عاطف الطراونة .. من لسانه يدان

مدار الساعة ـ نشر في 2018/10/20 الساعة 15:36
مدار الساعة - كتب : محرر الشؤون المحلية - يبدو أن رئيس مجلس النواب المهندس عاطف الطراونة قد استهواه الظهور على شاشات التلفزة ظناً منه ان مثل هذه اللقاءات التي لا تغني ولا تسمن من جوع ولا يلقي لها المواطن بالاً، ستجعل له مشاهدين، أو آذاناً صاغية. المواطن الاردني، لم يعد يسمع كلاماً استهلاكياً او يمضي وقته لينتظر وعوداً ليس لها وجود على ارض الواقع او مستقبل، وليس هو المواطن الساذج الذي تنهال عليه الارشادات والمواعظ، او تخيفه التهديدات باسم "اغتيال الشخصية". هذا الشعار يعمل على تسويقه المسؤولون ليتهموا به بالمواطن وانه وراء هذا "الاغتيال"، وهو ما دفع المسؤولين في الدولة لسن "قانون الجرائم الالكترونية" لتكميم افواه الناس. ما يثير الاستغراب ان المسؤولين على اختلاف مواقعهم وتسمياتهم ما يزالون سادرين في احاديثهم وتصريحاتهم وتغريداتهم ويتعامون عن حقيقة "عدم ثقة المواطن بهم" حتى بات فقدان الثقة يؤرق المسؤول، وان خدع نفسه بغير هذه الحقيقة. في مقابلة اجراها التلفزيون الاردني، برنامج (ستون دقيقة) مع رئيس مجلس النواب، أدان الطراونة نفسه بلسانه، عندما يرى "ان هناك اعتقاداً من المواطن بأن موظفي الدولة غير قادرين على اداء مهامهم ولعدم رؤية المواطن افعال جدية". هل سأل الطراونة نفسه مدى رضا المواطن عن المجلس الذي يرأسه، وحتى المجالس النيابية السابقة، وكان الطراونة نائباً فيها؟! والسؤال الآخر : اذا كان المواطن غير راض عن موظفي الدولة لعدم تقديم الخدمة المطلوبة، فإن الطراونة كرئيس لمجلس النواب ومعه اعضاء المجلس يدين نفسه حيث ان الموظفين يعملون تحت مظلة الحكومة التي يرأسها رئيس الوزراء، وهو مع الوزراء مسؤولون عن تراجع الخدمة، فلماذا منح مجلس النواب العتيد ومعه المجالس السابقة الثقة لهذه الحكومة وما سبقها من حكومات؟ اما محاربة الفساد الاداري والمالي، فهذه مسؤولية الحكومة ومجلس النواب بحكم السلطة التنفيذية والسلطة التشريعية، في حين يصرخ المواطن ليلاً ونهاراً بأن يلمس محاربة فعلية لهذه الآفة التي اضرت به وبالوطن، وليس الاكتفاء بـ "اثبات الوثائق" وانها "عند القضاء" مع ان المواطن يدعو الى "منع الفساد قبل وقوعه"، فهل تقنع الحكومة ومجلس النواب، المواطنين بجديتهما بجلب حالة فساد واحدة للذين أفسدوا وغادروا؟! اما قول الطراونة "وهناك تغذية سلبية تملأ عقول الشباب باليأس والاحباط ويجب ان لا نستسلم للإحباط واليأس" فإن السؤال الذي يفرض حضوره: من يغذّي هذه السلبية، او تسبب بها؟!، اذ البطالة في ارتفاع، والعدالة غائبة في التعيينات وتولي المناصب والمواقع القيادية، وتهميش دور الشباب في المشاركة في التنمية، والفجوات في الرواتب بين من يعّين في وظيفة حكومية وآخر في هيئة مستقلة او يعمل مستشاراً. وعندما يقول رئيس مجلس النواب "يجب ان لا نستسلم للاحباط واليأس" ليقول الطراونة للشباب ..كيف؟ ذلك ان الاحباط واليأس لا يمكن نزعهما من نفوس الشباب بالكلام العابر، ماذا عند "سعادته" من حلول فعلية؟! حديث الطراونة عن الشباب، شأنه شأن ما فاض به رئيس الوزراء الاسبق سمير الرفاعي، وهو الذي لا يعرف عن الشباب الاردني سوى لقاءاته في "مواقع مكيفة" وبمفردات لغوية انشائية بعيدة كل البعد عن الميدان. وفي هذا الجانب "الشبابي" يستذكر شباب الوطن ما اتى به الوزير ورئيس الديوان الاسبق باسم عوض الله بمسمى "شباب كلنا الاردن" والذي تجاوز به مظلة وزارة الشباب او المجلس الاعلى للشباب سابقاً، حتى خيّل للمواطن بأن الشباب الاردني مجّزأ، فلا نجحت برامجه رغم كل الدعم المالي، ولا جذب الشرائح التي تستدعي الرعاية والوصول الى المناطق النائية،الا القليل القليل من أبنائها. الشباب حالهم حال المواطنين الكادحين، هم في واد، والمسؤولون على قمة جبل يتربعون وينعمون بالهواء العليل الطلق، فأي اهتمام بالشباب وأي رعاية شبابية، اذا كانت الحكومة الحاصلة على الثقة تأتي بوزير للشباب وتقصيه في غضون 100 يوم او يزيد قليلاً؟!
مدار الساعة ـ نشر في 2018/10/20 الساعة 15:36