قد انتهت حقبة أوسلو!
مدار الساعة ـ نشر في 2017/02/16 الساعة 10:36
سيف الله حسين الرواشدة
يبدو أن حقبة أوسلو وحل الدولتين، بمراحله من غزة وأريحا، الى خارطة مناطق الألف الباء والجيم، وحلم الدولة ذات السيادة في حدود 1967، والأصح أن نقول إن هذه الحقبة انتهت ساعة اغتيال رابين على يد طالب لإحدى المدارس الدينية اليهودية، في هذه اللحظة بالذات انتهت اسرائيل أوسلو ومن وقعنا معها نحن في الأردن وادي عربة.
وقع الأردن وادي عربة وقبله الفلسطينيون، وقبلهم المصريين معاهدات سلام مع اسرائيل الدولة العلمانية، التي تمنع طلاب المعاهد الدينية من دخول جيشها، واليوم في عهد نتنياهو اسرائيل هي دولة يهودية، وتشترط اعتراف العالم بهذا لتكمل مسيرة السلام مع جيش بلغ عدد المحسوبين على التيار والمعاهد الدينية يتجاوز 70 % من أفراده، مما حول عقيدة هذا الجيش من الدفاع عن دولة الكيان، إلى عقيدة دينية ترى في قتلنا وحربنا تقربًا من الله وعبادة.
من قرأ كتاب نتنياهو ( مكان تحت الشمس ) سيلاحظ هوس الرجل بالأمن ونظرياته المستندة على عدم الثقة بالجانب العربي واتهامه المبطن والمعلن لنا برغبتنا بقتل كل اليهود على وجه البسيطة، وكرهنا المطلق للغرب وكل ما يمثله، وأن اسرائيل الحمل الوديع في بحر من الكره والتخلف العربي، وقدرته على خلط الأوراق، وتقديم مبررات بهلوانية لأحداث التاريخ، وأنه يرى الدولة الفلسطينية على الأرض الأردنية حلًا طبيعيًا يفرضه المنطق والأحوال، وأن الضفة الغربية تحت السيطرة الاسرائيلية ضرورة أمنية لبقاء اسرائيل، بالذات منطقة الأغوار التي تشكل حوالي 30 % من مساحة الضفة، ناهيك عن دعمه لمشاريع الاستيطان -التي تحتل من الضفة مع أقواسها الأمنية حوالي 30 % أيضًا- وتهويد القدس.
نتنياهو اليوم من واشنطن وضع شرط الاعتراف بالدولة الدينية ضرورة للاستمرار في عملية السلام، ونزع من أول رئيس من الحزب الجمهوري الأمريكي يتعامل معه، تراجعًا عن ثوابت السياسية الأمريكية في الشرق الأوسط -منذ كلينتون- فقد قدم ترامب اليوم حيادًا مقلقلًا بين حل الدولة أو الدولتين ما دام توافق الأطراف حاصل، مع تراجعه عن نقل السفارة الى القدس ولو مؤقتًا وانتقاده الخجل لتوسع الاستيطان في الضفة الغربية.
لابد لنا اليوم من الوقوف خلف الهوية الوطنية الفلسطينية والحفاظ عليها في الداخل الفلسطيني والعالم؛ فهي خط دفاعنا الأول عن وجودنا، وأن نقف خلف الدولة الأردنية ومؤسساتها وهويتها الوطنية وتاريخها الطويل، ونقطع الألسنة التي توسوس بالدولة الوظيفية وشعب الصدفة، ونذكرهم بتاريخنا من الأنباط و مؤاب وعمون وربتها، والديكابوليس والأيوبيين والممالك على أرضنا، وثورات الكرك ومعان والشوبك، وما لا يتسع له المقام من أوراقنا البيضاء في أسفار أخبار البلاد والعباد.
ولا محيد لنا من أن نجهز استراتيجياتنا اليوم لما بعد أوسلو، اقتصاديا وسياسيًا ومجتمعيًا، وأن نجد الطرق لمد يد المساعد لأهلنا بالضفة بعدما جردت السلطة هناك من أدواتها وثقة الناس بها، وأن نوظف أهلنا في الداخل الاسرائيلي لمصالحنا المشتركة ونقل صورة واضحة عما يجري في الداخل هناك، قد نتمكن من استغلال فرص سانحة لمقاومة محاولة إجهاض الدولة الفلسطينية، وأن نحصن الداخل الأردني من أي موجات ضغوطات اقتصادية، أو محاولات لاستغلال تنوع التركبية المجتمعية، وقدرة الدبلوماسة الأردنية على مواجهة حكومة نتنياهو، والأهم من كل هذا لا محيد لنا من فهم تغير ملامح الدور الأمريكي مع كوشنر وتوليه لملف المنطقة وأسئلة مشروعة حول السلطة التي يمتلكها صهر ترامب، وقدرته على الضغط نحو تطبيق أي قرار.
