حلف ناتو جديد بين العرب وإسرائيل.. هذه الدول التي ستنضم إليه وهؤلاء هم خصومه
مدار الساعة - قال عددٌ من المسؤولين في منطقة الشرق الأوسط، إنَّ إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب تُجري مباحثاتٍ مع الحلفاء العرب حول تشكيل تحالفٍ عسكري، من شأنه أن يتبادل المعلومات الاستخباراتية مع إسرائيل للمساعدة في مواجهة خصمهما المشترك، إيران.
وقال خمسة مسؤولين من بلدانٍ عربية، تشارك في النقاشات، إنَّ التحالف من شأنه أن يضم دولاً كالمملكة العربية السعودية، والإمارات العربية المتحدة. وقد تنضم كذلك دولٌ عربية أخرى إلى التحالف، وفق تقرير نشرته صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية، الأربعاء 15 فبراير/شباط 2017.
وبالنسبة للدول العربية المُشارِكة، قال المسؤولون إنَّ التحالف من شأنه أن يحتوي على آلية دفاع مشترك على غِرار حلف الناتو، سيُعتَبر بموجبها أي هجومٍ على أحد الأعضاء بمثابة هجومٍ على الجميع، وإن كانت التفاصيل لا تزال قيد الدراسة.
دعم أميركي أكبر
وقال المسؤولون إنَّ الولايات المتحدة ستقدِّم دعماً عسكرياً واستخباراتياً للتحالف، يفوق ذلك النوع من الدعم المحدود الذي قدَّمته للتحالف الذي تقوده السعودية، ويحارب المتمرِّدين المدعومين الحوثيين من إيران في اليمن. لكنَّ أياً من الولايات المتحدة أو إسرائيل لن تكونا جزءاً من اتفاقية الدفاع المشترك.
وقال دبلوماسي عربي: "كانوا يسألون البعثات الدبلوماسية في واشنطن إذا ما كُنَّا سنرغب في الانضمام لهذه القوة التي تشارك فيها إسرائيل. التي سيكون دورها على الأرجح مُتمثِّلاً في تبادل المعلومات الاستخباراتية، وليس التدريب أو توفير جنودٍ على الأرض. سيُقدِّمون المعلومات الاستخباراتية والأهداف. هذا هو ما يجيده الإسرائيليون".
وقال مسؤولون في إدارة ترامب إنَّهم يرغبون في إعادة إحياء التحالفات الأميركية في المنطقة واتِّخاذ خطواتٍ جديدة لكبح النفوذ الإقليمي الذي تتمتَّع به إيران، ومع ذلك لم يستجيبوا لطلبات التعليق على الخطة. ولم يستجب مُتحدِّثٌ باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي كذلك لطلب الإدلاء بتعليق.
لكن خلال مؤتمرٍ صحفي الأربعاء 15 فبراير/شباط 2017 مع الرئيس ترامب، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو: "أعتقد أنَّ الفرصة الكبيرة من أجل التوصُّل للسلام تنبع من نهجٍ إقليمي يقوم على إشراك شركائنا العرب الجُدُد"، حسب تعبيره.
وأعقبه ترامب بالقول: "إنَّه شيءٌ مختلف للغاية، لم يُناقَش من قبل. وهو في الواقع اتفاقٌ أكبر بكثير، اتفاقٌ أكثر أهميةً بالنظر للوضع الحالي. سيشمل الكثير والكثير من الدول، وسيُغطّي منطقةً شاسعة".
وليس واضحاً مدى التقدُّم الذي أحرزته المحادثات حول التحالف. وحالياً، ليس لدى الدول العربية المشاركة في المحادثات اتفاقيات دفاعٍ مشترك فيما بينها.
أكبر العراقيل
وقال مسؤولون إنَّ السعودية والإمارات تطرحان مطالبهما الخاصة في مقابل التعاون مع إسرائيل. وأضاف المسؤولون أنَّ هاتين الدولتين تريدان من الولايات المتحدة إلغاء التشريعاتٍ التي أقرت في عام 2016، التي قد تؤدي إلى مقاضاة حكومتيهما أمام المحاكم الأميركية من جانب عائلات ضحايا هجمات الحادي عشر من سبتمبر/أيلول (قانون جاستا).
وقد أخبر مسؤولون في إدارة ترامب الحلفاء الخليجيين بأن إدارة ترامب ستضغط على الكونغرس من أجل تعديل التشريع، وذلك على الرغم من أنَّه أُقِرَّ العام الماضي بأغلبيةٍ ساحقة قد تجعل تعديله أمراً صعباً.
وأبدى بعض أعضاء مجلس النواب الأميركي ندمهم على دعم ذلك التشريع، بسبب المخاوف من أن يسمح للأجانب بدورهم بمقاضاة الحكومة الأميركية في حالاتٍ أخرى، وأعلنوا عن خططٍ لتعديله.
جيش عربي
وقال المسؤولون الشرق أوسطيون، إنَّ الدبلوماسيين العرب في واشنطن عقدوا محادثاتٍ حول مشروع التحالف مع جيمس ماتيس، وزير الدفاع، ومايكل فلين، الذي كان يشغل منصب مستشار ترامب للأمن القومي حتى استقالته الإثنين 13 فبراير/شباط. وقال الدبلوماسيون، الذين تحدَّثوا قبل استقالة فلين، إنَّ المشروع سيُناقَش خلال زيارة ماتيس إلى المنطقة هذا الشهر.
وكان فلين قد طرح فكرةً شبيهة خلال شهادةٍ أمام الكونغرس يونيو/حزيران 2015، بعد فترةٍ قصيرة من مغادرته لمنصبه كمديرٍ لوكالة الاستخبارات الدفاعية. وقد حثَّ الحكومة الأميركية على إنشاء ودعم "هيكلٍ وإطارٍ عربي شبيهٍ بحلف الناتو" لمواجهة إيران والتنظيمات المُتطرِّفة مثل تنظيم (داعش). وأضاف: "أنشِئوا جيشاً عربياً قادراً على تأمين مسؤولياتكم (أي العرب) الإقليمية".
المصدر: هافينتغتون بوست عربي