الحدود البيولوجية: حين ترتطم شعارات مساواة المرأة بالرجل بحقيقة الشبكة والمضرب

مدار الساعة ـ نشر في 2025/12/31 الساعة 18:40
مدار الساعة - بقلم عمر لقمان - استوقفني خبر انتشر على مواقع التواصل عن مباراة في لعبة التنس الأرضي أطلقوا عليها اسم (معركة الجنسين)، بين المصنفة الأولى عالمياً أرينا سبالينكا، والمصنف ٦٧١ للرجال كيرجيوس.

رغم الفارق الفلكي في التصنيف، كشفت (هندسة المباراة) حقيقة مضحكة: خُصص لسبالينكا ملعب (مصغر)، بينما ترك الملعب كاملاً لكيرجيوس الذي لعب بأداء استعراضي (خفيف) ورغم ذلك، صرحت اللاعبة (الأنثى): (شعرت بأنني أتعبته!).

هذا المشهد العبثي المضحك دفعني لتسجيل هذه التوقفات:

١. سقوط وهم (التطابق) الجسدي:

قبول المصنفة الأولى بملعب مُصغّر لمواجهة المصنف (٦٧١) هو إقرار هندسي بأن الفوارق البيولوجية حاكمة وحتمية.

صدقاً المسألة مضحكة، لما تحتاج قمة الهرم النسائي بتصنيفهم لـ (تدخل في القوانين) لمجاراة رجل من الصفوف الخلفية ولا يعرفه أحد = تسقط كل شعارات المساواة الجسدية أمام هذه الحقيقة المادية.

٢. ما أسميتها ب (معضلة السقف والأرضية).

هذا اللقاء أظهر وبكل وضوح أن (الحد الأقصى) لجهد الأنثى يتقاطع بالكاد مع (الحد الأدنى) لجهد الذكر خصوصاً في المهام التي خلقت أساساً للذكر.

حين تبذل هي ١٠٠٪ لتجاري لاعباً يلعب بـ (نصف خزان وقوده)، يسقط زعم أن (التدريب) وحده يردم الهوة الجينية.

وهذا طبعا ينعكس على الذكر في باقي الأدوار الأنثوية، بنفس المنطق.

٣. حتمية الفارق التشريحي:

التفوق الذكوري ليس مهارياً فقط، بل حتمية جينية (كتلة عضلية، كثافة عظام، سعة رئوية).

هذه الفوارق تمنح الذكر سرعة كبيرة تجعل المنافسة المختلطة معركة خاسرة سلفاً للأنثى دون امتيازات تعويضية.

٤. هذه المعركة المضحكة قامت بتعرية ملف المتحولين جنسياً:

إذا كانت بطلة العالم (الأنثى) تحتاج لتقليص الملعب لتنافس ذكراً، فكيف يبرر إقحام ذكور متحولين في رياضة النساء؟

هذا يثبت أن فئة السيدات وجدت لحماية المرأة من التفوق التكويني للرجل، ووجود أصلاً هذا التصنيف والتفريق في المنافسات إلى ذكر وأنثى هو اعتراف أصلاً بوجود الفارق والاختلاف!!

٥. ما أحب أن أسميه بعبثية الخيار الهرموني:

هل فعلاً الفرق بين الذكر والأنثى هو فقط هرمونياً؟

مجريات اللقاء تنسف حجة أن تقليل التستوستيرون يحقق التكافؤ.

الفارق ميكانيكي أيضاً (طول أطراف، حجم رئة) وليس كيميائي فقط.

الهيكل البيولوجي الذكوري لا يتفكك بالهرمونات، وهذة يجعل منافستهم للنساء عملية (سطو بيولوجي).

ما حدث ويحدث = اعتراف عبر الاستثناء

القاعدة الذهبية تقول: (الاستثناء يثبت القاعدة ولا ينفيها).

عندما تحتاج لإقامة مباراة (استثنائية) بقوانين (استثنائية) وملاعب (معدلة استثنائياً) لتضع المصنفة الأولى على العالم أمام رجل متوسط المستوى، فأنت هنا لا تثبت المساواة، بل تثبت أن الأصل هو عدم القدرة على المنافسة في الظروف الطبيعية العادلة. لو كان التطابق حقيقة، لما احتجنا إلى كل هذه الاستثناءات الهندسية.
مدار الساعة ـ نشر في 2025/12/31 الساعة 18:40