يبدو أن حقبة أوسلو وحل الدولتين، بمراحله من غزة وأريحا، الى خارطة مناطق الألف الباء والجيم، وحلم الدولة ذات السيادة في حدود 1967، والأصح أن نقول إن هذه الحقبة انتهت ساعة اغتيال رابين على يد طالب لإحدى المدارس الدينية اليهودية، في هذه اللحظة بالذات انتهت اسرائيل أوسلو ومن وقعنا معها نحن في الأردن وادي عربة.
وقع الأردن وادي عربة وقبله الفلسطينيون، وقبلهم المصريين معاهدات سلام مع اسرائيل الدولة العلمانية، التي تمنع طلاب المعاهد الدينية من دخول جيشها، واليوم في عهد نتنياهو اسرائيل هي دولة يهودية، وتشترط اعتراف العالم بهذا لتكمل مسيرة السلام مع جيش بلغ عدد المحسوبين على التيار والمعاهد الدينية يتجاوز 70 % من أفراده، مما حول عقيدة هذا الجيش من الدفاع عن دولة الكيان، إلى عقيدة دينية ترى في قتلنا وحربنا تقربًا من الله وعبادة.
من قرأ كتاب نتنياهو ( مكان تحت الشمس ) سيلاحظ هوس الرجل بالأمن ونظرياته المستندة على عدم الثقة بالجانب العربي واتهامه المبطن والمعلن لنا برغبتنا بقتل كل اليهود على وجه البسيطة، وكرهنا المطلق للغرب وكل ما يمثله، وأن اسرائيل الحمل الوديع في بحر من الكره والتخلف العربي، وقدرته على خلط الأوراق، وتقديم مبررات بهلوانية لأحداث التاريخ، وأنه يرى الدولة الفلسطينية على الأرض الأردنية حلًا طبيعيًا يفرضه المنطق والأحوال، وأن الضفة الغربية تحت السيطرة الاسرائيلية ضرورة أمنية لبقاء اسرائيل، بالذات منطقة الأغوار التي تشكل حوالي 30 % من مساحة الضفة، ناهيك عن دعمه لمشاريع الاستيطان -التي تحتل من الضفة مع أقواسها الأمنية حوالي 30 % أيضًا- وتهويد القدس.
نتنياهو اليوم من واشنطن وضع شرط الاعتراف بالدولة الدينية ضرورة للاستمرار في عملية السلام، ونزع من أول رئيس من الحزب الجمهوري الأمريكي يتعامل معه، تراجعًا عن ثوابت السياسية الأمريكية في الشرق الأوسط -منذ كلينتون- فقد قدم ترامب اليوم حيادًا مقلقلًا بين حل الدولة أو الدولتين ما دام توافق الأطراف حاصل، مع تراجعه عن نقل السفارة الى القدس ولو مؤقتًا وانتقاده الخجل لتوسع الاستيطان في الضفة الغربية.
لابد لنا اليوم من الوقوف خلف الهوية الوطنية الفلسطينية والحفاظ عليها في الداخل الفلسطيني والعالم؛ فهي خط دفاعنا الأول عن وجودنا، وأن نقف خلف الدولة الأردنية ومؤسساتها وهويتها الوطنية وتاريخها الطويل، ونقطع الألسنة التي توسوس بالدولة الوظيفية وشعب الصدفة، ونذكرهم بتاريخنا من الأنباط و مؤاب وعمون وربتها، والديكابوليس والأيوبيين والممالك على أرضنا، وثورات الكرك ومعان والشوبك، وما لا يتسع له المقام من أوراقنا البيضاء في أسفار أخبار البلاد والعباد.
ولا محيد لنا من أن نجهز استراتيجياتنا اليوم لما بعد أوسلو، اقتصاديا وسياسيًا ومجتمعيًا، وأن نجد الطرق لمد يد المساعد لأهلنا بالضفة بعدما جردت السلطة هناك من أدواتها وثقة الناس بها، وأن نوظف أهلنا في الداخل الاسرائيلي لمصالحنا المشتركة ونقل صورة واضحة عما يجري في الداخل هناك، قد نتمكن من استغلال فرص سانحة لمقاومة محاولة إجهاض الدولة الفلسطينية، وأن نحصن الداخل الأردني من أي موجات ضغوطات اقتصادية، أو محاولات لاستغلال تنوع التركبية المجتمعية، وقدرة الدبلوماسة الأردنية على مواجهة حكومة نتنياهو، والأهم من كل هذا لا محيد لنا من فهم تغير ملامح الدور الأمريكي مع كوشنر وتوليه لملف المنطقة وأسئلة مشروعة حول السلطة التي يمتلكها صهر ترامب، وقدرته على الضغط نحو تطبيق أي قرار.
مدار الساعة ـ نشر في 2017/02/16 الساعة 10:36