الكردي تكتب: لو كنت متنبئة

جوان الكردي
مدار الساعة ـ نشر في 2025/12/31 الساعة 14:03
لو كنت متنبئة أو عرافة، وأردت أن أطلق توقعاتي لعام 2026، لكن بدون بث الرعب في البيوت،

لقلتها بصراحة:

2026 ليس عاما عاديا، بل عام الانقلاب الإيجابي الصامت.

أتنبأ أن الربع الاول من 2026 سيحمل مفاجاة سياسية عالمية، إعلان تهدئة أو اتفاق غير متوقع في ملف ساخن طال أمده، وسيفاجا العالم بسرعة الانتقال من لغة التصعيد إلى لغة المصالح، ليس حباً بالسلام، بل تعباً من حجم الدم المسال.

أتنبأ بأن منتصف 2026 سيكون نقطة تحول اقتصادية، تحسن تدريجي في العملات الضعيفة، انخفاض في أسعار بعض السلع الاساسية، وظهور فرص عمل جديدة مرتبطة بالعمل الحر والمشاريع الرقمية والمنزلية.

لن يكون الثراء سريعا، لكن الاستقرار سيعود كقيمة افتقدها الناس طويلا.

أتنبأ بأن يتغير قطاع التعليم جذريا، تراجع الهوس بالشهادات، وصعود المهارة كجواز عبور حقيقي.

دورات تدريب قصيرة ستتفوق على سنوات طويلة من الدراسة، وآباء وأمهات سيشعرون لأول مرة أن أبناءهم يسيرون في طريق يناسب هذا العصر.

أتنبأ بأن المرأة ستكسر سُقُفا حقيقية في 2026، وسنرى أسماء نسائيةً في مواقع قرار لم تكن مطروحة سابقا،

ليس بدعم عاطفي، بل لأن المرحلة القادمة تحتاج عقلا مرنا لا صوتا مرتفعا.

أتنبأ بأن النصف الثاني من 2026 سيشهد انفجارا في المشاريع الصغيرة، طبخ منزلي يتحول إلى علامة، محتوى بسيط يدر دخلاً، وأفكار كنا نسخر منها تصبح مصدر رزق.

وسيكتشف الناس أن البداية المتواضعة ليست فشلا، بل خطوة أولى.

أتنبأ بأن الإعلام بصورته الحالية سيتعرى، سقوط مفاجئ لمنصات عاشت على التخويف،

وتراجع تأثير "خبر عاجل" لا يحمل قيمة.

الناس ستبحث عمّن يشرح لا من يُفزع ويهوّل، وعمّن يمنحهم فهما لا قلقا.

وفيما يخص الأردن، أتنبأ بأن عام 2026 سيكون عاماً مختلفاً على المستوى الداخلي، رغم كل التحديات.

أتنبأ بأن الأردن سيدخل مرحلة هدوء سياسي نسبي، مع قرارات حكومية أكثر واقعية، وابتعادٍ تدريجيٍ عن الحلول المؤقتة، واتجاه نحو معالجة ملفات مزمنة بطريقة أقل استعراضا وأكثر فاعلية.

أتنبأ بتحسن ملموس في بعض القطاعات الخدمية، وبخاصة النقل والتعليم والصحة والتعاملات الحكومية،

مع توسع حقيقي في الخدمات الإلكترونية، يخفف العبء عن المواطنين ويقلل الاحتكاك اليومي.

أتنبأ بأن السوق المحلي سيشهد انتعاشا محدودا لكنه حقيقي، عودة نشاط حركة البيع والشراء بشكل تدريجي،

ونجاح مشاريع صغيرة ومتوسطة، قادها إصرار الناس لا دعم المؤسسات.

أتنبأ بأن ملف البطالة سيتغير في شكله، مع توسع العمل الحر والمشاريع المنزلية، وتراجع فكرة انتظار الوظيفة الحكومية كخيار وحيد، وبخاصة لدى الشباب.

أتنبأ بأن عام 2026 سيحمل انفراجات اجتماعية داخل الأردن، مصالحة بعد قطيعة، واستقراراً أكبر داخل البيوت، وعودة قيم التعاون بعد سنوات من الضغط الاقتصادي والنفسي.

وأتنبأ.. بدون تردد

أن أكبر صدمة في 2026 لن تكون كارثة، بل اكتشاف الناس أن بإمكانهم أن يصبحوا أقوى مما قيل لهم،

وأن الخوف الذي عاشوا فيه سنوات لم يكن نبوءة..

لست أدري.. أهي تنبؤات؟ أم أمنيات؟ أم أضغاث أحلام؟
مدار الساعة ـ نشر في 2025/12/31 الساعة 14:03