العودة إلى الشام
مدار الساعة ـ نشر في 2018/10/21 الساعة 00:11
ما أن تذكر الشام حتى تنبعث في الذاكرة رائحة الياسمين ومذاق القهوة وصوت فيروز وهي تغني لبردى والأمويين وبستان هشام. كل ذلك قبل أن تنفجر أحداث الثورة الشعبية والقتال الذي دمر المدن وقتل الابرياء وأتى على الصورة الرومنسية للشام وبيوتها وقهوتها ونسائها وروحها العذبة.
إعادة فتح الحدود مع سورية الاسبوع الماضي لم يكن حدثا عاديا فقد كان مناسبة احتفل بها الأردنيون والسوريون على حد سواء. الناس على طرفي الحدود يتطلعون إلى إقليم يسوده الأمن ويتمتع بالاستقرار فقد سئموا استمرار أعمال القتل والتدمير وما نجم عنهما من لجوء وتشرد.
الكثير ممن تابعوا الأوضاع في سورية اعتبروا الخطوة تعبيرا عن تراجع أعمال العنف والميل للاستقرار في البلد العربي المجاور ومؤشرا على احتمال تبدل الأحوال التي سادت لأكثر من ست سنوات. في افتتاح الحدود رسالة تنبئ بعودة الحياة الى طبيعتها وإيذانا لمئات آلاف اللاجئين بالعودة الى بلادهم.
الأيام الأولى لفتح الحدود شهدت حركة متوسطة للركاب والبضائع باتجاه البلدين مع زيادة ملحوظة لأعداد المغادرين على القادمين. البعض رأى في ارتفاع أعداد الاردنيين الذاهبين الى سورية تعبيرا عن سوء الأوضاع الاقتصادية في الأردن في حين اعتبر البعض ذلك أمرا طبيعيا فهناك الآلاف من الأردنيين ممن اعتادوا على زيارة سورية والإقامة فيها وهناك عشرات الآلاف ممن يرتبطون بمصالح تجارية وعلاقات عائلية إضافة إلى العديد ممن توقفت أعمالهم ومصالحهم بعد إغلاق الحدود وظلوا ينتظرون لحظة فتح الحدود بفارغ الصبر.
في الرمثا والمفرق واربد كما في دمشق ودرعا وعلى صفحات وسائل التواصل الاجتماعي يمكن أن تلمس آثار فتح الحدود. بالإضافة إلى تعليقات المغردين والناشرين حول فرق الأسعار بين سورية والاردن وتعبير البعض عن استغرابهم ودهشتهم من قدرة الجارة سورية على الحفاظ على أسعار منخفضة للبنزين ومشتقات البترول بالرغم من الظروف التي مرت بها وكيف أن المنتجات الزراعية والسلع ما تزال تباع بأقل من نصف السعر الذي يدفعه الأردنيون للسلع في بلدهم.
في الوقت الذي يرى غالبية الناس ان في فتح الحدود بارقة امل لتحسن الاوضاع واحياء علاقات التعاون والتنسيق وتحسين لفرص التجارة البينية والعالمية وخفض اسعار المستوردات، يحرص البعض على عقد الكثير من المقارنات الانتقائية التي تفتقر للكثير من القواعد والشروط الموضوعية متناسين الفرق الكبير في الموارد المائية والطاقة والمناخ وغيرها من العوامل التي تفسر حجم الانتاج والاسعار والوفرة.
الترحيب الشعبي باعادة فتح الحدود مع سورية مرتبط بعوامل عديدة ليس اقلها رغبة الاردنيين في الحصول على سلع وخدمات باسعار اقل والشعور بحرية التنقل وعبور الحدود باقل قدر من التعقيدات والشروط وتوفر الفرص امام الشعبين للتزاور وجمع الشمل وادامة الصلات.
العلاقة الاردنية السورية الفلسطينية اللبنانية علاقة عضوية فهناك تشابه كبير في العادات والتقاليد والمفردات والتجربة الحياتية والمكنونات الوجدانية. الانتقال والهجرات وحرية التنقل في القرن الماضي جعلت الكثير من العائلات تتوزع بين الاقطار الاربعة التي كانت تشكل سورية الطبيعية فالافراد لا يشعرون بالغربة او الاختلاف بين الموطن والمقصد.
