاحيان فان خطاب الكراهية يعتمد على التلاعب بالحقائق وتزييفها والتضليل الاعلامي ضد هذه الفئة فهناك كراهية اجتماعية وسياسية ودينية وذلك حسب الزمان والمكان والاسلوب وليس هناك حدود معينة لخطاب الكراهية ولا ضوابط تضبط ايقاعه. وهناك دول كبرى توجه خطاب الكراهية لدول ضعيفة من خلال تضخيم المتناقضات الاجتماعية او السياسية او الدينية تمهيداً لخلق الازمات واثارة الفتن والتعصب القبلي كل ذلك لتدمير الاوطان لغاية في انفسهم، كذلك اثارة معارك جانبية مفتعلة دون ان يكلف مفتعلي ذلك اية تكاليف فهو استثمار قبيح لزرع الفرقة والانقسام وتشجيع العداء بين شرائح المجتمع وبين الشخصيات السياسية والاجتماعية، خاصة ان الوان الطيف الاجتماعي تشكل النسيج الوطني في كل بلد ولا يستجيب لهذا الخطاب الا كل ضعيف وتوفر نزعة العنف لديه والانفصال على قيم التسامح والتجانس والوحدة الوطنية في الوطن الواحد. ومثال على ذلك توجيه خطاب الكراهية من قبل الصهاينة للشرائح الكردية في الشمال العراقي ليزرعوا فيهم مشاعر الظلم وانتقاص الحقوق وعززوا فيهم روح الانفصال عن الوطن الام واوهموهم بانهم سيكونوا افضل حالاً وكان ما كان فهناك تبعيات كثيرة مأساوية. كذلك الامر في حالة الربيع العربي في العديد من الدول العربية فكرسوا قدراتهم الاعلامية والاقتصادية والسياسية وبعدها العسكرية لبث وتعميم وتغذية خطاب الكراهية ونزعة الانقسام فاستغلها الكثيرون واضطربت الاوضاع الامنية وارتكبت الجرائم ولعبت وسائل التواصل الاجتماعي دوراً كبيراً في ترويج ابجديات خطاب الكراهية وتصعيد الاحتجاجات ، والكل يكتب حسب هواه من خلف الستار مما يؤدي الى فوضى اعلامية عارمة انها حرب ناعمة لا تقل خطراً عن الحروب الصلبة (العسكرية). وها نحن نشاهد الكثير من الشخصيات الاعلامية والسياسية ممن كانوا ملاحقين امنياً لقضايا فساد واخلاقية نجدهم قد امتهنوا هذه المهنة خارج البلاد وفي دول متعددة، وكأنهم متفقين على مبدأ واحد تضليل الحقائق وتزويرها وتعزيز التفرقة واثارة الفتنة وهذا يخدم مصالح دول تسعى لنقل ازماتها الى الوطن، ويخدم شخصيات سياسية متصارعة ومتناقضة مع شخصيات سياسية اخرى ليكون المكون من هذا الصراع اثارة بلبلة وفتنة ، وتصعيد مجتمعي مبني على تشويه الحقائق والتلاعب بالصور وتحريف الاحداث والعشعشة داخل الرأس يوماً بعد يوم بحيث يصبح خطاب الكراهية المتسلسل كتاباً في عقله مبنية صفحاته على معلومات مغلوطة تهدد امن واستقرار الوطن. فهم متابعون للاحداث والازمات التي تعصف بالوطن وهم ممتهنون لحرفة الاستثمار التخريبي في وطنهم لذلك لا يتناولون اي شأن في اي دولة اخرى لانها ستطال منهم كما طالت بعض الدول من الشخصيات المعارضة اليها.
لكن سياسة الاهمال والذلة المتبعة مع هؤلاء المحرضين هي سياسة تقتلهم وجدانيا ًونفسياً وهذا ما اصبح يظهر عليهم من افلاس اعلامي وافلاس في المعلومات التي يستقصونها من عملاء رخيصين.
حمى الله هذا الوطن امنه واستقراره في ظل قيادته الهاشمية الحكيمة. hashemmajali_56@yahoo.com
مدار الساعة ـ نشر في 2018/10/23 الساعة 13:37