خلاصة المؤشرات العالمية الرئيسية لأفضل 20 دولة بالعالم للعام 2018
د. راضـي العتـوم يشهد العالم تطورات وتغيرات جذرية في هيكل اقتصاداته، جرّاء التطورات التكنولوجية المتسارعة بشكل خاص، والأحداث الجيوسياسية على مستوى العالم، وخاصة ما يتعلّق منها بالتكتلات الاقتصادية، والعسكرية والتي تنعكس أخيرا على واقع التنمية الاقتصادية والاجتماعية العالمية.
ولا شكّ بأن أهم ما يؤثر في تحريك عجلة التنمية الاقتصادية والاجتماعية هو التطور في مستوى العقل البشري القائم على التحدّي للواقع، والمتطلّع للنهوض بالمستقبل سعيا لتطويع التكنولوجيا بما يناسب تفاعل القدرات البشرية مع الرؤى المستقبلية لادارة موارد الكون واستغلالها من كل طرف قادر على ذلك. ولكن وفوق كل الاعتبارات الاقتصادية وغيرها، فإن عنق الزجاجة في التنمية يكمُن في النزاهة والاخلاص للوطن قولا وعملا، وكفّ يد كل من يعمل لمصالحة الخاصة أنّى كان.
ولمواكبة حاجة ومتطلبات التنمية المستدامة ولتزايد حدّة التنافسية بين الاقتصادات العالمية، فإن الحاجة تدعو الى الاطلاع المستمر على معايير ومؤشرات الاقتصاد العالمي لمتابعة الواقع التنموي المتسارع، والتطلّع الى اللحاق بالركب الحضاري التنافسي من أجل خدمة التنمية الاقتصادية والاجتماعية للدولة.
وفيما يلي خلاصة للمؤشرات العالمية الرئيسية لأفضل 20 دولة للعام 2018، والتي جاءت كمحصّلة لتسع مؤشرات رئيسية للتنمية الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، فتم اشتقاق مؤشرا كليّا يمثل التسعة مؤشرات الرئيسية وفقا لأوزان معينة،كما يتضح من الجدول، وكما يلي:
أولا: الريـــادة Entrepreneurship
تستحوذ الريادة على أعلى وزن بين المعايير وبنسبة 17.42%، وتعني الريادة بالربط مع العالم،والسكان المتعلمين، والرياديين من السكان، والمبدعين، وسهولة الحصول على رأس المال؛ أي سهولة الاقتراض من البنوك والمؤسسات المالية المختلفة، والقوى العاملة الماهرة، وتوفر الخبرات التكنولوجية، وشفافية ممارسة الأعمال، والبنية التحتية المتطورة، وكذلك البنية التحتية التشريعية المتطورة.
ثانيا : المواطنــــة Citizenship
ويشمل معيار المواطنة الاهتمام بحقوق الانسان، والاهتمام بالبيئة، ومساواة النوع الاجتماعي، والتحرر التقدمي، وحرية الدين، واحترام حقوق الملكية، والموثوقية، وتوزيع القوى والسلطة السياسية، واعتمد لهذه وزنا عاليا بنسبة 16.95%.
ثالثا: نوعيّة الحياة Quality of Life
ولهذا المعيار وزن نسبي هام يصل الى 16.89%، ويشمل سوق جيد للعمل، وسوق يكافئ العمل، ومستقر اقتصاديا، وبيئة عائلية صديقة للدولة، وتتميز بالمساواة بالدخل، والاستقرار السياسي، والأمان، ونظام تعليمي عام متطور، ونظام صحي عام متطور.
رابعا: التأثير الثقافي Cultural Influence
أعطي التأثير الثقافي اهمية بنسبة 12.93% لتقييم الدولة، حيث يشمل على الأهمية الثقافية من جوانب الترفيه والمتعة، والاهتمام بالاناقة والموظة، والسعادة، وتأثير الدولة في بالثقافة، والحداثة، والكبرياء، ومدى الاشياء الجميلة الشائعة.
خامسا: الانفتاح على الأعمال Open for Business
ولهذا المعيار وزن بنسبة 11.99% ويمثل مجموعة من العوامل هي: البيروقراطية، ورخص تكاليف الصناعة التحويلية، والفساد، وبيئة ضرائب مفضلة، وممارسات حكومية شفافة.
سادسا: المحركون Movers
ويشمل المعيار التميّز، والاختلاف، والديناميكية عن الغير، وأن تكون الدولة فريدة بما تتميز به، ولهذه العوامل وزنا بنسبة 10%.