مئات الالاف من الاشقاء السوريين على ارض الاردن لا يشعرون بالغربة ويتنقلون بين المدن والقرى الاردنية كما يفعل الاردنيون كذلك الزائر الاردني لسورية فالجميع يملك القدرة على التفاعل والتكيف والاندماج في المجتمعات المحلية في الاقطار التي يقيمون فيها. الغد
إعادة فتح الحدود مع سورية الاسبوع الماضي لم يكن حدثا عاديا فقد كان مناسبة احتفل بها الأردنيون والسوريون على حد سواء. الناس على طرفي الحدود يتطلعون إلى إقليم يسوده الأمن ويتمتع بالاستقرار فقد سئموا استمرار أعمال القتل والتدمير وما نجم عنهما من لجوء وتشرد.
الكثير ممن تابعوا الأوضاع في سورية اعتبروا الخطوة تعبيرا عن تراجع أعمال العنف والميل للاستقرار في البلد العربي المجاور ومؤشرا على احتمال تبدل الأحوال التي سادت لأكثر من ست سنوات. في افتتاح الحدود رسالة تنبئ بعودة الحياة الى طبيعتها وإيذانا لمئات آلاف اللاجئين بالعودة الى بلادهم.
الأيام الأولى لفتح الحدود شهدت حركة متوسطة للركاب والبضائع باتجاه البلدين مع زيادة ملحوظة لأعداد المغادرين على القادمين. البعض رأى في ارتفاع أعداد الاردنيين الذاهبين الى سورية تعبيرا عن سوء الأوضاع الاقتصادية في الأردن في حين اعتبر البعض ذلك أمرا طبيعيا فهناك الآلاف من الأردنيين ممن اعتادوا على زيارة سورية والإقامة فيها وهناك عشرات الآلاف ممن يرتبطون بمصالح تجارية وعلاقات عائلية إضافة إلى العديد ممن توقفت أعمالهم ومصالحهم بعد إغلاق الحدود وظلوا ينتظرون لحظة فتح الحدود بفارغ الصبر.
في الرمثا والمفرق واربد كما في دمشق ودرعا وعلى صفحات وسائل التواصل الاجتماعي يمكن أن تلمس آثار فتح الحدود. بالإضافة إلى تعليقات المغردين والناشرين حول فرق الأسعار بين سورية والاردن وتعبير البعض عن استغرابهم ودهشتهم من قدرة الجارة سورية على الحفاظ على أسعار منخفضة للبنزين ومشتقات البترول بالرغم من الظروف التي مرت بها وكيف أن المنتجات الزراعية والسلع ما تزال تباع بأقل من نصف السعر الذي يدفعه الأردنيون للسلع في بلدهم.
في الوقت الذي يرى غالبية الناس ان في فتح الحدود بارقة امل لتحسن الاوضاع واحياء علاقات التعاون والتنسيق وتحسين لفرص التجارة البينية والعالمية وخفض اسعار المستوردات، يحرص البعض على عقد الكثير من المقارنات الانتقائية التي تفتقر للكثير من القواعد والشروط الموضوعية متناسين الفرق الكبير في الموارد المائية والطاقة والمناخ وغيرها من العوامل التي تفسر حجم الانتاج والاسعار والوفرة.
الترحيب الشعبي باعادة فتح الحدود مع سورية مرتبط بعوامل عديدة ليس اقلها رغبة الاردنيين في الحصول على سلع وخدمات باسعار اقل والشعور بحرية التنقل وعبور الحدود باقل قدر من التعقيدات والشروط وتوفر الفرص امام الشعبين للتزاور وجمع الشمل وادامة الصلات.
العلاقة الاردنية السورية الفلسطينية اللبنانية علاقة عضوية فهناك تشابه كبير في العادات والتقاليد والمفردات والتجربة الحياتية والمكنونات الوجدانية. الانتقال والهجرات وحرية التنقل في القرن الماضي جعلت الكثير من العائلات تتوزع بين الاقطار الاربعة التي كانت تشكل سورية الطبيعية فالافراد لا يشعرون بالغربة او الاختلاف بين الموطن والمقصد.
مئات الالاف من الاشقاء السوريين على ارض الاردن لا يشعرون بالغربة ويتنقلون بين المدن والقرى الاردنية كما يفعل الاردنيون كذلك الزائر الاردني لسورية فالجميع يملك القدرة على التفاعل والتكيف والاندماج في المجتمعات المحلية في الاقطار التي يقيمون فيها. الغد
مدار الساعة ـ نشر في 2018/10/21 الساعة 00:11