مراهقة زهران وهلوسة كوهين .. يا شايف الزول يا خايب الرجا

مدار الساعة ـ نشر في 2018/10/16 الساعة 18:11
مدار الساعة - كتب: محرر الشؤون السياسية - المراهقة الصبيانية التي ارهق بها مضر زهران نفسه وجعلته منبوذا من قبل الشرق والغرب، تقابلها هلوسة الاسرائيلي ايدي كوهين، اذ يصدق فيهما المثل العربي "يا شايف الزول يا خايب الرجا". كوهين له رأيه كما يشاء ويحلو، فعندما يصف هذا الصبي الشقي، مضر، بـ "الزعيم الاردني" ذلك لأن النذالة والسفالة والخسة هي العلاقة التي تربطهما منذ لحظة التعارف و"التلاقح" بينهما، وبتعبير أدق، تلك العلاقة "المثلية" التي التقيا عليها، وليس حباً بالسلام الذي تدعو له الدول المحبة لفض النزاعات واعادة الحقوق المغتصبة لأصحابها الشرعيين وعلى رأسها القضية الفلسطينية. وهذه "الهرطقة الكوهينية" حيث يقول هذا المخبول "ولكنني احترم انه – أي زهران- يريد مصلحة الشعب الاردني والفلسطيني والاسرائيلي، ايضاً لم اكن اعرف سابقاً بأنه له خلفية عسكرية" إنما هي هرطقة الضحك على هذا الصبي مثلما يضحك مراهق على مراهق لتبادل المنافع التي يعرفها الجميع، ولتظل، وخصوصاً ان اسرائيل تشجع على مثل هذه العلاقات، ثنائية كانت او بشكل جمعي. لا ندري كيف يسوق كوهين الكذب وهو يصف نظيره زهران بأن الاخير" يريد مصلحة الشعب الفلسطيني والاردني والاسرائيلي"، وكأن هناك مصلحة وحباً للشعبين الاردني والفلسطيني، لشعب العدو، مع ان السلام بين بلدان هذه الشعوب، لم يصنع مصلحة مع شعب، حيث ما يزال الشعب الاسرائيلي كسيحاً، لفرض ارادته على مسؤوليه في الكيان الصهيوني القائم على الاحتلال والقتل والتشريد وكل من يخالف عقيدة هذا الكيان، حتى تحدث المصلحة. ولا ندري ايضاً، اذا ما كان زهران نُصّب زعيماً على الاردن وفلسطين، ليشير له كوهين بالبنان والبيان! ويسعى لأن تكون علاقة الشعوب بهذه الوقاحة والاستخفاف. اما وصف كوهين لمعشوقه بأن "خلفيته عسكرية" فهو ادرى بها، من حيث انها "خلفية نظيفة" واينما دارت او دار العاشقان للتبادل، ولكن ان تكون خلفية عسكرية، فكل المعلومات عن مسيرة هذا الصبي تقول انه لم يسمع اردني او فلسطيني واحد بالمعارك التي خاضها زهران، او حتى على مستوى اطفاء "حريقة" واحدة، شّبت جوار بيته، قبل ان يتخذ المهجر بيتاً يتلطّى فيه ليواري سوأته وعورته. نعم، عندما يرتمي مضر زهران في احضان اعداء الأمة ويتخذ الاردن وفلسطين عدواً له، فلا غرابة ان يصفه كوهين بكل صفات البطولة، حتى في علاقة الغرام التي تجمعهما، ولكن عليهما ان يصحيا من احلام المراهقة والهلوسة لتعود لهما بصيرتهما ان بقيت لهما بصيرة، بأن الاردن عصيّ على هذه "اللوثة" وغيرها، والتاريخ يشهد على صموده، كما الحال فلسطين التي ما يزال شعبها يقبض على الجمر ويناضل ومعه شعوب العالم الحر،حتى يسترد ارضه.
مدار الساعة ـ نشر في 2018/10/16 الساعة 18:11