سابعا: القــوة Power
وتتمثل بالقيادة، والتأثير الاقتصادي، والتأثير السياسي، وقوة التحالفات الدولية، وقوة الجيش. وللقوة وزن بالترتيب يعادل 7.42% من مجموع الأوزان.
ثامنا: الجرأة Adventure
مؤشر الجرأة أو المغامرة للدولة يشمل الصداقة، والمزاج، ومناخ الراحة والانبساط، والجو الخلاب وما شابه، وكان لها وزن بنسبة 3.24%.
تاسعا: الأرث Heritage
يأتي هذا لمؤشر بأقل وزن وبنسبة 3.17% من التأثير على الترتيب للدولة بين المؤشرات المعتمدة، ويشتمل على القبول الثقافي بالدولة، والتاريخ العريق للبلد، وتوفر الطعام الأصيل، والأشياء الثقافية الجذابة المتعددة.
ويمكن ايجاز خلاصة الترتيب العالمي للدول ال 80 قيد المقارنــة كما يلي:
تتصدر سويسرا أفضل 80 دولة في العالم كأفضل دولة بالمؤشرات الرئيسية التسعة السالفة الذكر،ويبرز تميزها بمؤشري المواطنة، والانفتاح على مؤسسات الأعمال، وكذلك ريادة الأعمال.
وتأتي كنـدا بالمرتبة الثانية عالميا، حيث تتميز بأفضل نوعيّة الحياة على مستوى العالم.
وفي المرتبة الثالثة، تأتي المانيــا لتتميز بشكل واضح بريادة الأعمال.
وتأتي بريطانيا بالمرتبة الرابعة عالميا، لتتميز الى حـدّ ما بالر يادة، والتأثير الثقافي، والقوة.
أمّا اليابان، فجاءت بالمرتبة الخامسة، حيث تميزت بالريادة، والى حـدّ ما بالتحرك والديناميكية.
وتتميز أمريكا وبشكل واضح بالقوة، ثم بالريادة، والتي حازت على المرتبة الثامنة عالميا لكافة المؤشرات.
وتلتها فرنسا لتتميز بالتأثير الثقافي على العالم.
في حين أن الدنمارك، والتي جاءت بالمرتبة ال 11، قد تميزت بنوعية الحياة، وبالمواطنة عالميا.
وبالمقارنة، فان ايطاليا قد حازت على المرتبة ال 15 عالميا، وعلى الرغم من أنها كانت الأولى عالميا بالتأثير الثقافي، وبالأرث الاجتماعي، ثم بالجرأة والمغامرة.
وتتميز لكسمبرج التي جاءت بالمرتبة ال 18 عالميا بالانفتاح على الأعمال، تلتها اسبانيا (المرتبة ال 19) بالإرث الوطني.
وتأتي الصين بالمرتبة ال 20 عالميا، حيث تميزت نسبيا بالقوة، وبالتحرك على مستوى العالم.
وفيما يتعلق بالدول العربية، فتأتي الامارات العربية المتحدة بالمرتبة الأولى عربيا وال 23 عالميا، حيث تميزت بشكل واضح بالتحرك العالمي، تليها قطــر وبدرجات بالمرتبة ال 35 عالميا، ثم المملكة العربية السعودية بالمرتبة ال37 عالميا، حيث كانت أعلى المعايير للتميز هي القــوة، والتحرك العالمي.
وقد جاءت مصر بالمرتبة ال 42 عالميا، فتميزت نسبيا بالتحرك العالمي، تلتها المغرب بالمرتبة ال 47 إذ تميزت كذلك نسبيا بالإرث، وبالتحرك العالمي. وتأتي البحرين بالمرتبة ال 61 عالميا، فالأردن بالمرتبة ال 68 عالميا، تليها سلطنة عمان بالمرتبة ال 73، فلبنان بالمرتبة 75، وأخير تأتي الجزائر بالمرتبة ال 80 كآخر دولة قيد الدراسة والتحليل لمجموع دول العالم التي توفرت عنها معلومات كافية لحساب تلك المؤشرات والبالغ عددها 80 دولة.
وتظهر أهم وأبرز المؤشرات في الأردن بمعيار التحرك على المستوى العالمي، والقوة، ثم الارث. أمّا باقي المؤشرات فتتراوح بحدود مرتبها العامة ال 68 تقريبا، وأقل ترتيب للمملكة جاء لمؤشر نوعية الحياة، ثمّ مؤشر المواطنة، والجرأة، والريادة.