بواعنة يكتب: هل تطيح فيضانات الكرك ببعض وزراء حكومة جعفرحسان ونواب الكرك؟

أ. د. لؤي بواعنة
مدار الساعة ـ نشر في 2025/12/31 الساعة 20:01
إن ما حدث قبل أيام في مدينة الكرك الأبية،وما نتج عنه من تخريب وانهيار في البنية التحتية لعدد من شوارع المدينة وبلداتها نتيجة السيول الجارفة التي اخترقت المدينة،لهوأمر ٌفي غاية الخطورة،بل أنه يدمي قلب كل أردني وبصره في آن واحد من خلال مشاهدته مناظرالمياه المتجمعة في الشوارع أومن خلال السيول الجارفة وتجمعها دون تصريف،وما تبعها من انهيارات وغرق وتصدع جدران وأسوار وغيره.كما حدث في قرية العراق،وما حدث في سورقلعة الكرك الأثري القديم التي يمتد وجودها لمئات السنين وانهيارغورالنميرة في الأغوارالجنوبية وغيرها الكثير.

ما جرى بمدينة الكرك من تهالك للبنى التحتية أمريطرح ألف سؤال وسؤال،حول مدى جاهزية مؤسساتنا الرسمية المعنية بموضوع الطرق والشوارع والجسور والمناهل وتصريف المياه فيها،في ظل الأحوال الجوية هذه.والسؤال الثاني حول جديّة الدولة وأصحاب القرارفيها بمحاسبة تلك الجهات فعلياًعلى تقصيرهاعن القيام بواجبها بعيداًعن التبريرات غيرالمنطقية مثل،ارتفاع منسوب المياه وعدم توقع تلك الكميات من الأمطاروالتغيرات المناخية،وغيرها من نسج الحجج والقصص للتغطية على تقاعس تلك الوزارات وترهل مسؤوليها بدءاً من الوزراء وانتهاءً برؤساء الدوائروالأقسام.وهذه كله يدخل في باب عدم النزاهة والفساد الإداري.

يجب دراسة حقيقة ما حدث بالكرك بعيدا عن الشعارات والاسطوانات غيرالحقيقية التي يطلقها الناطقون الإعلاميون باسم تلك المؤسسات أوالبلديات أوأمانة عمان الكبرى،من حيث الجاهزية وإعلان حالة الطوارىء.والتي يكتشف المواطن العادي عند قدوم أول شتوة بأن هذا لكلام كله عبارة عن "خرط كوسا"،وحبرعلى ورق من أجل الاستهلاك الإعلامي ليس أكثر، حيث الخروج على شاشات التلفاز والإذاعات والتبجح بالجاهزية وهوفي حقيقته مجرد كلام ليس أكثر.والشاهدعلى ذلك ما حدث في مدينة الكرك ومنطقة العراق قبل يومين أثنين من دمارلشوارعها وبنيتها التحتية وغرق لبيوتها وسياراتها،ولغيرها من مدن المملكة ،وآخرها ما حدث في العاصمة من سقوط فتاة في حفرة يبلغ ارتفاعها أكثرمن متر للأسف .فأين كانت أمانة عمان وبلدية الكرك من تلك الجاهزية ؟.

الأدهى والأمر بأن ما حدث بالكرك لم يكن مفاجئأ بل تدل التصريحات من الوزراء المختصين والمسؤولين بأن ما نسبته 60% من البنية التحتية من مدينة الكرك بحاجة لإعادة تخطيط وتنفيذ من جديد .وهذا يؤشربما لا يدع مجال للشك بأن وزارات بعينها مرتبطة أرتباطا مباشرا بهذا الأمر،ومنها، وزيرالأشغال العامة ووزارة البلديات،والبلديات نفسها وأي جهة أخرى مرتبطة بها. وهذه المسؤولة هي مسؤولية كاملة ومباشرة عما حدث،نتيجة هذا الوضع المتردي .ويجب علينا تسمية الأمور بمسمياتها دون مواربة وخجل،بأنه يجب عليهم تحمل المسؤولية كاملة ومحاسبتهم من خلال الأطرالدستورية والقانونية المعمول بها،لا أن تمرالحادثة كما مرت غيرها من الحوادث في الأردن،أمابحجب الثقة عن الوزراء المعنيين،أوبتحويل المعنيين لهيئة مكافحة الفساد.وبخلاف ذلك سنبقى كما نحن غارقون بالمحسوبية وبالترهل والخراب والفساد،دون حسيب أورقيب والمواطن هوالحلقة الأضعف،ودوره فقط أن يبقى يتلقى الصدمات والنكبات،في حين أن مسؤلونا فوق الشبهات ودائما ينتهى التحقيق معهم بقضايا الفساد بعدم ثبوت الأدلة.وهذا ما يضعف ثقة المواطن بحكومتنا وأجهزتنا ومؤسساتنا الرسمية. فالأصل ايقاع العقوبة بحق كل من لا يكترث بأرواح الأردنيين وممتلكاتهم وحياتهم لتعاد مسألة الثقة من جديد .

أن فيضانات الكرك ليست متعلقة بطرف واحد،بل هناك أطراف عدة تقع على عاتقهم مسؤوليتها.فهي موزعة بين وزارة البلديات والأشغال العامة والبلديات نفسها ،والمقاولون أنفسهم الذين نفذوا تلك العطاءات دون مطابقتها للمواصفات.فهذه الطرق والشوارع والأرواح والخسائرالمادية هي مسؤولية من !!.والسؤال الذي يطرح نفسه أيضا أين نواب الكرك مما حدث لمدينتهم ؟ وأين هم من البنية التحتية لمدينتهم ؟ ولكن مع هذا يبقى أمرداخلي سيكون أهل المدينة أدبربمحاسبتهم من خلال صناديق الاقتراع للدورة القادمة،ومن المؤكد أنهم سقولون كلمتهم لمن كان معهم،وليس لمن أدارظهره لهم وبقي في قصورعمان وفنادقها. ومع هذا ستبقى الكرك رمزاً للعزة والصمود،في وجه كل النكبات،وفي وجه كل مسؤول متخاذل عن واجبه تجاه،كرك الهية،كرك حابس وهزاع وحسين باشا الطراونة سواءً أنقذها الوزراء أولم ينقذوها. وستبقى الكرك والقلعة شامخة بهمة أهلها منبع الفخر والاعتزاز،وستبقى تحظى برعاية ملكية سامية من لدن جلالة الملك وولي عهده الأمين كما عودوهم دائما.

على صناع القرارأن يتنبهوا أن ما يقوم به بعض وزراء هذه الحكومة وسابقتها،لايصل إلى المستوى المطلوب لطموحات جلالة الملك وثقته.لأن جلالة الملك يسمع ويرى كل ما يقترفونه بحق الوطن،فهو يمدح المبدع ويعززه وينتقد المتخاذل ويؤنبه.وعليه تجب محاسبة كل من كان له دوربترك كرك التاريخ ببنيتها التحتية المتهالكة على ما كانت عليه حتى سقطت أسوارها وهدمت شوارعها،لأن من يترك الكرك اليوم سيترك عمان غدا والزرقاء وأربد وغيرها من محافظات الأردن .
مدار الساعة ـ نشر في 2025/12/31 الساعة 20:01