اللواء محمد علي الأمين...

مدار الساعة ـ نشر في 2018/10/05 الساعة 11:38
إحدى أهم الشخصيات التي تركت أثرا على كل المواقع التي حل بها والاشخاص الذين عملوا بمعيته ...عرفته في أواخر السبعينيات من القرن الماضي. وقتها كان أبو وسام مديرا لإدارة ترخيص السواقين والمركبات حيث نجح في تحويل المؤسسة الى احدى افضل دوائر الخدمات في الاردن وربما اقدرها على الاستجابة إلى حاجات المراجعين والحصول على تقديرهم . من بين عشرات القادة الذين رسخوا هيبة الدولة وكسبوا احترام الناس كان المرحوم مميزا في تفكيره وتطلعاته ومثابرته وإصراره، فحرص على تقديم الخدمة النوعية وتطويرها يوما بعد يوم. الاثر الذي تركه المرحوم محمد علي الامين على جهاز الامن وكل المؤسسات التي طاف عليها أثناء خدمته الطويلة لا يزال ماثلا فقد كان خبيرا في التنظيم، واستاذا في الادارة ومدربا من طراز رفيع اثمرت جهوده في بناء المؤسسات و ترسيخ ثقافة العمل واكساب الكوادر اساليب العمل والأداء التي تميزهم عن غيرهم في المؤسسات الاخرى . في كلية الشرطة الملكية وإدارة الترخيص ووحدات الإسناد وإدارة التخطيط والتنظيم كان اسلوبه مثيرا وجذابا للشباب والضباط المتحمسين لبناء خبراتهم ومعارفهم في العمل الشرطي وإدارته. قبل أيام التقى ثلة من قدامى ضباط الأمن العام دون موعد مسبق وقادهم الحديث في اوضاع الادارة العامة الراهنة وما تعانيه من ترهل الى سيرة الرجل وانجازاته. الإدارة اليوم لم يعد لها مذاق التجربة والأداء والإبداع الذي كان الامين احد اهم صناعه. في تلك الايام كان التميز والانجاز والحرص على نوعية الاداء في اطار العدل والحزم والاخلاق هدفا يتقدم على كل الأهداف ومهمة لا يستقيم العمل بدونها. الإرث الأخلاقي والأثر الذي تركه الامين في ذاكرة المؤسسة وعلى جدران تاريخها يتجاوز بكثير مجموع ما تركه المئات ممن يصولون ويجولون اليوم على ساحة التهريج الاصلاحي. ... لقد كان المرحوم ومعه العشرات من رجالات جهاز الامن العام نماذج تحسبها كفاءات يابانية او كورية...واظن انه اشبه بمؤسسة مواصفات ومقاييس او مركز معايير جودة متنقل رحم الله محمد علي الامين فهو بطل من ابطالي الذين افخر ان تعرفت عليهم واستعرت من سجاياهم وابقوا في ذهني الامل بامكانية النهوض....لقد طور ادارة الترخيص...ووضع تصورات لتنظيم الامن العام...وكان انيق المظهر والفكر والروح يضع اللمسة الاخيرة على كل انجاز فيجيزه وكأنه ايزو الامن العام.. اتذكر محمد علي الامين يوم كنت ملازم ثان في كلية الشرطة وقاد وفد مديرية الامن العام الى فرنسا فكان مثل الفرنسيين اناقة...ودقة وحرصا....كنا فخورين بقيادته واسئلته ومعرفته ..وقفنا على جرف النورماندي حيث كان انزال الحلفاء وتحدث لمرافقينا عن تاريخ المعركة وابطالها...واعطانا محاضرة مطولة قبل الوصول الى الموقع عن اوروبا تحت الاحتلال الالماني كان ذلك قبل الافلام الوثائقية بكثير... فـ محمد علي الامين يحتاج للتخليد كشخصية امنية وينبغي أن يكون باسمه وساما او اشارة تسمى اشارة محمد علي الامين وعلينا ان نعرف الضباط والافراد الجدد بمسيرته وشمائله ليقتدوا بها.
مدار الساعة ـ نشر في 2018/10/05 الساعة 11:38