الانتحار.. الأسباب والحلول
* هشام الخلايلة
إن المتابع لارتفاع حوادث الانتحار في الأردن ليشعر بالالم لهذه الأرواح التي تذهب هدراً والغضب لصمت الحكومات المتعاقبة عن القيام بتشكيل لجنة تضم خبراء من القطاعات الطبية والنفسية والاجتماعية للوقوف على أسباب الزيادة الملحوظة والمقلقة في نفس الوقت في حوادث الانتحار إسوةً بالهيئات التي يتم تشكيلها لسبب او بدون سبب على الأرجح لإيجاد مخرجات جديدة للفساد.
أن الانتحار محرم في جميع الديانات والشرائع، وليس هناك من تبرير لمن يقوم بقتل نفسه مهما كانت الأسباب والذرائع، ومع كل ذلك فان عدد المنتحرين والفئة العمرية تدعوان الى القلق، ومن هنا فسنحاول الإجابة على أسباب الإقبال على الانتحار، وما هي الحلول لمنع او تقليل الانتحار.
أولاً، إن من اهم أسباب الانتحار هو ضعف الوازع الديني، حيث أن هذا الانسان الذي قرر أن ينتحر ليس على اتصال بخالقه، فهو لو كان متصلاً بالخالق لعلم أن كل ما يحدث معه هو من الله، وبالتالي لن يتسرب اليأس الى قلبه وسيظل متفآلاً بأن الله سوف يكرمه إن لم يكن في هذه الحياة الدنيا، ففي الحياة الاخره وهي خَيْرٌ وأبقى.
ثانياً، الفقر والبطالة حيث أن الكثير من الأردنيين يعيشون في مستويات حياتية متدنية نظرا للارتفاع الجنوني للأسعار، وارتفاع الضرائب الغير مبرر والغير عادلة، جعل من المستحيل على الكثير من الشباب الاستمرار في هذه الحياة المذلة، لعدم مقدرة الكثير منهم بناء بيت او اقتناء سياره او حتى الحصول على وظيفة لأسباب كثيره منها: إهمال الحكومات المتعاقبة والحالية لقطاع الشباب، وعدم إيجاد فرص عمل او مشاريع إنتاجية لاستغلال تلك الطاقات او تفريغ ذاك الغضب من خلال ورش عمل وتوجيه إرشادية، تشجيعية ليس فقط في العاصمة عمان، وإنما في جميع مدن وارياف وبوادي المملكة الأردنية الهاشمية.
وأخيراً، غياب العدالة في التوظيف، حيث أن الأردن محكوم بشلل وجماعات وعائلات تنحصر بها ولها جميع الوظائف وتتوارث بعض هذه العائلات الوظائف والمناصب بشكل فيه استخفاف بعقول وقدرات الأردنيين والذين بدأ يشعر الكثير منهم بالغضب والاشمئزاز لما يحدث في وطنهم وكأن الأردنيات فقدن القدرة على إنجاب الرجال القادرين على تقلد الوظائف والمناصب العليا في الدولة. ولكنه زمن الرويبضة (وهو الرجل قليل الشأن يتكلم في امر العامة) حيث أن الكثير من أشباه الرجال تبؤت مناصب لا تستحقها ولكن بسبب الفساد والمحسوبية وصل هؤلاء المتسلقون الى درجات عالية وتركوا الشباب ينزلقوا الى اليأس فكثرت حوادث الانتحار وعم البلاء والفقر، وكثر التطرّف، وزادت معدلات الجريمة، وأصبحت المخدرات تباع جهارا نهاراً رغم الجهود الكبيرة التي تبذلها الأجهزه الأمنية لمنع انتشار آفة المخدرات.
ومن خلال هذا المنبر الحر نقدم للحكومة والجهات المعنية التوصية بتشكيل لجنة للوقوف على أسباب وحلول الانتحار في الأردن لما فيه من حماية لأرواح المواطنين، وللحيلولة من انزلاق الشباب الى التطرّف او الجريمة.
* خبير فُض نزاعات/استراليا